حقيقة إنني لأشعر بالارتياح من تعاقب الدول العربية على احتضان معارض الكتاب تباعاً وأتوقع ان ينتقل هذا النشاط إلى بقية الدول العربية في شمال افريقيا وكذلك الدول الأخرى القريبة من دول الخليج مثل اليمن لأن الكتاب العربي يحتاج إلى ان يتنسم هواء الوطن من أقصاه إلى أقصاه حتى وإن كرهنا ان تسيطر على الثقافة بعض الحكومات الفاشية لتجعله بوقاً لحكامها الذين تمنعهم الغالبية العظمى من الشعوب العربية لمواقفهم المخزية وتصرفاتهم التي أساءت إلى الوطن العربي وشعوبه. وكانت منطقة الخليج أكثر الدول العربية تضرراً من انكفاء نتاجها الفكري لضعف مؤسساتها التعاونية خاصة الأندية الأدبية رغم انها شعبياً تقدم مساهمات لا يستهان بها لتشجيع النشاط الفكري وتضع له القواعد الداعمة والتي من أبرزها جائزة الملك فيصل العالمية في الرياض ومؤسسة المرحوم سلطان العويس في الإمارات ومؤسسة البابطين الثقافية في الكويت ومؤسسة سعاد الصباح وجائزة أبها الثقافية وغيرها من الجهات التي تدعم الانشطة الثقافية كالجنادرية التي يرعاها الحرس الوطني لدينا كل عام ونتمنى ان تخصص جائزة سنوية باسم سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومع ذلك فإن إنتاج أدباء الخليج لا يجد ذلك الاحتفاءمن إخوانه لا سيما أدباء الكنانة الذين يعتبرونه من إفرازات البترول والتخمة بعيداً عن أية معاناة ولهذا فإن دور النشر في ذلك القطر تتفنن في خداع أدبائه لنشر نتاجهم متخذة سبلاً شتى من بينها الطباعة المحدودة جداً - خلاف الاتفاق - حتى تضمن الاستيلاء على اكبر قدر من اموال الأدباء التي ينتزعونها من رزقهم وليس بدعم من أية جهة اخرى إلا ما ندر. كما لا أنسى هنا ما تعرضت له الشاعرة الكويتية سعاد الصباح عندما رصدت مبالغ كبيرة لدعم الانتاج وتشجيع بعض الادباء المحتاجين تحت مظلة بعض كبار الادباء المعروفين في الساحة الفكرية فما كان من هؤلاء الا شاوس إلا أن استولوا على مارصدته الشاعرة من مبالغ وتوزعوا الغنيمة فيما بينهم والقصة معروفة في الوسط الادبي واسألوا عنها بطلها جمال الغيطاني وإن كانت الشاعرة الرقيقة سعاد لا تريد أن تفضح اولئك الافراد احتراماً منها لمكانتهم التي لا يستحقونها لأن فضحهم اجدى من كتمان سرقتهم الدنيئة. اردت من وراء هذا الاستطراد إماطة اللثام على ما يعانيه انتشار الكتاب من عقبات يضعها اولئك المحتكرون في القاهرة لاسيما دور النشر استغلالا لموقعهم الثقافي والجغرافي. وإن استمرار إقامة هذه المعارض للكتاب سوف تكسر ذلك الحاجز الذي وضعوه لمكاسب شخصية كما يتحرر بعض الكتاب من سلطتهم الجشعة. وبالمناسبة فإنني أرجو من جامعاتنا التنسيق فيما بينها للاعداد لمعرض كبير يعكس امكاناتنا وانتاجنا ولا يأتي روتينيا حسب ما شهدناه في السابق لأن الادب في بلادنا أصبح والحمد لله يضاهي إنتاج أكبر دولة عربية في تعدادها السكاني وإن كانت الاستعدادات والتنظيم ينقصنا ويجعلنا نحتاج إلى من يقوي عزيمتنا ويشجعنا على أخذ مكانتنا الفكرية بعيداً عن مظلة الأدباء في القاهرة أو غيرها من العواصم للمراسلة ص.ب 6324 الرياض 11442