"بامكانك ان تكون أفضل"، او " لماذا لم تنل علامات جيدة يا حمار" او "لا تفعل هذا أيها الغبي" أو" انك ممتاز في كل شيء". انها بعض الجمل التي يقولها الوالدان في الكثير من الأحيان لأطفالهم، وتكون إما مديحا غير واقعي او تجريحا. سان خوسيه: يعتقد كثير من الأهل انهم باستخدام عبارات جارحة قد يساعدون الطفل في تعديل سلوكه وأدائه الاجتماعي لكن في الحقيقة فان مفعول هذه الجمل تكون عكس ما هو مقصود، لا بل قد تلحق الأذى بنفسية الطفل وتأثر على نشأته حسب قول خبير الشؤون التربوية في جامعة المكسيك خوسي موريسو كيسادا. ندرج فيما يلي بعض العبارات التي يستخدم كثير من الأهل ومدى تأثيرها على شخصية الطفل: أخوك أفضل منك على سبيل المثال لا يجب ان تقول الأم لابنتها" لقد حصل أخوك على علامات مدرسية جيدة، فلماذا لا تحصلين على نفس العلامات" او القول" انظر كم هي ذكية اختك فلماذا لاتكون مثلها". هذا المديح او الذم يفقد الطفل الثقة بالنفس ويحفز الأنانية والحقد بين الأخوة رغم نية الوالدين الطيبة، لذا من الخطأ الكبير مقارنة قدرات طفل مع طفل آخر. أسرع كي لا تتأخر عن الروضة وفي الوقت التي تستعجل فيه الأم الطفل للذهاب الى روضة الأطفال او المدرسة يفضل هو في أكثر الأحيان اللعب بألعابه الجديدة، وهذا ليس بالمأر الغريب، فالطأفال لا يشعرون بقيمة الوقت بل يعيشون لحظة بلحظة. وعندما تحض الأم طفلها بحدة ان يسرع وتجذبه من ذراعه فان النتيجة تكون إصابته بالعصبية والحدة وعدم التركيز في المدرسة، لذا يقول الخبير التربوي " إذا ما أراد الوالدان مثلا حث الطفل على العجلة فيمكن اللجوء الى وسيلة اللعب، كالقول " لنرى من هو الأسرع منا في انتعال الحذاء او لبس السترة". ويمكن اللجوء الى النبرة الهادئة بالقول" علينا ان نسرع "، هنا يشعر الطفل بان أمه أيضا يجب ان تقوم بما تطلبه منه. بإمكانك ان تكون أفضل عند الكتابة يقترف الطفل أخطاءا كثيرة لانه لا يزال في بداية عهده في الكتابة، لذا تعتقد الأم بأن تكرار الكتابة مرات عديدة كقصاص يعلمه أفضل، لكن الخبير التربوي يرى في ذلك خطأ، وبرأيه " بالطبع التكرار قد يحمل التحسن معه، لكن لن تكون النتيجة نيل علامات جيدة في الحساب او التحفيزالايجابي، وهذا ينطبق أيضا على الوالدين الذين يصابا بخبية أمل عندما لا ينال الطفل علامات جيدة ويعتقدان بانه لا يعمل بشكل جدي وكاف، فعليهما ان يتذكرا انهما لم يحصلا دائما على علامات جيدة في المدرسة عندما كانا أطفال. أنت رائع قد يلحق المديح المفرط أيضا الأذى بالطفل، وكما هو معروف يميل بعض الأهل الى مديح أطفالهم حتى عند وقوعهم في أخطاء من أجل تحفيزهم، لكن برهنت الدراسات التي وضعها التربوي المكسيكي بان المديح الخاطئ او غير المستحق يلحق الضرر بالتطور الذهني والاخلاقي للطفل، فعندما يمطره والداه بالمديح المتواصل بعد كل عمل كبير أو صغير فقد يصبح رهينة مديح الآخرين بدلا من القيام بمبادرات ذاتية كي يتعلم، لذا من الأفضل إطلاق الثناء الصادق والتنازل عن الكلمات المعسولة، وبدل من القول" لقد عزفت البيانو بشكل ممتاز، التطرق الى الاخطاء التي ارتكبها الطفل اذا ما وقعت ومحاولة إصلاح العزف مرة أخرى. لا تكن كالخشبة أو الحائط في الكثير من الأحيان تصف الام طفلها او طفلتها بصفات غير لائقة لعدم تجاوبها مع الضيوف او عند زيارة صديقة ، فتعتذر بالقول ان طفلها او طفلتها خجولة، لكن بعد ذلك تسمعها الجمل التي تكون أحيانا جارحة مثل" انت مثل الخشبة او كالحائط انت غبية او انت معقد " . فالصغار يصدقون بسرعة ما يسمعونه من والديهم ولا يطرحون اسئلة او يعترضون ويعتقدون انهم بالفعل هكذا. هنا يحذر الخبير التربوي من الصفات السلبية لانها تكون بالنسبة للطفل كما التنبأ بخصاله المستقبلية، ومن يسمع دائما عبارة" انت غبي او معقد" يصدق انه هكذا بالفعل ويصبح قليل الانفتاح على الاخرين"، بل على الوالدين التعامل بحساسية فائقة كالقول عند زيارة اصدقاء او استقبالهم " ابني او ابنتي خجولة بعض الشيء لكنها منفتحة جدا".