السرقة جريمة عظمى، وكبيرة من كبائر الذنوب، ومعصية من اقبح المعاصي، وهي ظاهرة يقع فيها بعض الشباب وهم ولله الحمد قلة ولكن يجب على الشباب جميعاً أن يحذروا منها، ويحذروا من عرفوا بها من أقرانهم، لأنها ظاهرة خطيرة، رتب الله عليها العقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة، ففي هذه الدنيا جعل سبحانه عقوبة السارق قطع اليد، وفي الآخرة له العذاب إن مات دون توبة، يقول سبحانه: ))والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم، فمن تاب بعد ظلمه واصلح فإن الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم(( وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد جعل اللعنة لمن تسبب في قطع يده بسبب السرقة، فقال صلى الله عليه وسلم: )لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده(. إن احتراف السرقة، دليل على ضعف الإيمان، وعلامة على عدم المبالاة بأوامر الله وتوجيهات نبيه صلى الله عليه وسلم، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: )لايسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن(. لذا يجب على الشاب عندما يرى من نفسه ميولا للحصول على مالا يحل له عليه ان يراجع إيمانه، لأن الإيمان هو الذي يحفظ الجوارح ويمنعها عن ارتكاب ماحرم الله ومن ذلك السرقة، وعليه أيضا تذكر العقوبة التي جعلها الله للسارق، فقد يفضحه الله ويكشف أمره فتقطع يده والعياذ بالله. وأما الأموال التي يحصل عليها من جراء السرقة، فإنها تكون وبالا عليه، بل تكون نارا نسأل الله العافية والسلامة فالجسم الذي ينبت وينمو على السحت، وهو الحرام، فإن النار أولى به، وقد جاء في ذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: )لايدخل الجنة لحم نبت من سحت( وأكل السحت، أي الحرام، من الأسباب التي تقطع صلة الإنسان بربه والعياذ بالله فالسارق إذا أكل ما سرق أو لبسه أو شرب منه، فإنه لا يستجاب له إذا دعا، ولايغاث إذا نادى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: )الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له(. فيا معشر الشباب: ما دام الأمر كذلك، فاحذروا السرقة مهما كان نوعها، ومهما كان مقدارها، ووالله لأن تبقى جائعا أخي الشاب وجوفك خاويا، خير لك من أن يمتلئ بطنك بما لذ وطاب مما لايحل لك، وتأمل الحديث التالي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب به إلى الجبل فيحتطب* ثم يأتي به فيحمله على ظهره فيأكل خير له من أن يسأل الناس، ولأن يأخذ ترابا فيجعله في فيه خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه (. فلتحذروا معشر الشباب. * إمام جامع الخلف بحي صلاح الدين بمدينة حائل