في عدد الجمعة 22-10-1431 الموافق 1-10-2010 حرضني القارئ العزيز «باجنيد» بدعوة استكتاب قلم زهور جميل مختار، إذ لفت إليه نظره في التعقيبات رشيق حرفها، وجميل عبارتها، وقد جاء على نبض خفي في داخلي، فزهور رفيقة عمر البراءة والطفولة والصّبا مع لثغة الحرف، ثم هي فنانة تشكيلية وكاتبة جميلة، ومربية قديرة، ذات تأريخ في مرحلة التكوين لتعليم المرأة في بلادنا، رفيقة كلّ القيادات النسائية، كانت في مسارها التعليمي من أوائل الحاصلات على الدرجة العلمية العليا في التعليم الخاص من الولاياتالمتحدة، وممن تولّى مسؤولية إدارة مدارس في تخصُّصها، إذْ يشهد لها معهد النور في الرياض، وفي جدة ببصماتها الإدارية، وعملها الجاد الدؤوب، كما هي كاتبة رشيقة لا تزال حروفها و»أشياؤها الصغيرة» تنبض بالحياة بعد أن طويت صفحات اليمامة، والرياض، وعكاظ، والمدينة بجمال تلك المرحلة التي كان فيها قلم نسائي واحد، يعني التحدِّي والموهبة والرغبة, بعيداً عن ومضة الشهرة، أو سلّم التسلُّق, وهي في الوقت ذاته رسّامة تشكيلية كانت من أوائل من لفت إلى ريشتها اهتمام المتذوّقين، وكثيراً ما طلبت إليها فصمّمت ترويسات صفحات المرأة في صحيفتي اليمامة والرياض، كنا نجتهد بخبرات مبتدئة لنفعل شيئاً، دون أن ندرك مرحلتها أنّ هذا أمر سيغدو بصمات, لن تطمسه أغبرة الوقت.., بعد تعقيب «باجنيد» كتبت في ذلك العدد عنها، فشاركني من القرّاء كثير, فيهم ابنتها المحبة, وصديقتها المخلصة، وقارئ تبادر بحس المشاركة والتقدير، فكان في شهادات بناتها في تعقيبات ذلك العدد, ما يؤكد لزهور دورها الجليل في حياتهنّ أماً رحيمة، دؤوبة، تركت كلّ ما لحياتها الخاصة من فرحة، وخصوصية، ووهبتْها لهنّ، وقتاً واهتماماً وتفكيراً, ووسعت هذه الفرحة في بيتها وسهرها وتربيتها لهن، حتى شهدت لهن جامعات الداخل وبريطانيا وكندا بالتفوُّق والتميُّز، فحصلن على منح التفوُّق، لأنهن ثمرات زهور التي أخذت بهن إلى المكان والمكانة التي تطمح، حين كانت غيرها تأخذ بذاتها نحوهما، ولا تزال مع أخوينهن تفعل زهور في معيّة تكوينهما بعد أن غادرها الأب نحو رحمة ربه تعالى..,... كتبت لي زهور هذه الرسالة من بعد ذلك المقال، أشرك القراء ذاتهم في تلمُّس خيوط ما في هذا الاسم من عبق الإبداع، اسم لا ينبغي أن يختفي عن الذوّاقة، ولا عن دوره في مسيرة إبداع المرأة السعودية، قلماً وريشة.., تقول زهور: (بسم الله الرحمن الرحيم مثل هِزَارالأيْك.. عندما تباغته نسمة الربيع.. فاجأتني كلماتك الخضراء تدعونني إلى النزول إلى ساحاتكم يا أيها الأدباء..! بدءاً اسمحي لي يا سيدة الكلمة الراقية أن أقف.. تقديرًا للصفوة والنخبة من قرائك الأفاضل، والذين تواضع بعضهم.. وأحسن الظن بما أكتبه: تقديري.. لتقديرهم، ومحبّتي.. لودِّهم.. بل وأضع كلتا يدي على صدري وكلّي اعتذار لتلبية دعوة كريمة للكتابة. وما مشاركتي مع قرّائك الأفاضل إلا تجاوبًا مع قوّة فكرة.. وإضاءة حرف.. فأنتِ يا خيرية ضمن كتّاب اصطفيتهم.. وبقيت على قراءة كلماتهم في حتميَات التواجد اليومي.. في إشراقاتها. * جيل.. تجري حب المسؤولية في شرايين دمه.. جيل.. الصفا والمحبة والإيثار..لا طبقية.. لا إقليمية.. الوطن.. الوطن.. فقط..! ونبض المحبة والأخوّة.. التي تتزامن مع بقائي وانتهائي من هذه الحياة!! زهور جميل مختار جدة - 24 شوال 1431ه 3 أكتوبر 2010م) ولزهور صمّمت بناتها نافذة لإبداع ريشتها، أضعها في هذا المقال لمزيد ضوء على تجربتها الفنية: http://www.facebook.com-pages-Zohour-Jameel-Mukhtar-328432737204?v= info@edit_info=all فيا زهور، رفيقة الشجرة، وغصن الدّوح أسألك بعد هذا أن تصدحي بفنك، وأن تعطِّري بفوح قلمك... فأنتِ كأي عنصر امرأة في هذا الوطن مسؤولة عن الوطن فيما لديك له من خزينة قدراتك ومواهبك.. فالقلم والريشة لا يتقاعدان البتّة ولا يسكتان...