تعتبر محافظة الخرج من أهم المحافظات الزراعية بالمملكة منذ أقدم العصور وحتى الآن، حيث تحتضن كبرى المشاريع الزراعية في المملكة ولاسيما مشاريع الثروة الحيوانية حيث يزيد عدد المشاريع الحيوانية عن مائة مشروع قائم ومنتج تشمل مشاريع الأبقار والدواجن والعجول وغيرها بل إن المحافظة تضم أكبر وأحدث المشاريع عالمياً وعلى رأسها شركتا الصافي والمراعي، كما تشتهر الخرج بزراعة مساحات شاسعة من الزراعات الحقلية والأعلاف وكذلك زراعة الخضروات بنوعيها المكشوف والمحمي حيث بلغ عدد البيوت المحمية بأنواعها المختلفة العادية والمكيفة والفيبرجلاس والزجاجية في المحافظة حوالي عشرين ألف بيت محمي, كما تشتهر المحافظة والمراكز التابعة لها بزراعة النخيل حيث بلغ عدد النخيل أكثر من مليون ونصف المليون نخلة حسب بيانات الإحصاء الشامل المبدئية لعام 2010م, كما أن محافظة الخرج تحوي أكثر من عشرين مصنع تمور تشكل ما نسبنه حوالي 50% من إجمالي عدد مصانع التمور القائمة والمنتجة بمنطقة الرياض, وأضيف بأن هناك نشاطاً ملموساً في تربية الأغنام وإنتاج العسل والأسماك, وفي الآونة الأخيرة اتجه البعض لإقامة مشاتل أشجار الزينة والفاكهة والزهور وشتلات الخضار وغيرها, لذا من حقنا أن نفخر ونقول إن الخرج تعتبر سلة غذاء للعاصمة الحبيبة منطقة الرياض خاصة ولغيرها من مناطق المملكة عامة, بل أصبحت تُصدر بعض منتجاتها من الألبان ومشتقاته والتمور بأنواعها والشتلات بأشكالها المتنوعة إلى كثير من دول العالم. كل ذلك التقدم الزراعي في المحافظة حصل بفضل الله ثم بدعم واهتمام من حكومتنا الرشيدة ممثلة في معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم ومن خلفه سعادة الوكلاء ومدير عام الزراعة بمنطقة الرياض ومن خلفهم مديرية الزراعة بالمحافظة, ولا أنسى هنا توجيهات وحرص محافظنا الحبيب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر الذي دائماً يسأل ويتصل ويتابع ويسعى على جميع المستويات لتنفيذ سياسة الوزارة وخدمة المزارعين المربين والمنتجين وتقديم مختلف الخدمات الزراعية لهم وتسهيل إجراءاتهم وإرشادهم إلى تطبيق تلك السياسة وهي استخدام وسائل الزراعة الحديثة وأهمها الزراعات التي تعتمد على الاقتصاد في استخدام المياه وأيضاً المشاريع والمزارع التي تعتمد على الزراعة العضوية والمكافحة الحيوية, حيث يوجه صندوق التنمية الزراعية معظم قروضه وإعاناته لمثل هؤلاء. إن مديرية الزراعة بمحافظة الخرج والفروع التابعة لها تشكل منظومة متكاملة لتقديم كافة الخدمات الزراعية والبيطرية وتغطي خدماتها محافظة الحريق ومراكز كبيرة منها مركز الدلم ومركز الهياثم ومركز خدمات غرب الخرج ويتبع هذه الفروع عدد كبير من المراكز والقرى والهجر, ويبلغ عدد الحيازات الزراعية القائمة والمنتجة التابعة للمديرية وفروعها حوالي ستة آلاف حيازة. كما أشير إلى أن الوزارة تقدم خدمات جليلة نرجو معها أن يقدر ذلك المواطن والمزارع حيث إنه بتطبيق التعليمات نصل بالزراعة إلى مستوى أعلى وأفضل ونكفي مجتمعنا شرور انتشار آفة أو مرض -لا قدر الله- بسبب تلك المخالفات, فمثلاً الدولة تصرف الملايين على كثير من البرامج الزراعية والبيطرية مثل برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء وبرنامج مكافحة إنفلونزا الطيور وبرنامج مكافحة الحمى المالطية وبرنامج مكافحة الحمى القلاعية وغيرها من البرامج, وكذلك تقدم الإعانات على بعض المنتجات كالتمور وبعض المنتجات الأخرى, كذلك توعدت المخالفين للتعليمات بفرض الغرامات على مخالفي نظام الاحتطاب المحلي أو نظام الحجر الزراعي على فسائل النخيل, بل قد تصل الغرامات إلى مئات الألوف كما هو على المخالفين لنظام الثروة الحيوانية من أصحاب مشاريع الدواجن كل ذلك من أجل سلامة المواطن. أسأل الله أن يطيل في عمر قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وأن يرده سالماً معافى إلى وطنه وشعبه, كما أسأله جلَّ في علاه أن يديم على ولي عهده صاحب السمو الملكي سلطان الخير لباس الصحة والعافية, وأن لا يحرمنا طلة وجه الخير صاحب السمو الملكي سلمان الوفاء, اللهم اجعلهم وشعبهم في أعز وأعلى مكانة وفي ظل أمن وأمان. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.