فاصلة: (التعليم الذي لا يدخل سوى العينين والأذنين يشبه وجبة طعام في المنام) - حكمة صينية - يخطئ البعض من المبتعثين حين يلتحق بدورات تعلّم اللغة الإنجليزية في السعودية ليقصر الفترة الزمنية لدراسة اللغة في بلد ابتعاثه وذلك حتى يستطيع أن يحصل على الدرجة المطلوبة منه لاختبار «الايلتس» أو «التوفل» للالتحاق بالجامعة. ومن الخطأ أن يبدأ الطلاب دراستهم للغة في بلد الدراسة في المعاهد في إجازة الصيف، فالمعاهد تكون مكتظة بالطلاب الذين يأتون فقط في الصيف لتعلّم اللغة وهم في أغلبيتهم يدرسون على حسابهم الخاص ولا يوجد لديهم هدف الالتحاق بالجامعات إنما أتوا لتطوير اللغة الإنجليزية. لذلك فالدراسة في غير وقت الصيف وفي المعاهد التي تتبع للجامعات أفضل من المعاهد الأخرى؛ وذلك لأن تلك المعاهد لديها هدف واضح وهو تهيئة الطالب لتعلّم اللغة الإنجليزية بطرق أكاديمية، أما المعاهد الأخرى وخصوصاً في فترة الصيف فهي ليست جادة في مسألة التعليم الأكاديمي. دراسة أي لغة غير اللغة الأم لا يمكن أن تتم إلا بالممارسة وتحتاج إلى وقت كاف للتعلّم بينما نبدو كطلاب نريد أن نقفز السلالم بدلاً من المشي خطوة خطوة حتى نصل إلى الهدف، التوتر والقلق يسطو على تفكيرنا تجاه تمكننا من اللغة لأن الهدف هو الدراسة لسنوات بهذه اللغة وهو ما يعطّل تركيزنا لذلك من المهم أن نطرد القلق. أيضاً هناك نقطة أخرى؛ فطريقة التدريس في معاهدنا تعتمد على تعلم القواعد والمحادثة والاستماع أساليب تقليدية إلا من رحم ربي بينما تدرس اللغة في بلاد الغرب بطرق متطورة. مسألة إتقان اللغة تشغل معظم الطلاب بينما تأتي هذه العملية بشكل تدريجي وتلقائي مع اهتمام المبتعث بتطوير أدواته من خلال القراءة والاستماع والمحادثة. كثير من البعيدين عن الصورة لا يعلمون أن بعض الطلاب يلتحقون بفصول تقوية في اللغة ويتابعون تطوير مهاراتهم مع مدرسين من المعاهد في دروس تقوية خاصة لا تلتزم بها الملحقية لأنها إضافية، ومع ذلك فالقلق هو الذي يؤخّر هذه العملية التي يجريها المخ بشكل أوتوماتيكي نتيجة لأدائه لوظائفه الإدراكية. كما أن الدافعية والإرادة يجب أن تكون قوية بدرجة كافية لتتم عملة التعلّم، وهذا يتأتّى بتكرار الرسائل الإيجابية التي تقوّي العزيمة. إن تعلّم اللغة لا يختلف عن تعلّم أي مهارة جديدة في الحياة فقط تحتاج إلى شيء من التركيز لإتقانها. [email protected]