دعا أئمة المساجد الأفغان في خطبة صلاة عيد الأضحى أمس الاثنين حركة طالبان الحاكمة إلى عدم الاستجابة للضغوط الدولية والمضي قدماً في خطتها لتدمير التماثيل في أفغانستان.وترددت هذه الدعوة عبر مكبرات الصوت التي نقلت خطبة صلاة العيد من معظم مساجد العاصمة الافغانية كابول.وقال أحد الخطباء ان «غير المسلمين» يريدون اثناءنا عن مسؤوليتنا الأكيدة ونحن هنا نطالب بالمضي قدماً في سياسة تحطيم تلك التماثيل الوثنية». وقال آخر «دعونا نثبت للعالم ان المسلمين متحدون في العقيدة وانهم لن يرضخوا لأي ضغوط مهما كان الثمن». وتعهدت طالبان بتدمير كل التماثيل بما في ذلك تمثالين لبوذا بوسط افغانستان هما اكبر تمثالين لبوذا في العالم، ويبلغ ارتفاع التمثالين 53 مترا و5.36 متر ويعدان أول أمثلة معروفة لتماثيل بوذا الضخمة المنتشرة في شتى أنحاء آسيا. وعلى هذا الصعيد فقد بقي القائد الأعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر حتى أمس الاثنين على قراره تدمير التماثيل البوذية في افغانستان بالرغم من الاحتجاجات الدولية. وقال في كلمة الى الشعب الأفغاني بثتها إذاعة الشريعة بمناسبة عيد الأضحى «الآن ونحن ندمر الأصنام يعمل العالم من هذا الأمر مأساة». وأضاف في أول تعليق له منذ إصداره قراره الأسبوع الماضي بتدمير التماثيل ان «هذه التماثيل لا تمثل إلا واحداً بالمائة من الآثار التاريخية الأفغانية و90% من نسبة الواحد بالمائة هذه قد نهبت» قبل وصول حركة طالبان إلى السلطة. وكان زعيم حركة طالبان قد أصدر الأمر الاثنين الماضي بتدمير التماثيل الأفغانية معتبراً ان «الاحتفاظ بمثل هذه التماثيل مخالف للشريعة وان الإسلام أمر بإزالتها». ولكن مسؤولين من الحركة قالوا يوم السبت ان الحركة دمرت كل كبيرة من التماثيل، وانها تدمر تمثالي بوذا الشهيرين في باميان قطعة بقطعة. وهذان التمثالان يمثلان أشهر كنوز أفغانستان الأثرية المعروفة. ولا توجد وسيلة فورية للتأكد من مصير التمثالين لأن باميان تقع في وسط افغانستان وتبعد مسيرة يومين بالسيارة عن كابول ولا تسمح طالبان للمراقبين بالتوجه إلى المنطقة. وقالت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان أمس الأول ان وزير خارجية طالبان وكيل أحمد متوكل استبعد خلال حديثه مع مبعوث لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم الثقافية «يونسكو» الرجوع عن قرار تدمير التمثالين.