إيماناً من مجموعة د. سليمان الحبيب بأهمية توفير الكفاءات العالمية في كافة التخصصات الطبية لمراجعيها يزور المجموعة الدكتور ماهر الحمدان استشاري الجراحة العامة والسمنة والحاصل على الزمالة الفرنسية وهو أحد أشهر جراحي السمنة في العالم حيث تم تصنيفه مؤخراً كثاني أفضل الأطباء في إجراء جراحات السمنة بفرنسا بدون مضاعفات. وقد قمنا باستغلال تلك الزيارة لإجراء حوار مع الدكتور ماهر الحمدان ليطلعنا على آخر التقنيات الطبية العالمية في مجال جراحات السمنة وما هو الجديد في هذا المجال. الجراحة أكثر فاعلية في البداية دكتور هل لك أن توضح لنا ما الفارق بين إنقاص الوزن بالطرق العادية وبين الطرق الجراحية؟ في معظم الأوقات لا تؤدي الطرق غير الجراحية لعلاج السمنة إلى إنقاص الوزن بصورة فعالة ودائمة عند المرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة والذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 35%. وأكدت الدراسات على أن الطرق غير الجراحية مثل الحمية والأدوية العلاجية لا تفيد أكثر من 10% من المرضى الذين يعانون من السمنة. السمنة مسبب رئيسي للأمراض الأخرى دكتور.. كيف يتم تحديد نسبة السمنة؟ هناك شروط يجب مراعاتها حتى يمكن إجراء العمليات الجراحية لمرضى السمنة وهي أن يكون معدل كتلة الوزن BMI 40% أو أكثر، أو أن يكون معدل كتلة الوزن 35% أو أكثر مع وجود أمراض مصاحبة لزيادة الوزن مثل السكر والضغط والتهاب المفاصل وتوقف النفس المؤقت أثناء النوم بالإضافة إلى أمراض القلب والصدر. معرفة مؤشر كتلة الجسم وبشكل أوضح يمكننا معرفة إذا كان الشخص بديناً أو أن وزنه في الحدود الطبيعية يتم حساب معدل كتلة الوزن أو مؤشر كتلة الجسم، ويتم حساب هذا المؤشر بأن يقسم وزن المريض بالكيلو جرام على مربع طول الجسم بالمتر. * 40 كيلو. وعلى سبيل المثال شخص وزنه 130 كجم وطوله 170 سم فيكون مؤشر كتلة الجسم = 130/(1.7)2 = 130/1.7 × 1.7 = 44.98 كيلو جرام. تحقيق الاستفادة المثلى ويفضل أن يكون المرضى قد حاولوا الحمية أو العلاج الطبي لإنقاص الوزن لمدة سنة أو أكثر وأن تكون البدانة موجودة منذ عدة سنوات، كما يجب أن يكون المريض المرشح لعمل العملية الجراحية لا يعاني من تخلف ذهني أو إدمان على الكحول أو المخدرات لأن العملية تتطلب تعاون من المريض بعد العملية لتتم الاستفادة المثلى منها. نتائج متميزة مع المنظار هل هناك تقنيات حديثة يتم استخدامها لديكم؟ جميع جراحات السمنة أصبحت الآن تجرى بالمنظار الجراحي مما رفع من نسب نجاحها بشكل كبير. وتعتبر تقنية جراحة المناظير أكثر أماناً وتساعد المريض على العودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي بسرعة أكبر وتقلل من نسبة شعور المريض بالألم بعد العملية. وتجرى جراحة المنظار من خلال جروح صغيرة الحجم وهذه العمليات عادة لا تستغرق وقتا طويلا في إجرائها حيث بعضها يتم إجرائه في أقل من ساعة، وبفضل الله أجرينا العديد منها وكانت ناجحة بنسبة 100 %. بالون المعدة أحد الخيارات وماذا عن بالون المعدة؟ بالون المعدة هو إحدى الطرق لإنقاص الوزن ويستخدم للمرضى الذين يعانون من سمنة غير شديدة ولا يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم أكتر من 35%. وهي تعمل على تقليل كمية الأكل الذي يتناوله المريض. ويتم إدخال البالون إلى المعدة عن طريق منظار من الفم تحت تأثير أدوية مهدئة وبدون الحاجة إلى التخدير الكامل. ويتم نفخ البالون داخل المعدة بسائل خاص علماً بأنه لا يجب بقاء البالون داخل المعدة أكثر من ستة أشهر. تحزيم المعدة.. خيار فعال ومفضل لدى الكثيرين وكيف يتم إجراء عملية تحزيم المعدة..؟ في هذه العملية يتم وضع حلقة حول الجزء العلوي من المعدة، وهذه الحلقة مبطنة ببالونة ومتصلة بإنبوب متصل بجهاز معدني صغير هو الخزان. ويتم التحكم في مرور الأكل عبر الحلقة إلى الجزء السفلي من المعدة عن طريق توسيع أو تضييق الحلقة بواسطة حقن سائل داخل الخزان الذي يتم تثبيته تحت الجلد في جدار البطن.وهذه العملية تعتبر من العمليات الفعالة والناجحة عند إجرائها للمريض المناسب والذي يعاني بشكل أساسي من تناول كميات كبيرة من الطعام. وينتج عن تضييق الحلقة الشعور بالشبع بعد أكل كمية قليلة من الطعام. ويبدأ الوزن في التناقص باستمرار. طريقة آمنة وبسيطة ويعد تحزيم المعدة من عمليات اليوم الواحد ولا يستغرق أكثر من 30 دقيقة. وهذا الخيار الجراحي من الطرق الأكثر شيوعاً في أوروبا وخاصة فرنسا، ومضاعفاتها أقل بكثير من العمليات الاخرى حيث يعود المريض إلى منزله خلال 24 ساعة. ويمكن إزالة حزام المعدة بواسطة المنظار إذا استدعى الأمر لذلك وتعود المعدة لحالتها الطبيعية. قص المعدة الطولي بالمنظار وماذا عن تكميم المعدة؟ تجرى هذه العملية بقص المعدة بشكل طولي لتصغير حجمها فتصبح على شكل أنبوب وتتميز هذه العملية بأن المريض يفقد شراهته المفرطة للأكل، ويشعر بالشبع بعد تناول كمية بسيطة جداً من الطعام. كما أن قص المعدة بشكل طولي لا يفقد المعدة أيا من وظائفها. ويعتبر هذا الخيار الجراحي أكثر انتشاراً في الآونة الأخيرة لما أثبته من نتائج فعالة في إنقاص الوزن بأقل المضاعفات المحتملة. تحوير الأمعاء لحالات السمنة الشديدة وعلى ما تعتمد جراحات تحوير الأمعاء؟ عملية تحوير المعدة أحد الخيارات الأخرى في جراحات السمنة والتي تعتمد على تصغير حجم المعدة جراحياً ثم توصيلها من جديد بالأمعاء بحيث يمر الطعام في هذا الجزء من الأمعاء دون أن يختلط بعصارة الهضم بالتالي تقل عملية الامتصاص ويقل استفادة الجسم من الطعام الذي يتناوله المريض. المتابعة الدورية تضمن أفضل النتائج ويعتبر تحوير الأمعاء الطريقة المثلى لعلاج المرضى الذين يعانون من سمنة حادة أو خبيثة. ويحتاج المريض بعد هذه العملية لمتابعة مستمرة وتناول الفيتامينات اللازمة وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من عدم حدوث نقص في الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة. نوع العملية يجرى حسب حالة المريض ما هي أفضل الطرق في جراحات السمنة...؟ لا توجد عملية أفضل من غيرها، فكل نوع من هذه الجراحات يعمل بطريقة مختلفة ويجب أن يجرى للمريض المناسب دون غيره. وهنا يكمن دور الفريق الطبي المتكامل لتحديد العملية المناسبة للمريض حسب حالته مع توضيح مزايا وعيوب كل نوع من هذه الجراحات للمريض قبل العملية. وعند توفر الفريق الطبي المدرب ووجود الجراح المتخصص واتباع التعليمات من جانب المريض تصبح جراحات السمنة طريقة آمنة وبسيطة للتخلص من أمراض السمنة ومضاعفاتها. وتقلل من الآثار الجانبية للعمليات وتحقق نسبة نجاح أكبر بإذن الله.