الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد: لا يخفي ان القرآن العظيم كلام رب العالمين منه بدأ واليه يعود، انزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هدى للعالمين وحجة على المعاندين ونبراساً وطريقاً ومنهجاً للمتقين، وشفاءً لما في الصدور من تمسك به هدي الى الصراط المستقيم وفاز بالنعيم المقيم ونجا من لفحات الجحيم قال عز من قائل (آلم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) (البقرة اية 1،2) وقال تعالى:( ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجراً كبيراً) الاسراء اية 9، وقال عليه الصلاة والسلام:( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري. فحفظ القرآن الكريم وسيلة لتقوى الله عز وجل ولطاعته والتمسك بدينه والاستقامة عليه والتخلق باخلاق واداب الاسلام، فهذه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول:( كان خلقه القرآن). فطوبى لحفظة كتاب الله والمعتنين به حفظاً وتلاوةً وتفسيراً وتدبراً وعملاً وتطبيقاً، وهنيئاً للمتسابقين والمتسابقات في هذا المجال في مسابقة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض وفقه الله ورعاه، على ما قام ويقوم به سموه الكريم من رعاية واهتمام لهذه المسابقة وغيرها من مسابقات ومدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم فلسموه القدح المعلى والباع الطويل في هذا المضمار وهذا العمل الصالح المبارك، فكم رعى من مسابقة؟ وكم افتتح من مدرسة؟ وكم وزع من جوائز؟ وكم بذل من فضل واحسان؟ وخير ما نقول نسأل الله الكريم ان يعظم له الاجر والمثوبة وان يجعل ذلك في ميزان اعماله الصالحة، وكذلك لكل متسابق ومتسابقة ولكل من ساهم وعني بهذه المسابقة الناجحة، وخاصة وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وعلى رأسها معالي الوزير فضيلة الشيخ (صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ) حفظه الله ورعاه. وهذا يأتي من حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه بالعناية بكتاب الله وتعليمه والتشجيع على حفظه والتمسك به، اسأل الله الكريم ان يديم على هذه البلاد وبلاد المسلمين امنها وعزها واستقرارها انه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه. *امام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بالرياض