رافق الحملة الرائعة التي قامت بها بلدية جدة لتطهير الشواطئ من عبث البشر ولامبالاتهم، والندوب التي يحدثونها في جسد تلك الشواطئ المرجانية الخلابة خبراً طريفاً أو لربما عجيباً حول ما وجده الكثير من الغواصين، ضمن النفايات التي استخرجت من قوارير مغلقة تحتوي على أوراق كتب عليها طلاسم عجيبة، وأسماء وأمنيات متوحشة، ورعب نساء مهددات دائماً بالفقد والهجر، وقد نشرت بعض الصحف المحلية صوراً لها وهي تدور في مجملها حول أمانٍ لنساء بغرض تسخير الرجل الدائم لهن وابقائه رهن الاشارة!!! (أي يتحول كالمارد الذي اعتقل في القمقم عندما تطلق سراحه لا يقول لك سوى شبيك لبيك خادمك المطيع بين يديك) ومن خلال متابعتي لنوعية الأماني التي كتبت على الأوراق والطلاسم كما هي منشورة وجدت ان الأمنية الحارة التي تطلبها معظم النساء هو تسخير الرجل بطريقة دونية مقهورة، أي أن يتحول إلى مخلوق رهن الرغبة والاشارة (ولعل هذه هي البذرة الأولى لأسطورة المارد والقمقم) ولكن ما أريد أن أقوله هنا أن الهاجس العجيب الذي يتملك تلك النسوة بتحويل الرجل إلى مارد لقمقم، حيث تنتفي العلاقة التكاملية الندية المفعمة بالمودة والرحمة بين الطرفين وتستبدل بدلاً منها علاقة تسلطية قهرية، وكأن المرأة لا تعرف سوى هذه الآلية في العلاقة، أي إما غالب أو مغلوب، إما قاهر أو مقهور، وكأنها تستبطن في لاوعيها انها اذا لم تقهره سيقوم بدوره باضطهادها وقمعها، ولذا وضمن هذه العلاقة المشدودة والمتوترة عبر التاريخ التي ينتفي فيها البعد الانساني ليتكرس بدلاً منه طابع الفريسة والصياد لابد أن يتأجج ذلك الرعب والقلق العظيم بداخل المرأة، ومع قلة الحيلة والإحساس بالعجز التام أمام مصير غامض ومبهم، فلابد ان تلجأ إلى الشعوذة والطلاسم والمعميات لعلها ترفأ ثقوب أمنها المهدد دوماً بأمزجة سيدها الغامضة، ومراكب قلبه وهواه الذي تتلاعب به تيارات الهوى والصبابة، ومساحتها التي من الممكن أن تخترق في أي لحظة وتشغل بالمزيد منهن، وعجزها الاقتصادي الذي يقلص حجم قرارها ويجعلها معلقة بمعيلها ومطعمها حتى لا يصبح أمامها إلا أن تعتقله كمارد القارورة!! ردود: الأخت أمل الحسين، لقد بعثت بشكواك إلى الصفحة المختصة، ولقد نشرت أرجو أنك تمكنت من الاطلاع عليها، ووفقك الله. E- mail:[email protected]