أمانة الشرقية تبدأ أعمال الصيانة لطريق الدمام - الرياض    ضمت الفرقة 36 للعملية البرية.. إسرائيل تخطط لتهجير سكان 24 بلدة لبنانية    وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تعلن موعد رفع الدعاوى بخلافات العمالة المنزلية    هيئة الأمر بالمعروف تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024م    تراجع أسعار الذهب    مدير الدفاع المدني المكلف ينقل تعازي وزير الداخلية لذوي شهيد الواجب عبدالله السبيعي    وزير المالية يشارك في حوار برلين العالمي للعام 2024م    المركزي السعودي يصدر مبادئ "الالتزام" و "المراجعة الداخلية" لشركات التمويل وشركات إعادة التمويل العقاري    ولي العهد يرحب بضيوف المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2024 في الرياض    استمرار هطول أمطار رعدية على مختلف مناطق المملكة    استشهاد 60 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على منازل وتجمعات للنازحين في قطاع غزة    العثمان يحتفل بزواج نجله عبدالرحمن    «فيتش»: الأصول المدارة ستتجاوز 1.13 تريليون ريال في عامين    التعاون يتحدى القوة الجوية    «الشورى» لجامعة حفر الباطن: فعّلوا الابتكار واستفيدوا من «ادرس في السعودية»    الرخصة المهنية شرطٌ للتعاقد في مدارس التعليم الخاص    تعزيز التعاون المشترك في المجالات الثقافية بين السعودية والكويت    والد الشهيد أكرم الجهني ل«عكاظ»: نبذل الغالي والنفيس فداء للوطن    إنجاز طبي جديد يعيد الأمل لمرضى السكري حول العالم    أمير الشرقية يثمن دعم القيادة للقطاع الصحي    في الجولة الثانية لدوري أبطال أوروبا.. الريال في ضيافة ليل.. وبايرن ميونيخ للثأر من أستون فيلا    القيادة تهنئ رؤساء الصين ونيجيريا وقبرص وبالاو    فلسفة الفكر الرياضي في حياتي    جيسوس يحصد جائزة أفضل مدرب    الخليج يهزم توباني البرازيلي    فيصل بن نواف يُدشِّن مبادرة "أوكساجرين الجوف"    الرياض تستضيف أكبر تجمع في ( COP16).. السعودية تقود مبادرات مواجهة الجفاف في العالم    تقدم محاور رؤية المملكة 2030    محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائد قوة جازان    أمير مكة المكرمة ونائبه يعزيان أسرتي الشهيدين في حريق سوق جدة    العدو الصهيوني والصور المجازية    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته وبرامجه الإنسانية    حقوق كبار السن    «ميتا» تتيح مسح الأماكن وعرضها افتراضيا    عبر سلسلة تاريخية حافلة بالعادات والتقاليد.. المملكة تُجسد إرثها الثقافي في ارتباطها بالقهوة    «أنا قدوة» وسم حملة «صحي الشرقية» للتوعية بسرطان الثدي    المكتبات الخاصة.. والمصير المجهول    الأوركسترا السعودية تبهر العالم    عطل يضرب خدمات شبكة «بلايستيشن» العالمية    «الغذاء والدواء»: توحيد معايير الحلال عالميًا    الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة    المملكة تدين استهداف مقر سفير الإمارات بالسودان    طريقة عمل سلطة البطاطس بالكزبرة والليمون والثوم    بريدة: تشغيل غرفة للعمليات الجراحية للقدم السكرية    أهمية الأطعمة الصحية في المدارس    إطلاق مبادرة «عطاء القطاع الصحي الخاص»    «كتب الطيران»    الأمين الجديد لحلف الناتو.. تحديات جمة وترقب لفوز ترمب    المملكة.. الثبات على المبدأ    قصف مدفعي روسي محتمل على سوق أوكراني    دوري أبطال آسيا للنخبة .. الهلال يقسو على الشرطة العراقي بخماسية    ليفاندوفسكي يقود برشلونة لاكتساح يونج بويز بخماسية في دوري أبطال أوروبا    بريطانيا: إصابة سفينتين بهجومين قبالة سواحل اليمن    بين طيات الصفحات.. أفكار تجلت وعقول أبهرت    دبلوماسيون ومثقفون باكستانيون: "كتاب الرياض" يقدم تجربة مليئة بالإلهام والمعرفة    أمير الشرقية يستقبل مدير فرع الصحة    الصداقة    علِّموا الأبناء قيَّم الاحترام والامتنان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نلوم البيروقراطية,, ونحن الملومون!!
