يحل المنتظر أخيرا.. نستقبله بالبهجة والترحاب.. بانتظار عام من الشوق والفرح لما يحمل من هدايا ومفاجآت وألفة وكل ما يمكنه أن يطفئ قليلا من شوق الانتظار، يأتي كالعيد يحمل الفرحة.. والآتين من أنحاء المعمورة وكل الهدايا التي نبتاعها آنسين بما ننفق عليها، فأهلا وسهلا كرنفال الكتاب.. وأهلاً بقوافل المثقفين والأدباء والإعلاميين من كل مكان.. ستحتضنكم الرياض وتنثر المحبة ياسمينا وعطراً، سيبارككم الله ويبارك اجتماعكم وجهدكم. معرض الرياض الدولي للكتاب هذا المعرض الفتي بدأ عملاقا ويواصل مسيرته كذلك.. يكرم فيه هذا العام المبدعون من التشكيليين، وكذلك أصحاب المنتديات الثقافية الذين كانت لهم جهودكبيرة في المشهد الثقافي السعودي وفي الحوار الذي كانت منصة له الكثير من هذه المنتديات التي خرجت من إطار النخبوية والكثير من القيود التي ربما فرضت على المؤسسات الثقافية الرسمية. دور النشر تجد لها في معرض الكتاب مجالا لتعويض خسائرها في المعارض الأخرى التي لم تجد رواجا أو نسبا شرائية عالية للكتب، كذلك منصات التوقيع حاضر فيها أصحاب الكتب الذين وقعوا للجمهور على الكتب التي روج لها حضورهم في معرضها. الندوات والتي لم تحمل التنوع المطلوب في محاضريها أو استيعاب أسماء خليجية وعربية كان من المفروض أن تحرض وتشارك فيها كنوع من التنوع الثقافي الذي قد يسهم في ثراء المشهد والتقاء المثقفين السعوديين بالعرب أيضا كان لهذه الندوات أهميتها على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب. الإيوان وهو الملتقى الحقيقي لضيوف المعرض والمثقفين من الرياض وخارجها والذي يعتبر مركز الحوار ومنتدى الفكر وتبادل الآراء ووجهات النظر وهو بدأ مع معرض الرياض الدولي منذ دورته الأولى وأصبح سمة بارزة وواضحة للمعرض. السنغال ضيف الشرف هذا العام وهي ظاهرة سنوية في معرض الكتاب الذي ميزه هذا العام حضور السنغال بالذات لما للحضارة الإسلامية من امتداد ظاهر ومؤثر حتى الآن في ثقافتها وفي الكيان الإفريقي ومما زاد الأمر روعة ترجمة الأدب السنغالي إلى اللغة العربية والعديد من الروايات المشهور أصحابها. القناة الثقافية التي سأتحدث عنها بعيدا عن رابطة العمل فيها وقد تألقت من خلال تغطيتها الشاملة للمعرض بدءا من ساعة افتتاحه في العاشرة يوميا إلى العاشرة مساء لتبدأ بعد ذلك لقاءاتها بالمثقفين في مقر إقامتهم في الفندق. حين تتجول في المعرض وفي قاعة الندوات وفي مقر استديو القناة تجد طاقما مميزا يعمل جهده ليشمل المعرض بكل فعالياته وبكل المشهد المبدع الذي يضمه ولاحتواء المثقفين أينما كانوا ومهما اختلفت أطياف إبداعاتهم، ربان هذا الطاقم مشرف القناة ومديرها الأستاذ المثقف محمد الماضي الذي يمتد مشواره الإعلامي الطويل عميقا في المشهد الثقافي المحلي والعربي من خلال عمله في التلفزيون السعودي وترؤسه لكثير من اللجان العربية الإعلامية والثقافية والتصاقه بالمثقف عن قرب وتقدير لإبداعه وإيمانه بحضوره من خلال الإعلام الذي يمكن المشاهد في المملكة والخارج من التعرف على مبدعينا. حين يجتمع هذا المشهد بهذه القدرات وهذه الإبداعات المتنوعة فحري بالنجاح أن يكون حليفا لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة وبهذا البلد المعطاء، وكل عام والكتاب وفكرنا ونحن بخير. [email protected]