هنالك الكثير من الكلام السيئ الذي يقال في مختلف طبقات المجتمع.. بعد الأحداث المخجلة والمؤسفة التي أعقبت مباراة النصر والتعاون.. تلك الأحداث والتصرفات التي لا تمت للرياضة وفروسيتها وأخلاقها بعلاقة من قريب أو بعيد.. وفي منظر مقزز.. لا يحدث ولا يتكرر بتلك الصورة المزرية إلا في ملاعبنا.. وهو نتاج تراكمات متعددة الأوجه والمصادر والتوجهات. عندما نصرُّ وبعناد طاووسي لا نحسد عليه على تقليص دور الحكام الأجانب في ملاعبنا.. فحينها يجانبنا التوفيق.. قلنا مراراً وتكراراً إنه ينبغي أن يكون هناك تفهم واع لكيفية الاستفادة من زخم الأندية السعودية بدلاً من أن يتلاشى ذلك الزخم بسبب إصرارنا على تقليص دور الحكم الأجنبي في ملاعبنا.. وكأننا لسنا جديرين بأن نستمتع بما تقدمه أنديتنا السعودية بصافرة أوروبية.. بدلاً من أن يصادر ذلك الزخم الإيجابي الرهاب الذي أصبح يلازم الحكم السعودي في مباريات بعض الأندية وعلى رأسها نادي النصر. وقلنا إن التفهّم الواعي لإيجابية وجود الحكام الأجانب هو الفيصل بين إصرارنا على الإساءة للدوري السعودي.. وللكرة السعودية.. بتقليص تواجد الحكام الأجانب.. وبين السعي الدؤوب للنهوض به.. إنقاذاً له من تلك الأحداث المزرية والمتكررة التي تعقب مباريات بعض الأندية وتحديداً مباريات فريق النصر. قلنا إن التحسس المبالغ فيه تجاه تواجد الحكام الأجانب لهو تحسس أصبح في غير موضعه.. فرغم الدرع الأمني حول الحكم.. إلا أننا شاهدنا تهجما شديداً على الحكم وعلى الدرع البشري الأمني برمته.. في موقف لم أكن أتمنى أن يحدث في ملاعبا يوماً ما.. ولكنه حدث بكل أسف.. وأصبحت الكرة السعودية في موقع ازدراء القاصي والداني.. ونقل صورة أسوأ من سيئة عن المجتمع السعودي بكامله.. فالمتابع غير السعودي سوف يذهل مما يجري للحكام السعوديين ولطاقم الحماية ولرجال الأمن داخل الملاعب.. وهو ما تجسد بصورة واضحة وفاضحة في أحداث ما بعد مباراة النصر والتعاون. دعونا نتناول بعض الحالات التي تعرض لها أفضل الحكام السعوديين لمواقف غير إنسانية على الإطلاق.. حتى أصبح عندهم تأزم نفسي يعرف ب(الرهاب).. فهناك من لديه رهاب من الأماكن العالية أو المغلقة.. وهناك من لديه (رهاب) من ركوب الطائرة أو الباخرة.. وهكذا.. ولكن نحن أصبح لدى الحكام السعوديين رهاب اسمه (رهاب النصر). فالكل يتذكر مباراة النصر والشباب أو ما هو متعارف عليها بحادثة (النفطي).. فأثناء المباراة نزل إلى أرض الملعب أعضاء شرف نصراويين يريدون الاعتداء على الحكم خليل جلال.. بل إن بعضهم فرد العقال استعداداً لضرب الحكم أثناء المباراة.. وبعدها أصبح لدى الحكم خليل جلال رهاب النصر.. ولم يعد خليل جلال نفسه ذلك الحكم الواثق من نفسه خاصة إذا كان أحد أطراف اللقاء هو فريق النصر. ثم أعقبتها حادثة الحكم عبدالرحمن العمري.. في مباراة الشباب والنصر في الدور الأول.. وتكررت في مباراة الحزم مع نفس الحكم.. وأخيراً وليس بآخر.. أتت الطامة الكبرى على أفضل حكم سعودي (قادم) فهد العريني.. وفضيحة العصر التي لم تبقِ ولم تذر. لذا فأحد الحلول السريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو تكثيف الاستعانة بالحكام الأجانب وتجنيب الحكام المحليين تلك المواقف المخزية.. وقد يقول قائل إنه حتى الحكام الأجانب لم يسلموا من التهجم والإيذاء والبذاءة.. كما حصل للحكم الفرنسي الذي قام بتحكيم مباراة الأهلي والنصر في الدور الأول.. حينما تهجم بطريقة مستهجنة رئيس الأهلي على ذلك الحكم الفرنسي رغم تحكيمه الجيد.. فهنا تبقى المشكلة في (السستم) بكامله ولكنه يبقى عارضاً وفي أضيق نطاق. هذا وإذا كنا نحب تطور كرتنا السعودية.. وإذا أردنا تقليص المشاهد المزرية في الملاعب السعودية.. وإذا كنا منحازين للعدل.. وإذا كانت تهمنا كرامة المواطن.. وأمن الملاعب.. وكرامة الرجال.. فلا نتأخر أكثر مما تأخرنا في الاستفادة القصوى من الحكام الأجانب في الدوري السعودي.. فهو يستحق منا كل دعم للارتقاء به.. بدل العناد السلبي أو الشخصي.. والضحية.. الكرة السعودية.. والأندية السعودية.. والسمعة السعودية. قلت وأكرر مراراً وتكراراً.. إن من الحكمة اختيار القرار المناسب في الوقت المناسب للغاية المناسبة.. من أجل بلادنا أولا.. وسمعتها.. دعونا نوسع الاستعانة بالحكم الأجنبي كحل جزئي للمشكلة المتفاقمة في ملاعبنا.. قبل أن تتطور الأمور لما هو أردأ وأخزى.. اللهم قد بلغت.. اللهم فأشهد. نبضة: وتكبر في عين الصغير صغارها