قتلتنا المثالية، أرقتنا التنازلات، أقضت مضجعنا معزوفة حب السلام والأمن والاستقرار النشاز.. النشاز!! والنتيجة ضياع الحقوق.. التعتيم على حيثيات القضايا الخارجية.. إسدال الستار في وجه الباحث عن الوضوح..!!. بالأمس، في المنطقة الشرقية، وفي منطقة (أم الساهك) تحديداً أضربت خادمة عن العمل في منزل كفيلها بعد مضي تسعة أشهر على استقدامها، لم يشر إلى مسببات الإضراب ورفض العمل!! بناء على الرفض؛ أودعوها مكتب مكافحة التسول.. لدى الكفيل (رب المنزل). شاب في الثامنة عشرة من العمر على درجة من الاستقامة والتدين، حيث يشغل مؤذناً في مسجد ما. أفصح الشاب لوالده عن رغبته في استخراج جواز سفر له، تم استخراج الجواز دون أن يمنح تصريحاً مفتوحاً. ولأن الخادمة قبل مغادرتها منزل كفيلها، رتبت لاستدراج ذلك الشاب؛ فقد زرعت له في المنزل، هنا وهناك، طلاسم.. وسحر.. وعقد.. وعزائم، استطاعت تلك الطلاسم أن تحرض الشاب على حجز تذكرتي سفر له وللخادمة.. ثم استلامها من مكتب مكافحة التسول والسفر بصحبتها إلى دولتها!! لم يستوعب الجميع ما حصل! وكيف لشاب متدين أن يغادر بصحبة خادمة! وكيف أمكنه تجاوز نقاط التفتيش في المطار ولا تصريح لديه يجيز له حرية السفر والتنقل سوى الجواز!! تصرف كاد أن يفقد والدته أو الجميع العقل وهم وقوف أمام ثلة استفهامات كيف، ولماذا، ومتى، وأين، وإلى متى؟!. عشرون يوماً قضاها الشاب بصحبة الخادمة في دولتها، إلا أن نشر صورهما -الشاب والخادمة- وانتشارها إعلامياً دفعها لتسريحه خوفاً على نفسها من العواقب وهي تحت بند المختطفة له. خلال تلك المدة يبدو أن الأهل توصلوا إلى مكان زرع السحر في ملابسه الداخلية.. وفي مكيف غرفته.. وفي الحديقة الخارجية للمنزل وبالتالي أمكن للهيئة التعامل مع السحر وفكه ثم التخلص منه برميه في البحر. اتصل الشاب بأهله وطمأنهم عليه، ثم تم ترتيب رجوعه بواسطة سفارة المملكة في تلك الدولة.. الشاب الآن بين أهله وذويه.. لكن ماذا عن الخادمة؟ ماذا عن الموقف من الإساءة التي أوقعتها على الشاب وأهله، إساءة وجرم ليس وليد اللحظة وقد تعارف لدى الجميع كثرة تعامل أغلب من ينتمون إلى تلك الفئة بالسحر والشعوذة، ومع ذلك مازلنا نصر على الاستقدام منهم وعلى تقبّل شروط يفرضونها على الدولة والمواطن في سبيل إرسال أيديهم (الخطرة)، أقصد العاملة إلينا. سئمنا التشدق والمناداة بحبِّ الأمن والسلام والاستقرار، مناداة دفعتنا إلى التنازل عن حقوقنا العامة والخاصة وبالتالي تمادي الآخرون في الاعتداء والإجرام والتجني والإجرام علينا. نعلّم بناتنا وأبناءنا موقف الإسلام من السحر والطلاسم والعقد والعزائم والشعوذة، في حين لا نتعامل بشدة مع من يتعاطاها بحرية في الدول الأخرى بأن نستقدم منهم منكسين أعلام المراجعة وتمحيص العاملة أو العامل قبل دخوله إلى المنطقة. نركز على تعليمهم فنون الطبخ والكي بعد الغسل والكنس والتنظيف.. ونباهي أنه أسلم على أيدينا هذه وتلك وجماعات ومئات!! في حين لم نولِ السحر اهتماماً، وهم يمتهنونه ويتسلّون به بحيث غدونا دمى لهم يحلّقون بنا أو يوقعوننا أرضاً!!. الخادمة سحرت الشاب واستدرجته إليها حيث وطنها فهل بعودته يغلق ملف جريمتها في حقه وحق وطن استضافها!؟.. لو أغلق الملف ستجرؤ غيرها في ارتكاب ما ارتكبت! لأن دولة السلام والأمن والاستقرار!! دولة مسالمة! متسامحة! قلبها يتسع للجميع وتتصور أنه بيدها هداية الكل نحو (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، كأن ما ينقص العامل الشهادة! والسيرة المعطرة تسرد لنا كيف أمر الله الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتعامل مع النساء اللائي أتينه مهاجرات بأن يبايعن على أن لا يشركن.. ولا يسرقن.. ولا يزنين.. ولا يقتلن أولادهن.. ولا يأتين ببهتان، هذا لأنهن كنّ يفعلن ذلك في الجاهلية.. فبماذا نبايع من نهلل إذا ساهمنا في التأثير عليها كي تدخل في الإسلام!؟ أو في من تجيئنا من وطنها، يمين حقيبتها سجادة صلاة.. ويسارها عقد وعزائم وطلاسم وشعوذة!! فماذا يوجد في جيب الحقيبة!!؟. P.O.Box: 10919 - Dammam 31443 [email protected]