ينبغي أن يكون هناك تفهم واع لكيفية الاستفادة من زخم الأندية السعودية الذي يلقي بظلال وارفة على دوري زين السعودي.. وتصرف من خلال الأندية عشرات الملايين من الريالات.. بدلا من أن يتلاشى ذلك الظلال بسبب إصرارنا على تقليص دور الحكم الأجنبي في ملاعبنا.. وكأننا لسنا جديرين أن نستمتع بما تقدمه أنديتنا السعودية بصافرة أوربية.. بدلا من أن يصادر ذلك الزخم الإيجابي - بإصرار غريب - حكامنا المحليين ولجنتهم الموقرة. إن التفهّم الواع لإيجابية وجود الحكام الأجانب هو الفيصل بين إصرارنا على الإساءة للدوري السعودي الرائع.. وللكرة السعودية.. بتقليص تواجد الحكام الأجانب.. وبين السعي الدؤوب للنهوض به.. إنقاذا له من عك تحكيمي تضررت منه الأندية نتيجة سلبيات اقتصار دور زين على الحكام المحليين.. دون التفهم لضرر استمرار الإصرار السلبي على التركيز عليهم.. حتى إن بعضهم أصبح يحتاج لحماية أمنية مكثفة من بعض رؤساء الأندية. إن التحسس المبالغ فيه تجاه الحكام الأجانب لهو تحسس أصبح موضع تندر.. بل وتبادل النكات عن التحكيم المحلي الذي أصبح معروفا سلفا نتيجة بعض المباريات.. ليس لضعف أمانة الحكم بل للضغوط التي يلاقيها قبل المباراة وأثناءها.. والطامة الكبرى (عقب انتهائها).. فرغم الدرع الأمني حول الحكم.. إلا أننا نشاهد تهجما شديدا على الحكم وعلى الدرع البشري الأمني برمته.. يبقى خلاله الحكم والذين هم مفترضون لحمايته في موقف مزر ومخجل وغير حضاري.. وينقل صورة أسوأ من سيئة عن المجتمع السعودي بكاملة.. فالمتابع غير السعودي سوف يذهل مما يجري للحكام السعوديين.. وبالتالي الحكام أنفسهم يكونون تحت ضغط لا قدرة لديهم عليه.. والمستفيدون قلة والمتضررون أكثر أندية الوطن. دعوني أنقل لكم هذا الموقف.. كنت أتابع مع جمع مباراة الأهلي والاتفاق والتي شهدت سقوطا مدويا للحكم خليل جلال.. وكان معلق المباراة قد قال: إن فريق النصر قد تقدم على الفتح بهدف.. فعلق أحدهم قائلا: أكيد من بلنتي.. ثم عاد المذيع يقول: إن هدف النصر من ضربة جزاء.. فتعالى الضحك في أرجاء المكان.. ألم أقل لكم إن التحكيم المحلي أصبح موضع تندر. وهناك سلبية ظهرت خلال مباراة الأهلي والاتفاق.. فحكمنا الحبيب خليل جلال أدار المباراة على حسب نظرته.. وليس حسب القانون أوروح القانون.. أوحتى جار القانون.. فهل الطرد الظالم للاعب جفين البيشي ممكن أن يحصل من حكم في العالم ؟!!.. ثم تغاضى - لا فضت صفارته - عن طردين صحيحين على المبدع تيسير الجاسم وعلى ظهير الاتفاق راشد الرهيب خلال الشوط الثاني.. فهل قانون كرة القدم ملك للحكم أم من المفترض أن يكون الحكم أداة لتطبيق قانون كرة القدم. أعلم مدى الحرص الشديد في تطوير الكرة السعودية.. والعمل من قبل صاحب السمو الملكي الرئيس العام وصاحب السموالملكي نائبه - ويشهد الله - أنني أعرف وأقدر مدى جهدهما.. ونزاهتهما.. وأن آخر ما يهمهما فوز فريق سعودي على فريق سعودي آخر.. فالكل سواسية لدى سموهما.. وأشهد أن لجنة الحكام مخلصة في عملها.. وحكامنا لا نشكك في نزاهتهم.. فقط يحتاجون منا أن نريحهم بين الحين والآخر باسترجاع جلب الحكام الأجانب لتطوير الكرة السعودية.. ولصالح الأمن والأمان داخل أرض الملعب. فإذا كنا نحب تطور كرتنا السعودية.. وإذا أردنا تقليص المشاهد المزرية في الملاعب السعودية.. وإذا كنا منحازين للعدل والنزاهة.. فلا نتأخر أكثر مما تأخرنا في الاستفادة القصوى من الحكام الأجانب في دوري زين السعودي.. فهو يستحق منا كل دعم للارتقاء به.. بدل العناد السلبي أوالشخصي.. والضحية الكرة السعودية.. والأندية السعودية.. والسمعة السعودية. نعم إن من الحكمة اختيار القرار المناسب في الوقت المناسب للغاية المناسبة.. من أجل كرتنا.. ومن أجل صورة بلادنا.. وبالله التوفيق والسداد. الأهلي خيال.. خيال لا يخطر على