كشف استشاري في جراحة السمنة، أن النساء «أكثر إقبالاً على إجراء عمليات جراحة السمنة، إذ تصل نسبتهن إلى 60 في المئة»، مشيراً إلى الإحصاءات الرسمية التي بيّنت وجود ثلاثة ملايين شخص في المملكة «يعانون من مرض السمنة، أي ما يعادل 20 في المئة من عدد السكان» لافتاً إلى أن «نحو 18 في المئة من المراهقين السعوديين، يعانون من السمنة ومضاعفاتها». فيما تتراوح نسبة السعوديات المصابات بالسمنة بين 25 و30 في المئة. وقال الدكتور عبدالحميد المؤمن، في تصريح ل «الحياة»: «إن الفرد يُعد مصاباً بالسمنة، وفقاً للمعايير الدولية، في حال بلغت زيادة وزنه 20 في المئة، على المعدل الطبيعي. ويتم تحديد هذه الزيادة من خلال معرفة الطول والوزن»، معدداً مضاعفات السمنة، «تدني مستوى الحياة ونوعيتها، وزيادة احتمال الإصابة بعدد من الأمراض، خصوصاً القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري من النمط الثاني، إضافة إلى ما تسببه من مشكلات نفسية واجتماعية، وتسببها في رفع مؤشر خطر الوفاة قبل الأوان». واعتبر المؤمن، السمنة «وباءً يشهد انتشاراً في المملكة ودول العالم، سواءً بين الأطفال، أو البالغين»، مبيناً أن «الحمية الجيدة، وزيادة المجهود البدني، هما أفضل السبل التقليدية للتغلب عليها، غير أن بعض المرضى يمكن أن يحقق نجاحاً من خلال العقاقير الطبية التي تقلل الإحساس بالجوع». وأشار إلى أن هذه الأساليب، «يمكن ألا تحقق النجاح المأمول في جميع الحالات. كما يمكن أن تحدث انتكاسات، وتتم استعادة الوزن السابق، مع وزن إضافي». واعتبر الجراحة في مثل هذه الحالات، «خياراً أفضل، خصوصاً لمن يعانون من سمنة مفرطة، ولا يمكنهم التخلص منها عبر الطرق التقليدية، أو لمن يعانون من مشكلات صحية، ناجمة عن السمنة». وأوضح أن جراحات السمنة، تعتمد على «تصغير المعدة، وفي بعض العمليات الحد من امتصاص الطعام المُتناول، ما يؤدي بالنتيجة إلى الحد من السعرات الحرارية المُفاد منها، وبالتالي فقدان الوزن الزائد»، مبيناً أن «جراحة التخلص من السمنة، تشمل إجراءات جراحية متخصصة عدة في إنقاص الوزن الزائد لدى المرضى، ومنها عملية تحوير المعدة، وتحوير المعدة المُصغرة، وربطها، وتكميمها، إضافة إلى البالون المعدي، وتدكيك المعدة (سكوبينارو)»، منوهاً إلى أنه يتم «اختيار العملية المناسبة للمريض بعد القيام بتحليل دقيق لوضعه الصحي والسلوكي، وذلك تبعاً لمعايير مختلفة، أهمها مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وفشل المريض في التخلص من وزنه بالطرق التقليدية، وعدم وجود اختلالات في وظائف الغدد الصماء التي يمكن أن تسبب السمنة المفرطة، وأخيراً الاستقرار النفسي». ولفت إلى أن الشخص «يفقد نحو 70 في المئة من الوزن الزائد خلال العام الأول من إجراء العملية، ويحافظ على رشاقته، في حال التزم بتعليمات الطبيب والفريق الطبي المختص، من تعديل في السلوكيات الغذائية، وتناول المكملات»، مشيراً إلى بعض فوائدها مثل «التخلص من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، بنسبة 80 في المئة، ووقف الشخير خلال النوم، بنسبة 100 في المئة، وتحسن احتكاك الركب، وعلاج ارتفاع كولسترول الدم».