من جملة الحلول التي طرحت للخروج من نفق إقفال الطريق أمام انتشار الكتاب السعودي ايجاد شركة خاصة ) من خلال الأندية الأدبية( تتولى نشر وتوزيع المطبوعات والدوريات التي تصدرها الأندية الأدبية، وبعد ذلك تستطيع هذه الشركة من تولي نشر المطبوعات الأخرى منافسة شركات التوزيع القائمة، وأكرر عبارة «منافسة» لأن شركات التوزيع القائمة أصبحت في وضع الاحتكار المكشوف مثقفة ومختلفة في الوقت ذاته وحكاية الاتفاق على تقاضي 50% من المباع للمطبوعات أكبر دليل على ذلك الاتفاق الجشع الذي يمتص جهد المبدعين المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الانتاج بصمت تحت مظلة الصحافة التي هي المشجع الوحيد في الساحة الأدبية. شركة التوزيع المقترحة وقد تبنيت طرحها منذ بضعة أعوام وعرضها على رؤساء الأندية الأدبية في اجتماعاتهم السنوية لم تسفر عن أية نتيجة ولا حتى خطاب صغير أعتبره يوحي بالتقدير من السادة رؤساء الأندية وأكثرهم أصدقائي وحتى رعاية الشباب ادارة الأندية تجاهلته رغم أنه من صلب مسؤولياتها كجهة مشرفة على نشاطات الأندية الأدبية وداعمة لها ماديا وراعية وموجهة لإنتاجها ومحاسبة اياها على أي تقاعس أو تقصير في الوقت الحاضر على الأقل الى أن تتولى جهة موحدة احتضان النشاط الثقافي في البلاد إذ إن الدعم للنشاط الثقافي كما نعلم موزع في الوقت الحاضر بين أكثر من جهة حكومية، ولهذا تقهقرت المسؤولية وأصبح الأدب يشكو من هذا الضياع الذي لن يحله سوى تسمية جهة رسمية واحدة بقرار من أعلى المستويات مجلس الوزراء واننا لمنتظرون الخير ان شاء الله. أعود الى بداية هذا الطرح من جديد الذي يشفق الكثير من الزملاء بعدم جدواه طالما تجاهله السادة رؤساء الأندية ولا فكروا في تدارسه رغم أنهم يشكون من عدم الانتباه الى اصداراتهم ومطبوعاتهم الذي يمثل نشاطهم والتي تحتكرها حاليا مستودعاتهم ومع أن نادي جدة الوحيد كما أعرف الذي ارتاح من توزيع مطبوعاته المتعددة حين أوكلها الى شركة توزيع وبذلك لم يعد الأمر يعنيه كثيراً، ولكن ماذا عن الباقين الذين يدورون في حلقة مفرغة أليس من بينهم ذلك المتوجه لدراسة هذا الاقتراح عن اقتناع بجدواه وتحريكه بين زملائه وما رأيهم اذا ما وجدوا متبرعين لإدارة مثل هذا المشروع الحيوي طالما إنهم مشغولون بأنفسهم؟ إن مائة ألف ريال يساهم بها كل ناد من خلال شركة مشتركة كفيل بتحقيق قيام شركة توزيع مسؤولة عن توزيع اصدارات الأندية في كافة الدول العربية وسوف تحقق هذه الشراكة أرباحاً للمساهمين وليست خسارة، كما يعتقد هؤلاء الرؤساء لهبوط مستوى بعض اصداراتهم الذين من حقهم وضع جهاز اشرافي يتابع نشاطها والحصول على تقرير سنوي بما أنجزته خاصة وأن وزارة الاعلام تعد العدة كما هو مؤمل لإصدار قرارات مهمة لتأسيس اتحادات أو لجان تتولى كل منها الاشراف على النشاطات الثقافية المختلفة للشعر والقصة والرواية والمسرح... إلخ، بل وحتي الانتاج الإذاعي والتلفزيوني والتوزيع والنشر. أليس هذا يعني بأننا مقبلون على حركة ثقافية جديدة من خلال هذا التوجه الايجابي المنشود؟ أرجو ذلك وإنا لمنتظرون. للمراسلة ص.ب 6324 الرياض 11442