بعد غياب أكثر من 16 يوما قضاها الشاب خليفة الدوسري (18 عاما) في إندونيسيا برفقة عاملتهم المنزلية الهاربة، عاد صباح أمس الأول للوطن ولمقر إقامته بالمنطقة الشرقية وإلى أم الساهك تحديدا. والتقت “شمس” الشاب الذي تحدث عن علاقته مع عاملتهم الهاربة (ديوي) فقال: “كنت هنا برفقة أهلي وإخوتي نسكن في هذا المنزل وتتوالى علينا الخادمات بحكم حاجتنا إليهم، ولكنني كنت ألاحظ على خادمتنا هذه اهتماما كبيرا بي, فعندما أصحو من النوم مبكرا أجد فطوري وجميع مستلزمات مدرستي حاضرة ومرتبة, إضافة إلى نظرات عجيبة وغريبة كانت تطلقها نحوي، لم أبالِ بها ولم أشك يوما ما بأن هذه النظرات، وهذا الاهتمام سينقلب إلى سحر بعد ذلك”. وأضاف خليفة: “هذا التغير بدا واضحا قبل سفرنا بشهر تقريبا، حيث كنت أنا المسؤول الأول عن صندوق المال لعائلتنا وكانت تراني هذه الخادمة، وأنا أقوم بعدّ المال أحيانا”، ويضيف: “بعدها تفاجأنا أن خادمتنا هربت من منزلنا فأبلغنا الجهات الأمنية بهربها وتم القبض عليها حينها وذهبت ووجدتها هناك لدى الجهات الأمنية الذين طالبوا بتسفيرها وتحويلها إلى قسم الترحيل, فمكثت هناك إلى أن قمت بإحضار جواز سفرها وقطع تذكرة سفرها لتتمكن من السفر إلى بلدها”، وأضاف: “حينها شعرت بشيء غريب يدور من حولي وكأني أعيش في دوامة مزعجة، بعدها قمت بإيصالها إلى مطار الملك فهد بالدمام لتسافر على الخطوط السعودية إلى بلدها الساعة ال1.00 ليلا، وكانت تحاول أن تقنعني بالسفر فاقتنعت بشكل غريب وعدت من المطار إلى بيتنا لأحضر جميع أغراضي الشخصية وجواز سفري وسافرت معها”. ويضيف: “بعد وصولنا إلى هناك ذهبنا سويا إلى أحد الفنادق وكان برفقتنا خادمة أخرى كانت تعمل في نفس الفندق, وقضينا بعض أيامنا هناك للتنزه وكل هذا يجري ويحدث لي وأنا أشعر أني في عالم آخر غير الذي كنت أشعر به سابقا, لم أشعر وقتها بأني في وضع غريب أو غير طبيعي؛ حيث كانت الأمور تسير بالشكل الذي تريده الخادمة وأنا في شبه غيبوبة عما يدور من حولي، وقضينا هناك قرابة ال 16 يوما عشت عشرة منها بجوار هذه الخادمة متنقلين من محل إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى وجميع التكاليف التي صرفت من حسابي الخاص”. ويقول: “إضافة إلى ذلك فإنه لم تحدث بينه وبين العاملة علاقات جنسية، بل إنه رافقها إلى شاطئ للعراة وهو يرتدي ملابسه، (على حد قوله)”. وعن اتصالاته بأهله طوال تلك المدة ذكر خليفة: “لم يكن هناك أي تواصل بيننا طوال الأيام العشرة الأولى من سفرنا هناك، وبعدها بدأت بتهديدي وتخويفي كي لا أتصل بأهلي وقالت لي إنها صنعت لي سحرا ووضعته في مكيف المنزل (على حد تعبيره)، وعندها تقدمت إلى سفارة السعودية لأسجل جواز سفري عندهم كي لا أفقده وتم التعرف علي وعلى قصتي من قبلهم، وقضيت الأيام الستة بعدها وحيدا في مسكني هناك الذي قمت باستئجاره حتى أجد رحلة متجهة إلى السعودية أعود على متنها”. وقال حمد الدوسري والد الشاب: “لا أعلم كيف سمحت له الجوازات وهو ابن ال 18 سنة بالسفر إلى إندونيسيا وهو لا يحمل تصريح سفر يخوله بالسفر إلى هناك أو إلى دولة أخرى، وكيف أيضا يسمح له مكتب التسول بتسليمه الخادمة وهو ابن قاصر؛ فكل هذه الأمور ساهمت في هذه القضية”، وأضاف الوالد: “رفعت قضيتين ضد جوازات المطار لإمارة المنطقة الشرقية، وكيف سمحوا لابني بالسفر”، وأضاف: “لنفترض عدم رجوع ابني كيف ستحل (الجوازات) هذه القضية وكيف ستكون الأمور بعدها؟ فلن نتركهم وسنطالب بحقوقنا كاملة في حالة عدم رجوع ابننا سالما من هذا السفر؛ لكن الحمد لله على رجوعه”. ويضيف الوالد: “عند سؤالنا لأحد المسؤولين في (الجوازات) عن كيفية السماح لابني بالسفر رد علي بقوله ربما سحرت موظفنا هذه الخادمة كما سحرت ابنك، ولعلي هنا أقبل هذا العذر؛ فالوضع كان غير طبيعي وهذه الخادمة رسمت ومن خلال الطلاسم التي عثرنا عليها في المكيف بصورة طائرة وصورة رجل أمن وصورة قمر وصور أخرى غريبة”. وعن تعامل (الجوازات) بمعرفة اتجاه سفره ذكر: “للأسف لم نعلم بسفره إلا اليوم الثاني؛ فعند ذهاب أحد أبنائي لجوازات المطار ليستعلم عن اتجاه سفره طلبوا منه خطابا من شرطة المطار وعند ذهابنا إلى شرطة المطار طلبوا منا أن نحضر خطابا من شرطة صفوى، ولكن اتصل بنا “فاعل خير” من أمن المطار ليخبرنا بأن ابننا اتجه إلى إندونيسيا”. وعن مطالباته الحالية بعد رجوع ابنه سالما ذكر والد خليفة: “الحمد لله على رجوع ابني سالما معافى وحالته النفسية لا تزال سيئة ولا يزال يردد اسم هذه الخادمة على لسانه كثيرا خاصة في نومه ولا أطالب أحدا الآن بعد رجوع ابني”. ومن جهته قال مصدر مسؤول في السفارة إنهم تعاملوا مع قضية خليفة بالشكل المطلوب وأضاف: “خاطبنا المكتب الذي سمح لهذه الخادمة بالعمل بالسعودية بعد أن جمعنا كافة المعلومات والإثباتات في القضية ونشرنا صور هذه الخادمة هناك حتى توصلنا إلى موقع خليفة”، وأضاف: “إلى الآن لا تزال الخادمة هاربة ولا يزال البحث عنها ونأمل ألا تعود للعمل مرة بالسعودية، حيث عممنا على جميع المكاتب هذا الأمر”.