قال السيد بوسيرو مدرب المنتخب الوطني خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخراً أنّ الهدف من معسكر الأخضر هو استغلال أيام الفيفا وتنمية مهارات اللاعبين والخطط التكتيكية، هو جواب منطقي إذا ما أضاف له زيادة الانسجام بين عناصر التشكيلة الأساسية التي سنعتمد عليها في قادم الاستحقاقات، وسيكون أكثر منطقية إذا استغللنا أيام الفيفا بلقاء منافسينا الحقيقيين من منتخبات قارتنا التي نواجهها من حين لآخر، فاختيار اللعب مع أوزبكستان خيار ممتاز، وكان يمكن أن يبلغ أعلى درجات الامتياز لو أنّ تشكيلة المنتخب ضمّت أكبر عدد من ركائزه المعروفة، واختيار منتخب بلغاريا يعتبر جيداً ومقبولاً لأننا سنحتك بمدرسة كروية جديدة ومتقدمة وفرصة اللعب مع مثيلاتها كبيرة في الاستحقاق الدولي الأكبر، أما اختيار الجابون ومن قبله اختيار توجو في معسكر أغسطس الماضي فلا أظن فائدته موجودة، بحكم أننا سنحتك بمنتخب يلعب بطريقة لن نواجهها في كأس الخليج وكأس آسيا التي نتحضّر لها الآن، وبالكاد قد نقابل منتخبا من القارة السمراء مرة كل ثماني سنوات!. من يتابع استعدادات المنتخبات الأوربية وأمريكا اللاتينية خلال أيام الفيفا ويقارنها بما تفعل منتخباتنا الخليجية في نفس اليوم يجد بعداً كبيراً في اختيار المنتخب المقابل، فالأوربيون والأمريكيون الجنوبيون تحديداً يبنون اختياراتهم على حسابات المنافسة المستقبلية، لذا فهم يركزون على المنافس الحقيقي، بينما منتخباتنا الخليجية تتجه للعب فقط بدون خطوط عريضة، لذا تجد منتخبا يستعد لكأس آسيا يواجه أكثر من منتخب ينتمي للقارة السمراء !، في الوقت الذي تنحصر احتمالات مواجهة المنتخبات الإفريقية في حدود ضيقة لا تتعدى احتمال المواجهة في نهائيات كأس العالم، فهل سنعيد التفكير لتصبح مبارياتنا في الاستحقاقات القادمة أمام اليابان وكوريا الجنوبية والشمالية والصين والأوزبك وإيران ومنتخبات الجوار الخليجية، حتى تبقى الصفحة الفنية لتلك المنتخبات وتطورها مفتوحة أمامنا؟!. افخر يا وطن بعد سنوات من الغياب استطاع المدرب الوطني لي الرقاب نحوه بالنتائج التي حققتها منتخباتنا الكروية في الأيام الماضية، بداية باحتفاظ منتخب ذوي الاحتياجات بكأس العالم للمرة الثانية على التوالي بقيادة المدرب عبد العزيز الخالد، وتواصلاً بوصول منتخب الشباب إلى نهائيات كأس العالم القادمة في كولومبيا 2011 بقيادة المدرب خالد القروني، وأخيراً حلول منتخب الناشئين وصيفاً لبطل الخليج بقيادة المدرب عمر باخشوين، ليرد الثلاثي بذلك على كل من حارب القدرات الوطنية التدريبية، ويؤكدوا حسن اختيار إدارة المنتخبات لهم في هذا التوقيت المهم من حراك الكرة السعودية التطويري. هذا التألق يفرض علينا نحن في الآلة الإعلامية موقفاً شجاعاً بدعم هذه القدرات وتسديد خطواتها بالنقد البنّاء، وليس المديح والثناء الوقتي فقط. النصر آخر اهتماماتهم من يتابع القضايا المتجددة في البيت النصراوي والتي كان آخرها انتهاء قصة ماسا مع النادي يكتشف أنّ الهم الأكبر في البيت الأصفر هو تصفية الحسابات الشخصية، وأن النادي بأنشطته وحضوره وبرامجه في المرتبة الأخيرة عند المعسكرات الصفراء المختلفة ذات المواقع والقوة والعتاد التي لا توجه إلا للأمور الشخصية، بينما ناديها وفرقه وتحديداً الواجهة الكروية تعيش تخبُّطات تسير بها خطوة للأمام وثلاثاً للخلف. في النصر تعمم الجزئيات لتصبح الأهم وتهمش الأساسيات لتصبح هامشاً فتكون النتيجة نتائج متأرجحة، ومشاكل مالية وإدارية وفنية متجددة أبقت النادي مادة ساخنة على كافة الأصعدة، وبخاصة الإعلامية التي يشك المرء أحياناً أنها تقوم على مشاكل النصر بدليل وجود المحسوبين عليه أسبوعياً على صدر المادة المرئية والمقروءة، بينما من النادر أن تشاهد حضور الآخرين الذين تفرّغوا لحصد النجاحات وترك الفلاشات لعشاقها. 3+1 في برامج الاتحاد الآسيوي يقول مسؤولو هذا الاتحاد إنهم بصدد تطوير اللعبة في القارة الأكبر من خلال برامج زمنية وأفكار وقرارات، من بينها قرار (3+1) الذي يعطي أندية القارة حق التعاقد مع أربعة أجانب، على أن يكون من بينهم لاعب من القارة الآسيوية، وهنا نتساءل لماذا لا يصنع الاتحاد الآسيوي سوقاً كبيراً للاعبي القارة في دورياتها المحلية حتى تستطيع الرفع من قيمة اللاعب الآسيوي فنياً ومادياً وتختصر طريق وصوله المحدود إلى أوربا؟. الإمارات تكسب عدنان لفت نظري في الأيام الماضية عودة الإعلامي المميز عدنان حمد إلى قناة دبي الرياضية، وهو ما يعني أن رياضة الإمارات كسبت عودة صوت إعلامي مؤثر، ليس بالحضور المهني، بل رأياً وفكراً سيسهم في إخراجه من الفكر الإعلامي القديم الذي احتكر (فضاء) الإمارات وأخذ منها أكثر مما أعطى.. متفرقات من المهم أن نحتك بمنتخبات أمريكا اللاتينية وأوربا وعرب إفريقيا، لكن الأهم أن تكون مبارياتنا الودية مع تحتل المساحة الأكبر في مستقبل أيام الفيفا. قيام سوق للاعبين الآسيويين سيحد من عناصر المفاجأة التي في يوم من الأيام جعلت كوريا الشمالية تكسب أخضرنا وتحرجه أمام منتخبات أخرى أقل منه في كل شيء. بلوغ منتخب الشباب مونديال كولمبيا إنجاز مهم جدد آمالنا بعودة الزمن الجميل. لو حدّ النصراويون من ظهورهم الإعلامي الفضائي لحجبت ثلاثة أرباع برامج الفضائيات القائمة حالياً على وجودهم المتكرر، ولأتاحوا لزملائهم في الاتحاد والهلال والأهلي وباقي الأندية فرصة الظهور في الربع الآخر. طريق الشباب والهلال لنهائي آسيا ليس مفروشاً بالورود ومن المهم أن يعد الفريقان نفسياً خاصاً لمواجهة المهمة الصعبة. وضع المتسرّعون في الحكم على جدارة القروني بقيادة منتخب الشباب في وقت سابق أنفسهم في موقف محرج بعد أن قاد المنتخب لنهائيات كأس العالم .. فهل يعتذرون؟!.