اتفاقية شراكة بين كرة المناورة واتحاد الجامعات    عودة "المعرض السعودي للطيران العام" إلى الرياض في حلة جديدة في نوفمبر القادم    بعد تهديد إسرائيل بالرد.. إيران تؤمن المنشآت النووية    تحت رعاية خادم الحرمين ونيابة عنه.. نائب أمير الرياض يحضر انطلاقة أعمال النسخة الرابعة للمنتدى الدولي للأمن السيبراني    القيادة تهنئ رئيس جمهورية غينيا رئيس الدولة بذكرى استقلال بلاده    أكثر من 10 آلاف جولة رقابية تنفذها بلدية محافظة المذنب لتعزيز الامتثال    أمير القصيم يتسلم شهادة الأيزو العالمية في التميز الإداري لجمعية الإسكان الاهلية    أمير الشرقية يدشن حملة الشرقية وردية " 16 " للكشف المبكر عن سرطان الثدي    نائب أمير تبوك يدشن حملة التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية بالمنطقة    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنفّذ "اليوم العالمي للزهايمر"    معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 يحتفي بمعارف وثقافات العالم من 6-17 نوفمبر تحت شعار "هكذا نبدأ"    مجزرة إسرائيلية جديدة.. والاحتلال يقتحم خان يونس    الشيخي يحتفل بزواج نجليه    أمانة الشرقية تبدأ أعمال الصيانة لطريق الدمام - الرياض    هيئة الأمر بالمعروف تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024م    27 ألف مستفيد من خدمات الرعاية المنزلية في "سعود الطبية"خلال 9 أشهر    ابتداءً من 3 أكتوبر.. الفصل في خلافات العمالة المنزلية ومن في حُكمهم عن طريق المحاكم العمالية بوزارة العدل    "منشآت" تنظّم ملتقى "بيبان24" في نوفمبر المقبل بالرياض    مدير الدفاع المدني المكلف ينقل تعازي وزير الداخلية لذوي شهيد الواجب عبدالله السبيعي    تراجع أسعار الذهب    المركزي السعودي يصدر مبادئ "الالتزام" و "المراجعة الداخلية" لشركات التمويل وشركات إعادة التمويل العقاري    استمرار هطول أمطار رعدية على مختلف مناطق المملكة    «الشورى» لجامعة حفر الباطن: فعّلوا الابتكار واستفيدوا من «ادرس في السعودية»    «فيتش»: الأصول المدارة ستتجاوز 1.13 تريليون ريال في عامين    التعاون يتحدى القوة الجوية    والد الشهيد أكرم الجهني ل«عكاظ»: نبذل الغالي والنفيس فداء للوطن    «ميتا» تتيح مسح الأماكن وعرضها افتراضيا    عطل يضرب خدمات شبكة «بلايستيشن» العالمية    محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائد قوة جازان    العدو الصهيوني والصور المجازية    حقوق كبار السن    لحظة غروب    الرياض تستضيف أكبر تجمع في ( COP16).. السعودية تقود مبادرات مواجهة الجفاف في العالم    تقدم محاور رؤية المملكة 2030    في الجولة الثانية لدوري أبطال أوروبا.. الريال في ضيافة ليل.. وبايرن ميونيخ للثأر من أستون فيلا    عبر سلسلة تاريخية حافلة بالعادات والتقاليد.. المملكة تُجسد إرثها الثقافي في ارتباطها بالقهوة    المكتبات الخاصة.. والمصير المجهول    الأوركسترا السعودية تبهر العالم    فلسفة الفكر الرياضي في حياتي    «الغذاء والدواء»: توحيد معايير الحلال عالميًا    الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة    سر الهلال في غضب جيسوس    أمير مكة المكرمة ونائبه يعزيان أسرتي الشهيدين في حريق سوق جدة    أمير الشرقية يثمن دعم القيادة للقطاع الصحي    طريقة عمل سلطة البطاطس بالكزبرة والليمون والثوم    إطلاق مبادرة «عطاء القطاع الصحي الخاص»    «كتاب الرياض» يحتضن ندوة عن الأمن الفكري    قصف مدفعي روسي محتمل على سوق أوكراني    بريطانيا: إصابة سفينتين بهجومين قبالة سواحل اليمن    الأمين الجديد لحلف الناتو.. تحديات جمة وترقب لفوز ترمب    أسانج يتحدث علناً بعد خروجه من السجن    المملكة.. الثبات على المبدأ    دوري أبطال آسيا للنخبة .. الهلال يقسو على الشرطة العراقي بخماسية    ليفاندوفسكي يقود برشلونة لاكتساح يونج بويز بخماسية في دوري أبطال أوروبا    دبلوماسيون ومثقفون باكستانيون: "كتاب الرياض" يقدم تجربة مليئة بالإلهام والمعرفة    أمير الشرقية يستقبل مدير فرع الصحة    الصداقة    علِّموا الأبناء قيَّم الاحترام والامتنان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغلوُّ في (البيروقراطية) .. هو السبب!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
نشر في الجزيرة يوم 03 - 05 - 2004

كلما لاحتْ في أفق الذكر أو الفكر أو الخيال كلمةُ (البيروقراطية)، تذكّرتُ معها(مقولة) أمير الشعر المتنبّي: (أنام ملء جفوني عن شواردها..) إلى آخر البيت! ولو كان ل(البيروقراطية) لسان ينطقُ، لتمثلتْ بهذا البيت الخالد.. كما فعل صاحبه قبل ألف عام! بل لو كان هذا الشاعرُ العبقريُّ حيّاً، لخَلعَ على هذا (المصطلح) أبياتاً تختزلُ معاناة الناس منه!
