كل من عرف وعمل او تعامل مع استاذ الجيل عثمان بن ناصر الصالح وهم كثر لا بد ان يتمنى ان يمكّن من المشاركة وان يقول بعض ما يكنه لهذا الرجل من محبة وتقدير واحترام في احدى مناسبات تكريمه. فشكراً لجريدتنا العزيزة الجزيرة ولصفحتها الثقافية على تبني تكريم هذا الرجل الاديب والمربي الفاضل الذي يستحق من الجميع كل التقدير وكل الاحترام، فابو ناصر اسر كل من يعرفه ويعمل ويتعامل معه بلطفه، وكرم جانبه، واخلاقه ، ونبله، وتواضعه ، وحبه للخير، ووفائه، وعلمه وثقافته ، يضاف الى ذلك تقدير الجميع لخدماته الجليلة الطويلة لوطنه ولابنائه ولوطنيته واخلاصه ووفائه لبلاده ولمعارفه وزملائه وطلابه ، لذا فان محبي استاذنا الفاضل عثمان من زملائه، واصدقائه، ومعارفه كثيرون، وتلاميذه ومن يدين لعلمه، وفضله اكثر فلقد افنى جل عمره المديد ان شاء الله في التدريس والتعليم وفي خدمة بلاده والعديد من ابنائها وفي ادارة مؤسسة تعليمية تربوية عريقة كان لها السبق في تطبيق العديد من النظريات التربوية الحديثة في حينه وفي ترسيخ الكثير من المفاهيم واساليب التربية التي جمعت بين الاصالة والحداثة وربطت الطرق والنافع من الممارسات السالفة بالاساليب والنظم التي تناسب عصره والظروف المحيطة بوطنه وبيئته مجتمعة ، فكان ولا يزال يعد نبراسا وعلما من اعلام التربية والتعليم في بلادنا تعلمنا منه انا وابناء جيلي من ممارسي التربية والتعليم الكثير واستفدنا من خبرته وتجاربه وممارساته مما ساعدنا على مواكبة الانطلاقة القوية الحديثة في مجال التربية والتعليم في المملكة منذ انشاء وزارة المعارف وتولي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز مليكنا خادم الحرمين الشريفين سلمه الله قيادتها، فكان معهد الانجال )معهد العاصمة النموذجي حاليا( الذي اداره الاستاذ عثمان الصالح بحكمته وعلمه ودرايته وحزمه المعروف عنه بمثابة المؤسسة التعليمية النموذجية في البلاد فكانت حقل تجارب و)مفرخة( مربين ومثلاً جيدا يحتذى به من قبل المؤسسات التعليمية الاخرى التي تنشد الرقي والتقدم والاخذ بالجديد في مجال التربية والتعليم. اضافة الى ذلك كان هذا المعهد صورة مشرقة وضاءة في بلادنا فلا يكاد اسبوع يمر إلا وزاره ملك او رئيس دولة او رئيس وزراء او وزير او شيخ او عالم او رجل دولة ممن كانوا يزورون بلادنا، فحينما يزور المملكة ضيف او يحل بها زائر فان اول ما يوصى بزيارته ومشاهدته من قبل الضيف من معالم العاصمة الرياض معهد الانجال المشهور بمكانته وبمبانيه وامكاناته وطلابه ومديره حتى اننا كنا في المدارس الاخرى في العاصمة في اواخر الثمانينيات نصاب بالغيرة حينا وبالغبن احيانا لكننا كلنا نعرف الفرق بيننا وبينه والسبب، ونتمنى ان نكون في مثل وضعه وان تكون مؤسساتنا في مستوى المعهد ومكانته حتى يوجه لنا مثل هذه النوعية من الضيوف والزوار. وحتى بعد تقاعد الشيخ عثمان من العمل المؤسسي في التعليم ظل مواصلا ووفيا لمعشوقته الاولى التربية والتعليم ومتواصلا مع منسوبيها ومشاركا لهم في مناسباتهم وموجودا معهم في الكثير من اللقاءات والمناسبات التي يقيمونها. ولان الاستاذ عثمان اديب بطبعه ومطلع وقارئ متميز اتجه الى جانب مواصلة اهتماماته بالتربية والتعليم بعد تفرغه من العمل الحكومي الى القراءة والكتابة في مجالات متعددة خصوصا في الادب والشعر وقضايا مجتمعه فكانت مثلا اثنينيته في السنوات الاخيرة مجمعا وملتقى للادباء والعلماء وطلاب العلم، استفاد ويستفيد منها الكثيرون ويؤمها العديد من محبي الادب والعلم والخوض في مختلف قضايا المجتمع ومناقشة الامور ذات الصلة بحياتنا المعاصرة والمستقبلية فهي ندوة نافعة ومفيدة للجميع فبارك الله في جهود استاذنا، استاذ الجيل عثمان بن ناصر الصالح وامد الله في عمره ليواصل عطاءاته وابقاه علما ونبراسا مضيئا من اعلام بلادنا ومكننا من الاستفادة من علمه وادبه وجعل العاقبة للمتقين من امثاله، واكرر الشكر لجريدة الجزيرة الغراء وللاستاذ المشرف على الصفحة الثقافية على ان اتاح لي فرصة المشاركة في تكريم هذا الرجل الذي يستحق من الجميع كل التكريم والتقدير والاحترام والله ولي التوفيق،،