بالأمس ازدانت مدينة الرياض بكرنفالات التكريم والابتهاج بمناسبة تقليد الشيخ الجليل/ عثمان الصالح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الاولى تقديراً لدوره البارز وجهوده في إرساء قواعد التربية والتعليم واليوم تأبى أم القرى وأهلها إلا أن يحتفي أبناؤها من محبي وتلاميذ هذا الشيخ الجليل بتكريمه في احتفال يقيمه النادي الأدبي بمكةالمكرمة يوم الاثنين العاشر من ربيع الأول 1421ه الموافق 12/6/2000م لينعم ابناؤها بالالتقاء بهذا الشيخ الجليل في ليلة من ليالي مكةالمكرمة وعروس الثقافة والأدب في ربوعها وتسهم في الاحتفاء والتكريم للوالد الأديب المربي كعهدنا بأبناء مكةالمكرمة الذين يكنون للشيخ الجليل كل معاني الإجلال والتقدير الذي هو أهل له. ان مسيرة الخير والعطاء التي انتظمت هذه الديار منذ ان قيض الله لها طيب الذكر المغفور له الملك عبدالعزيز لتجميع التشات وتوحيد البلاد وترسيخ قواعد الأمن والأمان في ربوعها المترامية الاطراف والسعي لرفعة انسان هذه الارض الطيبة المباركة ما زالت تتقدم الى الامام بخطى ثابتة تنمية عمرانية واقتصادية وثقافية,, وقد كان من اولى الاهتمامات التي حرص المغفور له الملك عبدالعزيز ومن بعده ابناؤه البررة الأوفياء هو بناء الانسان الذي يعتبر حجر الزاوية والقاعدة والاساس المتين لبناء الامة والمجتمع,, ومن ذلك المنطلق أعطت العلم وأهله جل عنايتها ورعايتها وليس أدل على ذلك من تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وزارة المعارف حيث كان وما زال يرعى العلم ويحرص على أن يكون من من اهم الاوليات بالنسبة له بحسبان انه الوسيلة التي يتم من خلالها تنفيذ برامج الدولة الطموحة في كل الميادين التنموية الاقتصادية منها والاجتماعية للنهوض بها الى مصاف الدول المتقدمة,, ولقد كان له ما أراد عندما أولى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله كريم حرصه وعنايته لقطاع التعليم كهدف استراتيجي هام في قائمة الاحتياجات للنهوض بالبلاد, لذا فقد تم تكريم رائد من رواد التعليم بمنح وسام الملك عبدالعزيز لشيخنا الجليل عثمان الصالح الذي اعطى بسخاء ووفاء خلال سني عمله الطويلة الزاخرة بفيض من العطاء الثر والبذل الجاد المثمر في اشرف وانبل ميدان الا وهو ميدان التعليم والتربية حيث تتابعت مواكب ابنائه الذين تخرجوا على يديه من أعظم مؤسسة تعليمية تربوية هي معهد العاصمة النموذجي ومن قبل مدرسة الانجال واحتلوا مواقعهم الرفيعة وانخرطوا في الحياة ينهضون بالمسؤوليات العظيمة ويتبؤون المناصب الهامة ويسيرون دفة أعمالهم بمهارة كأقدر ما يكون القادة والمختصون,, وقد كانت بصمات الشيخ الجليل عثمان الصالح وكلماته وارشاداته التربوية وما غرسه في نفوسهم منذ نعومة أظافرهم نبراسا لهم يسترشدون بقبس ضيائه وينير لهم الطريق,, ولم تقف عطاءات الشيخ الجليل والمربي والأديب الكبير الشيخ عثمان الصالح حفظه الله رغم تقدم السن عند ذلك الحد حيث إن ندوته التي يستضيفها بمنزله مساء يوم الاثنين مرتين كل شهر تعتبر رادفاً ثرياً وغنياً ينهل من ينابيعها الدفاقة محبي الثقافة والأدب ويرتادها نخبة من العلماء والادباء والمفكرين على اعلى المستويات ومنهم الأمير والوزير والأديب والعالم المختص,, وكان مسك ختامها اللقاء مع الأمير الأديب الشاب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الذي يحمل على عاتقه مسؤولية إعداد الشباب ثقافيا ورياضيا. وتعتبر تلك الندوة هي الاخرى مدرسة تعلم منها محبوها ومرتادوها ومن شيخنا الجليل كل المعاني الطيبة والخصال الحميدة التي ينفح بها محبوه وتلاميذه من رواد الندوة . إن الصفات التي يتصف بها الأب والشيخ الوقور الجليل المربي والأديب الكبير الشيخ عثمان الصالح من دماثة الخلق ورحابة الصدر وعمق التفكير وسداد الرأي قد أهلته لأن يحصل على هذا الشرف العظيم تقديرا لجهوده الخيرة وفيض عطائه الذي لا ينضب الذي جادت به أياديه خلال عمره المديد بإذن الله الحافل بالانجازات في اشرف وانبل ميدان ألا وهو ميدان التربية والتعليم والثقافة وانه لجدير بهذا التكريم واهل له. ويمثل ذلك التكريم لشيخنا الجليل تكريما لأهل العلم والعلماء والمثقفين والعاملين المجيدين والمخلصين في ميدان التربية والثقافة والتعليم وكافة الميادين الاخرى وليست تلك المكرمة من لدن راعي نهضة الامة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالشيء المستغرب لما عرف عنه من حب للعلم وأهله. ولئن ابتهجت مدينة الرياض عاصمة الثقافة العربية وازدهرت واشرقت وهي تحتفي باستاذ الأجيال المربي الاديب الكبير الشيخ عثمان الصالح فإن اهل مكةالمكرمة من تلاميذه ومحبيه أبوا الا ان يعبروا عن مشاعرهم وحبهم ووفائهم للأب الشيخ عثمان الصالح نسأل الله ان يجزي شيخنا الجليل عثمان الصالح كل خير على ما قدم خلال فترة عمله في حقل التربية والثقافة والتعليم وان يكون في أعماله وانجازاته العظيمة قدوة للآخرين ليحذو حذوه,, وندعو له بطول العمر والصحة والعافية.