بال !! لم تكن سعادة الأهلاويين.. بفوز فريقهم على الاتفاق الذي لعب دون حارس على ما يبدو.. بعودة نغمة الانتصارات.. لا ليس الأمر كذلك.. بل من الطرب والتطريب الذي صاحب اللقاء.. ليس الطرب الموسيقي طبعا.. بل الطرب الكروي الذي نعشقه.. ونحتسيه حتى آخر قطرة.. بل حتى الثمالة.. من ذلك النغم الذي افتقدته تلك الجماهير العاشقة.. لمعشوقها الجميل الأخضر.. كان الأهلي خلالها بمن حضر.. قائلا أنا القلعة ومني الخطر. كان شوط المباراة الثاني خيال.. خيال لا يخطر على بال.. خيال وتناغم وجمال.. كان الرتم عال.. والتناغم غاية في الحبكة.. بعيدا عن الابتذال.. فالراقي صعب المنال.. نعم صعب المنال.. إذا استمر على هذا المنوال.. وبهذا الإبداع.. فعلى الفرق الأخرى الوداع. هي كرة القدم التي أحببناها.. وأحبتنا.. وتابعناها.. وأتعبتنا.. كرة القدم ليست خطة بأربعة في الدفاع ومثلهم في الوسط ومهاجمين وحارس.. كرة القدم التي لعبها الأهلي.. كانت نتاجا فريدا.. وعقد در منضود من جديد.. امتزاج بين الخطوط.. تناغم في تبادل المهمات.. اللاعب الذي تكون الكرة معه.. لم يعد يحتار.. إنما أصبح يختار.. يختار أين تذهب الكرة.. هناك رتم.. ليست خطة.. بل هي خلطة سحرية متناسقة.. تنشر شذاها.. ياسمين وورد وفل وكادي.. الله يا كرة القدم.. يا هذه اللعبة الساحرة.. ما أمتعك.. كانت المباراة في شوطها الثاني متعة.. أهداف.. سرعة.. مهارة.. جمل إبداعية.. سيمفونية متكاملة تعزفها فرقة متمرسة.. وقطعة كروية عالية الجودة.. ورفيعة المقام. هل هذا الذي يلعب هي تلك الفرقة التي أسموها فرقة الرعب الراقي.. أم هي فرقة ولدت في ليلة جميلة من ليالي العروس.. تلك العروس التي ازدانت بعريسها الراقي.. الراقي جدا. أنت يا ميلوفان الشكسبيري.. يا أحدب نوتردام.. يا صانع النغم الصعب.. يا من كونت فرقة لولم تقدم غير هذا الشوط لكفتنا.. نشكر ونثمن ونقدر لك أن أمتعتنا بمثل هذه الكرة.. قلت أعطوني ثلاثة أشهر وسيكون هناك فريق مرعب.. وعدت وصدقت.. احترمت عملك.. فحقك علينا الاحترام.. شكراً لك يا سيد ميلوفان.. والشكر موصول لفهد بن خالد.. وشكرا جزيلا لك أيها الجندي المجهول طارق كيال. نبضات !! * من سعى لإقامة علاقة اتحادية نصراوية هم النصراويون في أوائل التسعينات الهجرية.. وذلك لوقف مسيرة النادي الأهلي السعودي بجدة.. من سعى إلى هذا الفكر ليس الاتحاديون لا والله.. إنما النصراويون !!!. وقد سبق وتطرقت إلى هذا الموضوع في مقال سابق.. وعندي استعداد لكتابة قصص ومواقف مخجلة كان يقوم بها النصراويون لضرب الأهلي وزعزعته بل وتدميره.. وقد تكون لي رجعة تفصيلية لهذا الموضوع المهم عن تاريخ مخجل لبعض علاقات الأندية السعودية بعضها ببعض !! * الحكم السعودي فهد العريني.. لا أعرف والله ميوله.. ولا أعرف عنه شيئا.. ولكنها شهادة حق أكتبها هنا ومسؤول عنها.. بأن هذا الحكم أعطانا ثقة كبيرة أن هذه الأرض المباركة قادرة على ولادة رجال أفذاذ.. الحكم العريني كلما شاهدت ثقته بنفسه.. وبقراراته.. وبنزاهته.. وبقوة شخصيته.. تذكرت أفضل حكم سعودي وعربي أمسك بصافرة.. وهو الأستاذ عبدالرحمن الموزان.. نعم فهد العريني من فئة الكبار.. فئة الموزان عبدالرحمن.. هذه الفئة النادرة من الرجال الأفذاذ سيخلدهم سفر التاريخ الرياضي ما لم يحدث له إرهاب وترهيب كما حدث سابقا مع حكام متميزين ففقدناهم وافتقدناهم بكل أسف. * كتبت وقلت لنافذين اتحاديين تدريبية.. مدربهم جوزيه بلا تاريخ.. وبلا ماض.. والرجل مشكوك في (قواه) التدريبية.. وماضيه في البرتغال موضع تندر.. وحاضره مع الاتحاد تعيس.. فماذا تنتظرون ؟!!.. بدلا من إشغال الحال بعاشق الأضواء العائد.. والذي امتهن الصرف من جيوب الآخرين.. ويظهر أن وقت الإساءة لعلوان قد أزف.. كما تمت الإساءات للدكتور خالد المرزوقي.. واحفظوا للناس كرامتها !!