في صباه المبكر.. إذا أخطأ الطفل في منزله يستمع لكلمات مثل: يا )كلب(.. يا )غبي(.. يا )عديم التربية(.. يا )مجنون(.. الخ تلك القائمة الطويلة من الكلمات التي تجعل من الطفل شخصية )مهزوزة( و )مرتبكة( لاتدري متى تكون غبية أو ذكية.. طالما أن مقاييس )الخطأ( تختلف بين الأب والأم؟! )2( وفي المدرسة.. يستمر مسلسل )الاحباط(.. فإذا لم يفهم الطفل درساً )ما( يصفه المعلم بأنه )غبي(.. وأن الذي في رأسه ليس )مخاً(.. بل )سندويش بيض(!! )3( وعندما يكبر الطفل ويصبح )مراهقاً( يبدأ الجميع النظر إليه )بشك( وريبة.. فكل حركة يفعلها هي حركة مقصودة وشريرة بطبيعة الحال! بالإضافة إلى أنه لايمكن الأخذ برأيه مطلقاً لأنه )مراهق( ومندفع بأفكاره وجنونه!! )4( ويكبر المراهق ويصبح )شاباً(.. ويتفاجأ أنه عندما يتحاور مع والده يجد )تجاهلاً( وتحقيراً لرأيه.. ويستمع لمقولة تتكرر كثيراً: )لازلت صغيراً على مناقشة مثل هذه الأمور!!(. )5( وعندما يضع الشاب أقدامه داخل أروقة الجامعة يكتشف أنه )لاشيء(! فالاستاذ الجامعي الذي يؤمن بحرية الرأي الآخر هو نفسه الذي )يقطع( لسان أي طالب يتجرأ على مخالفة رأيه )الصحيح بالطبع(!.. لذا يفضل الشاب أن )يستكين( وأن يصبح شخصية هادئة لا تحاول أن تفكر أو أن تناقش لأن ذلك فيه خطر على مستقبله التعليمي!! )6( وعندما يتخرج الشاب من الجامعة يصطدم بواقع )أليم( فهو لا يستطيع التعبير عن ذاته ولا يستطيع أن )يكمل( جملة واحدة مفيدة في حواره مع أي شخص! ولا يمكن أن يطرح رأياً مخالفاً.. ولا يجرؤ على أن يختار لنفسه رأياً مستقلاً!! لأنه منذ أن كان صغيراً اعتاد على أن يتعلم من الآخرين أخطاءهم وصوابهم دون )فرز(.. لذلك لم يعد يستطيع أن يفرق بين )الصح( و )الخطأ(.. المهم أن يسير خلف رأي )الجميع( سواء من أصدقائه أو من أسرته أو حتى من داخل محيط عمله!! )7( نحن لا نلوم الأجيال الجديدة على أنها لا تقرأ.. ولا تفكر.. وليست لديها القدرة على النقاش الجاد والمثمر.. لأنها منذ أن فتحت أعينها على الدنيا وهي تستمع لكلمات الاحباط.. وعلى أن تكون شخصية تابعة ومقلدة .. وعلى أن تستمع فقط دون أن تتساءل: لماذا ؟ وكيف؟! نحن لا نلومهم.. ولكننا )نلوم( الذي يصفهم دائماً بأنهم جيل )بلاهوية( دون أن يتساءل: لماذا؟! Email:[email protected]