لا يمكن أن تمرَّ حالة أو وضع داخل إيران أو خارجه إلا ويستثمره نظام ولي الفقيه في طهران، ولهذا لم يضيِّع هذا النظام انشغال الرأيين العامين الإيراني والعالمي، فأوعز لأجهزته القمعية بتنفيذ حملة إعدامات نُفذت في العديد من معارضي النظام وخاصة في القوميات الأخرى، مثلما حصل أثناء الإعداد لزيارة الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء التركي إلى طهران لإيجاد مخرج لمشكلة تخصيب اليوارنيوم والذي هو جزء من أزمة الملف النووي، وليست الأزمة كما يوحي الإعلام الإيراني. فقبل أكثر من أسبوع أقتيد خمسة من السجناء السياسيين المعارضين لنظام ولاية الفقيه الذين كان أربعة منهم من الأكراد الإيرانيين، حيث نُفذ الإعدام بكل من السيدة شيرين علم هولي وفرزاد كمانكر وعلي حيدريان وفرهاد ويكلي ومهدي إسلاميان في سجن أيفين الذي أصبح مجرد ذكره أمام الإيرانيين يثير الرعب داخل نفوسهم. نتيجة هذا الإعدام الجائر تظاهر العديد من الأكراد والأذريين وخاصة في محافظتي كردستان وأذربيجان الغربية، وفي كل من مدن سنندج وبوكان وسقز ومريوان ومهاباد ويبرانشهر وبيجار وماكو وشنو وديواندره الكردية الإيرانية، تبعه إضراب احتجاجاً على إعدام السجناء السياسيين الخمسة. وخرج المتظاهرون في مدينة (بيرانشهر) الكردية الإيرانية إلى الشوارع احتجاجاً على ارتكاب نظام الملالي الحاكم في إيران جريمة إعدام السجناء السياسيين الخمسة، وكذلك احتجاجاً على نقل السوق الحدودي إلى (محمديار) في مدينة (نقده) (غربي إيران)، واشتبكوا مع قوات القمع، وأضرم المتظاهرون النار في عجلات تابعة لقوات القمع وقاموا بضرب كل من قائمقام المدينة والنائب في البرلمان الحكومي من المدينة المذكورة. وتظاهر الشبان في مدينة (دهكلان) مرددين شعارات مناهضة للحكومة، واشتبكوا مع قوات القمع التي هاجمتهم، فقامت قوات القمع بإطلاق النار عليهم لمنع اتساع نطاق المظاهرة، وانتشرت قوات الأمن الداخلي وعناصر وزارة المخابرات المتنكرة بالزي المدني بكثافة في الساحات الرئيسة في المدينة، وذلك لمنع انتفاضة المحتجين، وأغلقت جميع المحال التجارية أبوابها في مدينتي (كامياران) و(مريفان)، وأضربوا عن العمل كما امتنع معظم الطلاب من الذهاب إلى المدارس وأصبح المدارس شبه خالية. وأغلقت المحال التجارية في ساحة (انقلاب) والسوق العام وشوارع (شاهبور) أبوابها والتحق أصحابها إلى الإضراب عن العمل. ومع هذا، كل هذه الأخبار غُيِّبت وانشغل الإعلام باتفاق تبادل اليورانيوم المخصَّب، فالثورة تشتعل في المدن الأيرانية ولن توقفها الإعدامات. [email protected]