الرئة الثالثة عبدالرحمن بن محمد السدحان
نشر في الجزيرة يوم 01 - 01 - 2001

البيروقراطية,, مصطلح,, يسهر الخلق جرّاه ويختصمون,, كما فعلوا ويفعلون مع بعض شوارد أبي الطيب المتنبي! ولو كان هذا العبقري الشعري حياً، لخلع على هذا المصطلح أبياتاً تختزل معاناة الناس منه,, هجاء وسخرية,, بل ورفضاً!
* *
والبيروقراطية في تقديري المتواضع حالة نفسية لا ارادية أكثر من كونها آلية تخضع لسيطرة العقل وارادته، ولو كانت البيروقراطية شيئاً غير ذلك، لما طرحت اليوم، وقبل اليوم، قضية يأرق لها المنظرون للادارة والمستهلكون لها!
**
أقول انها حالة نفسية، بدليل ان الناس يختلفون حولها، فهماً وتشخيصاً وعلاجاً:
* فهناك من يرى ان البيروقراطية شر كلها، والحل عنده ان تجتث من الادارة، فلا يبقى لها أثر ولا ذكر, وهذا موقف رومانسي آحادي الرؤية يقيس الأمور بلونين لا ثالث لهما، اما أبيض وإما أسود!
* *
* وهناك من يرى ان البيروقراطية ليست شراً، الا عندما نريدها أن تكون كذلك، سواء كنا مستهلكين للخدمة أو فاعلين لها, فالرجل منا أو المرأة، قد يتمنى أن تنجز حاجته في زمن قياسي دون قيد ولا قاعدة، اذ يرى في هذه الأمور شراً مستطيراً يعطل مصلحته، ويعوق تلبية حاجته، وينسى في غمرة احتجاجه، ان القيود والقواعد، في حدها الأدنى، ما وضعت الا لترتيب المصالح وتقنينها، فلا يهدر حق، ترجيحاً لباطل، ولا يظلم امرؤ لمصلحة آخر، ولولا هذه القيود والقواعد، لساد الظلم,, وعمت الفوضى!
**
وفي المقابل، هناك الموظف الذي يغلو في تطبيق السنن والنوافل البيروقراطية، في تعامله مع الناس، اما تخويناً وإما تسويفاً في الوعود لحاجة في نفس يعقوب، أو تعطيلاً للأداء لغياب القدوة والرادع، أو تحكيماً للريبة والشك في كل دقيق وجليل من الأمور، يتصل بمصالح الناس، مثل هذا الموظف يخلع على البيروقراطية أقبح صفة، ويدفع الناس الى ادانتها وفاعليها تعميماً وتشهيراً، ليصبح مصطلح البيروقراطية رديفاً لمعاني تصادر من المرء كرامته وانسانيته، ولتتربع في الخيال المريض غولاً كاسراً، يحسب له كل حساب، حقاً وباطلاً!
* *
نعم,, التقنية الحديثة قادرة على تقليم بعض أظافر البيروقراطية، بتسهيل تخزين المعلومات واستدعائها، وتيسير بعض الاجراءات النمطية في عمليات الأداء، اختصاراً وترشيداً، ونحو ذلك.
التقنية الحديثة قادرة على تحسين سمعة البيروقراطية، بجعل الجهاز أكثر شفافية وأكثر استجابة لهواجس الناس, لكن هذه التقنية لا تستطيع أن تقتحم الصدور المريضة بدرن الخور أو القصور أو الانحراف، الذي يؤثر سلباً على الأداء، فيعطل مصالح الناس، ويجرح كرامة الآدمي في أعماقه!
**
وفي الوقت نفسه، مطلوب من المستهلكين لخدمة الجهاز البيروقراطي أن يكفوا عن الظن بأن غياب البيروقراطية أو تغييبها هو ضالة الخلاص لهم مما يعانون.
* البيروقراطية، وسيلة لا غاية، ان أحسنت الظن بها والتعامل معها، أحسنت اليك، وان أسأت اليها، بارت، وأساءت اليك!
* والتقنية الحديثة، وعلى رأسها سيدها المبجل الكمبيوتر أو الحاسوب، لا تستطيع أن تلغي الحاجة الى القواعد والضوابط والنماذج التي يتطلبها أداء أي خدمة، وما عدا ذلك يبقى الأداء فوضى لا حول لنا عليها، ولا حيلة لنا فيها!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.