مساء جميل ونسمات ناعمة عذبة.. ثم ماذا؟! إطلالة ملامح جميلة.. مميزة ورائعة عبر الشاشة الصغيرة.. كان هذا هو وجه )هدى(.. هدى بركات الروائية العربية اللبنانية الأصل.. وجدتني أوصد الباب والنوافذ جيداً كي أختلي بذلك الصوت وتلك الكلمات المقطرة العذبة التي كانت تنساب من بين شفتي )هدى(.. تحدثت بعفوية وبطريقة آسرة حول المنفى والكتابة والوطن الذي تحن إليه.. ورغم أنها كانت تتحدث بلهجة لبنانية مخفّفة إلا أن حديثها كان مليئا ومفعما بالمعاني العميقة والدافئة في آن واحد.. تسكن هدى في باريس منذ عشر سنوات.. ولديها ابن وابنة وكتبت اكثر من رواية منها )حجر الضحك، أهل الهوى، حارث الماء(. تقول هدى: الدخول الى الزمن يربكني.. ربما هو إحساسي بأن احداً قصّ قطعة من عمري ورمى بها بعيداً في منفى ما..! وهي تقصد بذلك حرب لبنان.. وتقول: مرة سألوني عن المدينة التي تذكِّرني ببيروت قلت لهم: البندقية.. وأدركت أن الذي يذكِّرني بها هو الماء.. وتقول: البعض يرى أن منفاه في طفولته التي غادرته ولا أمل لاسترجاعها.. أما هي فتشعر أحيانا بأن وطنها ومكانها هو ابنها وابنتها )وأحيانا أجد ذلك المكان في كتب أجمعها وأشعر بمتعة في قراءتها..( «عشر سنوات في باريس ولا أشعر إذا كنت هنا أم لا؟!( وتقول أيضا: حين كنت في بيروت وأنا طفلة يحدث أن أصادف بعضا من نساء الحارة اللاتي لا يعرفنني تماماً لكنهن يعرفن أنني شبيهة بأمي أو خالي.. عندها يقدمن لي قطعة فطيرة ويعدنني إلى بيتي.. إنه الإحساس بالأمان.. هذا هو الوطن. ما ذكرته أعلاه كان ملامح من برنامج ثقافي رائع بعنوان )موعد في المهجر( وقد عرض من خلاله في الاسبوع الماضي حلقة مع الروائية )هدى بركات وقد بدت فيه لمسات مخرج البرنامج مميزة ورائعة لينتهي العرض ولم تنته كلمات هدى المقطرة العذبة عن التردد في مسامعي.. وفي قلبي! Email:[email protected]