***
وفي ظني المتواضع أن البيروقراطية حالة نفسية لا إراديّة، قبل أن تكونَ آليةً تخْضَع لسيطرة العقل وإرادته، ولو كانت البيروقرطيةُ شيئاً غير ذلك، لما طرحت اليوم، وقبل اليوم، قضية يأرقُ لها المنظرون ويسهرون جرّاها ويختصمون!
***
أقول إنّها حالة نفسية، بدليل أن الناس يختلفون حولها، فهْماً وتشخيصاً وعلاجاً:
فمن الناس من يرى أن البيروقراطية شر مستطير، والحلُّ عندهم أن تجتث من الإدارة، فلا يبقى لها أثر ولا ذكْر، وهذا موقف (رومانسي) أحادي الرؤية يقيس الأمور بلونين لا ثالث لهما!
ومنهم من يرى أن البيروقراطية ليست شراً في كل الظروف والأحوال إلا عندما نريدها نحن البشر المستهلكين لها أن تكون كذلك!
فالرجل منا أو المرأة، قد يتمنى أن تُقضى حاجته في زمن قياسي، دون قيد ولا قاعدة، وينسى في غمرة احتجاجه، أن القيود والقواعد، في حدّها الأدني، ما وضعت إلا لترتيب المصالح وتقنينها، فلا يهدر حق لصالح باطل، ولا يُظلم امرؤٌ، لحساب آخر، ولولا هذه القيود والقواعد، لساد الظلمُ.. وعمّت الفوضى!
هنا تكون (البيروقراطية) في حدها الأدنى، (سياجاً) يدرأ الظلم، ويقنن العدل!
***
وفي المقابل، هناك الموظفُ الذي يعلو ويغلو غلواً كبيراً في تطبيق (الفروض) و(السنن) و(النوافل) البيروقراطية، في تعامله مع الناس، إما تسويفاً في الوعود لألف حاجة في نفس ألف يعقوب، أو تعطيلاً للأداء لغياب القدوة والرادع، أو تحكيماً للريبة والشكّ في كلّ دقيق وجليل من الأمور، يتصل بمصالح الناس، وموظف كهذا يخلعُ على البيروقراطية أقبح صفة، ويدفع الناس إلى تحكيم نزعة (الحكم اللإإرادي) لها، كرهاً وتعميماً وتشهيراً ليصبح مصطلح البيروقراطية رديفاً لمعانٍ تصادر من المرء كرامته وإنسانيته، ولتتربع في الخيال المريض غولاً كاسراً، يُحسبُ له كلّ حساب، حقاً وباطلاً!
***
إن التقنية الحديثة قادرة بلا ريب على تقليم بعض اظافر البيروقراطية بتسهيل تخزين المعلومات واستدعائها، وتيسير بعض الإجراءات النمطية في عمليات الأداء اختصاراً وترشيداً، ونحو ذلك.
***
والتقنية الحديثةُ قادرة على تحسين (سمعة) البيروقراطية، بجعل الجهاز أكثر استجابة لهواجس الناس، لكن هذه التقنية لا تستطيع أن تقتحم الصدور المريضة بدرن الخَور أو القصور أو الإنحراف، الذي يؤثر سلباً على الأداء، فيعطّل مصالح الناس، ويجرح كرامة الآدمي في أعماقه!
***
وفي الوقت نفسه، مطلوب من (المستهلكين) للبيروقراطية أن يكفوا عن الظن بأن (تغييب) البيروقراطية هو ضالة الخلاص لهم مما يعانون، فهي في نهاية المطاف، وسيلة لا غاية، إن أحسنت الظن بها والتعامل معها، أحسنت هي إليك، وإن أسأت إليها، بارت، وأساءت إليك، والتقنية الحديثة، وعلى رأسها سيدها المبجل (الكمبيوتر) أو الحاسوب، لا تستطيعُ أن تُلغيَ الحاجةَ إلى القواعد والضوابط والنماذج التي يتطلّبُها أداءُ أي خدمة، وخلافُ ذلك يعني الفوضى التي لا حول لنا عليها، ولا حيلة لنا فيها!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.