(ضجيج الذاكرة) عنوان المعرض الذي أقامته مجموعة عبق التشكيلية بأتيليه جدة بمشاركة المؤسسين للمجموعة بالإضافة إلى ضيف الشرف الفنان التشكيلي صالح النقيدان والفنانة مها الحجيلي ويعتبر هذا المعرض الثاني للمجموعة منذ تاريخ تأسيسها في 1 رمضان 1430ه حيث كان المعرض الأول بعنوان (حاضر بعبق الماضي) في الخرطوم بتاريخ 1 يناير 2010م. وتعمل مجموعة عبق على استضافة فنان أو فنانين في كل معرض ليتسنى للمتلقين رؤية الاتجاهات والأساليب المختلفة والمتعددة في التشكيل. وتميزت أعمال الفنان صالح علي النقيدان من عنيزة بالواقعية ومحاكاة بيئته الجميلة (الصحراوية) بكل ما تحمله من عناصر تجذب المتنزهين إليها في هذه اللوحات نستنشق نسيم الصحراء من خلال العلاقات اللونية الزيتية الجميلة. أما الفنانة مها سليم الحجيلي.. فقد قدمت عشر لوحات بأسلوب تجريدي مستوحية أعمالها من بيئة مكةالمكرمة وتضاريسها الجبلية مستخدمة ألوان الأكريليك والمعاجين لإعطاء صفة الريليف في اللوحة كملمس تحاكي العين قبل حاسة اللمس اليد. أما مؤسسي مجموعة عبق التشكيلية وهم: الدكتورة إيمان حسن المنتصر ستقدم مجموعة من اللوحات والتي تعرض لأول مرة مستخدمة خامات عديدة كالقماش والخرز لتجسيد الأشياء التراثية التي لا تخلو من حياتنا اليومية. أمّا الفنانة ليلى الزين ضاهر تحرص على تقديم لوحات تجريدية مستوحاة من البيئة الإماراتية كونها في الشارقة حيث بيوت الشعر والجمل والنخلة ثم تنتقل إلى البحر حيث عشقها مع تقديم بورتريهات مجرّدة حيث تأسرها وجه المرأة وجمالها كما تقول. ويأتي الفنان فائز أبو هريس يقدم في هذا المعرض مجموعة من اللوحات المشغولة باللونين الأسود والأبيض وفق نهجه وأسلوبه المعروف عنه والحروفيات المتراكمة والمبعثرة أحيانا يعطي ضجيج وحراك في اللوحة خصوصا في تواجد لونين متضادين. أمّا الفنان سعيد العلاوي فقد شارك بعشرة لوحات جديدة في مضامينها مفعمة بألوانها يحاكي عشقه (جدة) وكأنه يقدم لها باقة من الزهور بألوان متعددة وفي طرح ابتكاري جديد لا يهمه كيف تكون النتيجة بقدر ما تهمه الفكرة حيث يقول: الإبداع يتطلب أن نمنح أنفسنا وأفكارنا الفرصة ومن ثم نطرحها وإن كانت النتائج غريبة وعجيبة نكون وصلنا إلى الهدف وهو (الحوار) حوار اللوحة والمتلقي حوار الفنان واللوحة والعكس صحيح. واستمر المعرض لمدة عشرة أيام، وعن مشاركته في المعرض قال الأستاذ صالح النقيدان: شاركت في المعرض كضيف شرف ووجدت الجهد الكبير الذي قام به الزملاء حتى خرج المعرض بهذه الصورة الجميلة وهذه الأعمال الرائعة التي ازدانت بها صالة أتيليه جدة وشدني للمشاركة في هذا المعرض اسمه (ضجيج الذاكرة) وما يتناوله هذا المسمى من أعمال فنية تدعو للمحافظة على التراث الذي نجاهد لإحيائه وعدم اندثاره وتذكير الشباب والنشأ بتراثهم وتاريخهم من خلال هذة المعارض وقد اندهشت لما لقيته من اهتمام من قبل وسائل الإعلام سواء تلفزيون أو صحافة بالحركة التشكيلية ومتابعة مايقام أكثر من المنطقة الوسطى وهنا أشكر القائمين على هذا المعرض المميز الذي جمع فنانين وفنانات لهم تجارب مختلفة ومثل هذه المعارض لها إيجابيات منها التواصل بين الفنانين لأن ذلك يوطد العلاقات بينهم ويخلق روح التعاون ويخرج أفكار جيدة تشجع على العمل وبالتالي نخرج ببصمة فنية سعودية يشار إليها بالبنان داخليا وخارجيا.