حيث يطل قرائي الأعزاء بكثير من ودهم، وروآهم، أورد في تعقيبه القارئ العزيز: (باجنيد) يوم الأربعاء، مقترحا حول تعقيبات الصديقة العزيزة «زهور جميل مختار» فقال: (منذ زمن بعيد وأنا أتابع كتاباتك ويبهرني المستوى الراقي لمشاركة القراء والمتابعين لقلمك. ومؤخرًا ملفت ما تكتبه الأخت زهور جميل مختار من تعليقات أنا أعتبرها منازلة أدبية من قلم يجب ألا يبقى أسيرًا في ساحة مشاركة القراء لأي كاتب. ومعذرة!).. فعلام الاعتذار يا عزيزي.., وقد هيجتَ كما يقول الشعراء الحنينَ، لتلك الأيام التي كان للأدب فيما يكتب الكتُّاب غايةُ المتعة، والجمال، والفكر، والرقي بذائقة الناس، وإثراء عقولهم ووجدانهم وأرواحهم ببلاغة العبارة، ولماحية الأفكار، وزجِّهم في مداراتٍ تثير فيهم التأمل، والتفكُّر، والتمعُّن في كل ما حولهم، وما هو أبعد مما حولهم، بل تخلق لهم الصور، وتشكل في نبضهم الأحاسيس، وتحرِّض لديهم دافعية الإبداع، حتى في الاستمتاع بما يقرأون.. والرغبة في التعايش مع الكلمة المحلقة، والعبارة الموحية حتى وهم يتناولون بشفافية، حركة جناح البعوضة فوق الأنف، ورفة جناح العصفور في سرب الترحال، ووخز الألم من نار أوقدتها زائرة في المساء عسكرت في جسد شاعر..، تلك الأيام التي لم يكن الكتاب يتهاونون فيها بلغتهم، ولا يتجاوزون نحوها، ولا صرفها، ولا يتنافسون بغير الجمال يُلبِسونه حُللا في مظهرها، أو ثراء في بنائها،.. أجل هيجت الحنين لتلك اللوحات التشكيلية التي كانت ريشة «زهور جميل مختار» تزين بها ردهات المدرسة، أو دفاترنا التي كنا ندس فيها أفكارنا الصغيرة، ونتبادل فيها جمل طفولتنا الأثيرة..، فزهور هي واحدة من جيل البلاغة في النطق، والرسم، والجمال في الوسم، والوصف، والطموح في الخفق، والأمل... من جيل السجال على فكرة، والحوار عن لوحة، وسلام النفس في مشاركة فرحة..،.. ليتها تعود تُخرج من غمد صمت ريشتها، تكتب وترسم، تلون الفكرة وتزخرف العبارة وتخلق اللوحة، تنطق بما في داخلها من ثروة جمالية لا تنضب ولن تنتهي.. هي دعوة يا زهور.. رفيقتي الطيبة.. لتُخرجَ من إسارِ صمتها قلمَها، وريشتَها..استجابةً للدعوة.. وشكرا لك قارئي العزيز (باجنيد).. وكل من يرقى بذوق القارئ فيما يناقش حرفا ومضمونا.