بريدة - بندر الرشودي شدد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم على أن تاريخ المملكة وتاريخ موحدها الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه-, لم يؤصل بشكل يواكب ذلك المنجز التاريخي مؤكداً ضرورة تفاعل جميع الجهات المعنية لطرح أفلام وثائقية ومسلسلات درامية ودراسات عميقة تحكي ذلك المنجز وتبرزه للجيل الشاب في المملكة. وأبدى سموه عشية تشريفه ورعايته لباكورة الفعاليات الثقافية للاحتفاء باليوم الوطني بنادي القصيم الأدبي بمدينة بريدة, سعادته بحضور المحاضرة القيمة للدكتور محمد آل زلفة؛ حيث قال: أمتعنا الدكتور محمد آل زلفة بطرح بعض الرؤى والتحديات التي واجهت الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بداية تأسيسه لهذه البلاد، ولا شك أن الملك عبدالعزيز استطاع أن يسخر هذه التحديات لتخدم مشروعه الوطني في توحيد هذه البلاد, متمنياً أن يكون لتلك المحافل الأدبية والتثقيفية المزيد من الدور الفعال الذي يبعث تاريخنا السعودي الأصيل، ويظهره بصورته المستحقة. وكان الحفل قد بدأ بافتتاح سمو أمير المنطقة لمعرض «هكذا كانت بلادنا» والذي أقامه النادي على هامش الفعاليات المصاحبة للاحتفائية، حيث يقارن المعرض بصوره الفوتوغرافية ما كانت عليه البلاد إبان التوحيد والتأسيس، وما نتج عن الوحدة والاستقرار من نعيم تعيشه الأجيال الآن. ثم بدأ فقرات الحفل الخطابية بآيات من القرآن الكريم، بعد ذلك شكر رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي الأستاذ الدكتور أحمد الطامي، سمو أمير المنطقة على تشريفه لباكورة مناشط النادي الاحتفائية باليوم الوطني، مؤكداً أن النادي بكامل إدارته وأعضائه يسعون جاهدين من خلال البرامج والفقرات الثقافية والأدبية إلى تسليط الضوء على العديد من المنجزات الوطنية والوحدوية، التي تجذرت ثقافتها مع سطوع نجم التوحيد والاستقرار على يد الملك المؤسس، ما انعكس إيجابا على تقدم وتحضر هذه البلاد، وشغلها لمكانة مهمة بين دول العالم. ثم بدأ الدكتور محمد آل زلفة محاضرته التي حملت عنوان: (الملك عبدالعزيز في مواجهة التحديات عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى) والتي أدارها الدكتور عبدالرحمن بن علي السديس, بالوقوف على جوانب من مراحل كفاح الملك المؤسس، بدءاً من فتح الرياض وانتهاءً بإعلان توحيد المملكة وتسميتها، متناولاً ميزات شخصية الملك عبد العزيز القيادية والسياسية,المتسمة بالحنكة والتعقل، والتي نأت بالبلاد عن حروب كثيرة، تمثلت في ظروف وأجواء الحرب العالمية الأولى، من خلال التعامل والتعايش الذكي مع القوى الإقليمية المجاورة كالدولة العثمانية والملكية البريطانية، بالوقوف موقف الحياد في كثير من القضايا والمشاكل الإقليمية والدولية، مبرزاً الدور الهامشي الذي كانت تعيشه بلاد الجزيرة العربية، وتحديداً بلاد نجد، من بعد انتقال الخلافة الإسلامية من المدينةالمنورة، إلى بلاد الشام والعراق ومصر وتركيا، إلى ما قبل بروز الوحدة السعودية في بلاد الجزيرة العربية، وما تلى ذلك من تطور وتقدم عاشته البلاد في ظل الحكم السعودي. وقد أشار الدكتور آل زلفة في سرده لقصة الملك المؤسس إلى لعدد من المواقف والظروف السياسية التي تبرز للعالم أن الملك عبد العزيز كان قائداً وحدوياً عظيماً، من خلال مراسلاته لجميع القوى والأمارات الإقليمية أثناء نشوب الحرب العالمية، ودعوته لقادتها بضرورة الإتحاد والوقوف موقف الحياد، وعدم الانجرار مع أي طرف في الحرب، حتى لا تكون جزيرة العرب وأراضيها تحت خط النار مباشرة، ما يزيد من حالة التشتت وعدم الاستقرار في تلك البلاد، كذلك مراسلاته بعد الحرب العالمي الثانية، لزعماء القوى المحيطة في الخليج وبلاد العراق والشام، لرسم الحدود، ووضع الاتفاقيات التي تحمي مصالح الجميع. بعد ذلك بدأت المداخلات التي استهلها الدكتور عبد الرحمن السديس بتأكيده على العقبات الكأداء، التي تواجه المتخصصين والمهتمين بالتاريخ في جامعات المملكة، في سعيهم لتخصيص مقررات ومناهج لتاريخ المملكة، وتاريخ الملك المؤسس بوجه خاص. كما تناول عبد الله الرواف أحد أعيان مدينة بريدة تلك الجزئية في مداخلته، حينما أوضح أن سبب عدم تخصيص مواد ممنهجة تفصيلية للتاريخ السعودي، انعكست بالسلب على دراسة ذلك التاريخ بالشكل الذي يستحق، وعلى معرفة هذا الإرث الوطني بكل أوجهه، ليؤيد آل زلفة ذلك القول، مستشهداً بأهمية التعليم الموجه، الذي يكشف كامل الصورة، للوجه الحقيقي والفاضل لتاريخ المملكة، مستشهداً بمسلسل باب الحارة السوري، الذي من خلاله بات الصغير والكبير من أبنائنا على علم بتفاصيل الحارة الشامية، أكثر من معرفتهم بتاريخ وأنماط المعيشة في بلادهم. كما حمل عدد من الأكاديميين والمتابعين، جامعات المملكة والمتخصصين والباحثين في التاريخ ضعف عملية التأصيل والتأليف لتاريخ المملكة العربية السعودية، وسيرة موحدها الملك عبد العزيز، بتحديد مناهج ومقررات جامعية وتربوية، يتم تدريسها وفقاً للخطط والبرامج التطويرية في كافة المراحل التعليمية. وفي ثنايا المداخلات صحح الأستاذ الشاعر محمد الضالع خطأ الدكتور آل زلفة الذي تكرر مرتين حينما أطلق على الأمير فيصل بن بندر بقوله أمير منطقة عسير وزاد على ذلك عندما قال انه يقدم المحاضرة في منطقة عسير مما حدا بالضالع أن يطلب مداخلة يصحح فيها الخطأ الذي وقع فيه المحاضر خلال هذه الأبيات التي صفق لها الحضور كثيراً: من ها هنا.. أرض الملاحم والولاء أرض البطولة مضرب الأمثال أرض القصيم.. ومن تصدر ذكرها يوم البناء.. وأقدمت برجال وأتت لها كل الإشادة والثناء وبها المؤسس نام خالي البال أهلا وسهلا بالجميع ومرحبا أهلا بكل مثقف مفضال إن قال عنا آل زلفة واصفا أنا في عسير.. فذا دليل كمال إن قالها الدكتور فهو يريدها أما الدليل.. ففي البيان التالي أرض القصيمعسيرة لمؤلب أرض القصيم يسيرة لموالي أرض القصيمعسيرة لا ترتضي فئة الفساد.. وطغمة الإضلال أرض القصيم عزيزة بأميرها برجالها.. بعطائها المتوالي أرض القصيم يسيرة لمحبها هذا الذي يرمي إليه مقالي