الاحتفاء بذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - هو احتفاء بعهد جديد من الاستقرار السياسي والأمني، والوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي، وطفرة تنموية كبرى تمثِّل مرحلة قائمة بذاتها في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وهو المسار الذي ظل يتطور ويتضاعف زخمه منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه - وفي ذكرى البيعة المباركة يحق للشعب السعودي أن يفخر ويعتز بالمنجز التنموي الضخم الذي تحقق على كافة الأصعدة، فقد استطاع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أن يقودوا السفينة بكفاءة واقتدار وحنكة وحكمة إلى شاطئ الأمان والاستقرار. وعلى الرغم من عظم التحديات فإن خادم الحرمين الشريفين تمكّن من المحافظة على بوصلة نهضة الشعب السعودي في الاتجاه الصحيح حفظاً وترسيخاً لثوابت هذا الكيان العظيم متمثلة في التمسك بشرع الله الحنيف منهجاً ودستوراً، وبالوحدة الوطنية الراسخة بين أبناء الشعب الواحد وتلاحمهم مع قيادتهم الرشيدة حباً وتناصحاً وتواصلاً وتراحماً، وعملاً دؤوباً من أجل تقدم وتطور هذه البلاد ورفعتها وازدهارها. لقد حققت بلادنا - بحمد الله - في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنجازات ضخمة على صعيد التنمية في الداخل وعلى صعيد دور المملكة الإقليمي والدولي الفاعل. وسيسجل التاريخ لخادم الحرمين الشريفين أنه أوفى بعهد بيعة شعبه، فجعل مواطنيه محور اهتمامه وغطت المشروعات التنموية العملاقة كل ربوع الوطن وعمّت بخيرها كافة مواطنيه مدناً صناعية واقتصادية ونهضة تعليمية وصحية نوعية وكمية تعد نقلة في الخدمات التي يحظى بها المواطن السعودي وبنيات أساسية ذات بعد إستراتيجي في مجالات الطرق والمواصلات والاتصالات والكهرباء والمياه تؤسس لمستقبل اقتصادي واعد. لقد كان للتعليم العالي نصيب وافر في هذا المنجز التنموي الضخم، فالمملكة تشهد اليوم طفرة حقيقية في مجال التعليم وتنمية الموارد البشرية، فقد قفز عدد الجامعات السعودية الحكومية من 8 جامعات عندما تسلَّم الملك عبدالله سدة الحكم إلى 24 جامعة رُوعي في خطة تأسيسها التوزيع الجغرافي المناسب الذي يلبي حاجات مناطق المملكة المختلفة ومحافظاتها وأن تكون في بنياتها مدناً جامعية متكاملة المرافق والخدمات وأن تنتهج في تخصصاتها الأكاديمية اتجاهاً عصرياً يستجيب للتطورات العلمية والتقنية العالمية. ثم جاء برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي كمبادرة فريدة استفاد منها حتى الآن ما يزيد على 85 ألف طالب وطالبة ابتعثوا إلى جامعات عالمية مرموقة في أمريكا وأوروبا وآسيا. وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ودعمه أصبح للمملكة قاعدة صلبة للبحث العلمي من خلال مراكز تميز بحثية متخصصة في الجامعات وكذلك جامعات ذات توجه بحثي علمي وتقني تستقطب كفاءات عالمية مرموقة مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. إن المقام لا يتيح رصد كل المنجزات التي حققتها المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما ذكرناه ليس سوى غيض من فيض، عطاء سيكتبه التاريخ بأحرف من نور وسيجني ثمار هذا الغرس الطيب أجيال المستقبل السعودي القادم بإذن الله. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأيَّدهم بتأييده وسدد خطاهم وأدامهم ذخراً لوطنهم ومواطنيهم.