أجزم يقينا أنه من دون سائر الأمور.. ومن دون مشاغل الحياة وشؤونها.. ومن دون كل الإعجاز العلمي الذي توصلت إليه البشرية.. من دون كل ذلك.. بل وأكثر من ذلك.. تبقى كرة القدم وهوسها لغزاً محيراً.. فهي ليست نتاج بحوث علمية.. ولا دراسات فلكية.. بل هي نتاج شعبي كأي موروث أتى بعفوية مطلقة.. لتكن كرة القدم هاجس الناس.. وشاغلتهم.. بل وشغلهم الشاغل.. فيصبح المرء بالكرة عن دنياه مشغولا.. فالهوس الكروي يعم هذا الكوكب.. ولم يستثن أحد إلا لماما. - ولكن.. أن يبلغ هوس كرة القدم لدينا لحدود غير معقولة ولا مقبولة.. فيحتاج إلى علاج ناجع يشارك في مؤتمراته وورش أعماله علماء الاجتماع وجهات اختصاص.. لوضع تصور في رفع مستوى الوعي الرياضي لدينا.. ويكون العمل بأمانة مطلقة للتمكن من نبذ هذا التعصب المقيت.. الذي يجثم على صدور الكثير من الجماهير السعودية. - هذا وقد طلب مني صديق عزيز استضافتي في (البالتوك) الخاص بناديه وأكد لي بأنهم بين الحين والآخر يستضيفون رؤساء أندية ومسئولين رياضيين وإعلاميين.. فقلت له: تعرف حساسية الجماهير تجاه إعلاميين قد لا يكونون على نفس توجههم.. مما قد تسبب إحراج لي ولك ولهم.. فأكد أن جمهور البالتوك لديهم على مستوى عال من الوعي الرياضي.. فقلت أعطني فرصة أتعرف على أحوال البالتوك و(البالتوكيين).. فوافق على هذه المهلة. - أنزلت برنامج البالتوك على جهازي.. ودخلت لموقع نادي صديقي العزيز.. فوجدتهم في جدال كبير حول مشكلة طارئة حلت بناديهم.. ثم عرجت على البالتوك الخاصة بالأندية السعودية.. فوجدت ثلاثة (بالتوك) لنادي النصر.. واثنان للهلال ومثلها للاتحاد.. وواحد للأهلي.. بينما بقية الأندية لا يوجد لها بالتوك.. وهذه (البالتوكات) ينشئها أنصار الأندية الذين يتكفلون بمصاريف هذه المواقع. - كان توقيت تعرفي على بالتوك الأندية السعودية في الأسبوع الذي سبق ديربي الرياض بين الهلال والنصر ضمن مسابقة ولي العهد -حفظه الله- وقد سمعت فيها ما يجعل الولدان شيبا.. وما لا يخطر على بال بشر.. فبزيارتي لبالتوك النصراوي أحسست أن أنصاره يغلون غلياً وينتظرون المباراة بفارغ الصبر.. مؤكدين فوزهم على الهلال دون جدال.. ويبشرون بعضهم بعضا بوجود خلافات في الجانب الهلالي.. وأكثر تلك المشاكل وهمية يختلقها أنصار النصر في البالتوك أو في بعض الصحف الصفراء.. ومؤكدين تجاوزهم للهلال في لقاء الأربعاء الشهير. - عرجت على الجانب الهلالي.. فكان طرح أنصاره مشوبا بالحذر من المباراة.. مع تأكيد بعض الأعضاء أن النصر لا يمثل مشكلة على الهلال.. ومدللين بفترة السنوات الخمس التي مرت بتفوق دائم للهلال على النصر. - هؤلاء الشباب الذين أعلنوا من الطرفين أن المباراة القادمة هي معركة حربية وليست مباراة كرة قدم بين فريقين سعوديين.. وهم يقضون أوقات طويلة جدا في البالتوك وهو مرتع التأزم والتأزيم .. وكل ليلة أجدهم جميعا وقد أصبحوا أكثر تأزما من سابقتها.. وأكثر إنهاكاً وتعباً ورهقاً وإرهاقاً.. وجلوسهم الطويل دون حراك.. يعرضهم بلا شك لأمراض السمنة والسكر والضغط وأمراض القلب وهم في ريعان الشباب. - أيضا.. هذا الحال المتأزم الذي وضعوا أنفسهم فيه.. ويزداد كلما اقتربت المباراة.. فماذا يكون وضعهم عند بدء المباراة وقد وصلوا للملعب ومنهم من لم ينم ليلة أو ليلتين ؟!!.. - إن ذلك يعني بوضوح أنهم انزلقوا لخارج إطار الرياضة.. وأدخلوا أنفسهم في نفق مرضي وموبوء بالقلق البالغ الذي قد يعرضهم إلى مشاكل نفسية.. وقد يظهر لدى البعض ذهان عقلي.. بينما الرياضة غير ذلك على الإطلاق. - من هنا أعتذر للصديق عن استضافتي في (بالتوك) ناديهم.. ثم إنني قد (كنسلت) البرنامج من جهازي.. وأخذت نفسا عميقا وقلت في نفسي : الله لا يعيدها من ساعات ملأى بالقلق والتأزم والضياع. نبضات ! - الأهلي.. هذا الفريق الحلم.. ينثر طيف إبداعه.. فتتراجع كل الأطياف.. ومباراته البارحة مع شقيقه الشباب إنما هي تحصيل حاصل لينتظر طرف المنازلة النهائية الآخرة.. فالكأس أهلاوي وإذا ذهب لغير الأهلي فقد أخطأ التوجه !! - تكفل الأستاذين عبدالعزيز العنقري وموفق الخوجة بمكافآت الفريق في كل مراحل بطولة كأس سمو ولي العهد.. لهي موضع وموقع ثناء وامتنان الجماهير الأهلاوية!! - عندما ننتقد فإننا ننتقد أعمالا لا شخوصا.. وليس كما انتقدت أنا ووضعت العناوين البارزة.. بأنني من أصحاب الأهواء.. وأصحاب الأهواء هم (المؤتفكة) كما ورد في القرآن الكريم.. ومع ذلك سأغلب النوايا الطيبة.. وأعتبر بما عنون وما كتب من باب الجهل بأمر جلل كقولهم (أصحاب الأهواء).. فهل هناك عاقل يقذف مسلم بأنه صاحب أهواء.. حسبنا الله ونعم الوكيل!! - الكابتن والأستاذ سامي الجابر رجل خارق ومتفوق وذكي بدرجة مذهلة.. فعندما كان لاعبا كان مؤثرا وبفعالية في نتائج الزعيم والمنتخب وبتميز نادر.. الآن وقد أصبح إداريا فهو يخلق ثقافة كانت غائبة عن ملاعبنا وإعلامنا.. وفرض لغة وصف الفريق الخصم (بالفريق الكبير) حتى أضحت على كل لسان.. عدا أنه غيّر الكثير من لغة الحديث الكروي وهو أدبا جديدا بملاعبنا فرضه ذكاء وفطنة وتربية وأخلاق سامي الجابر.. ومن ينكر ذلك فإنما يغالط نفسه لأمر في نفسه!!.. - اللاعب النصراوي المصري حسام غالي.. استباح الملاعب السعودية بالضرب والخنق والقادم ألعن.. غالي أوقف من اللعب في إنجلترا لتلكئه في الخروج من الملعب بعد أن أراد مدرب (أفيرتون) استبداله بلاعب آخر وإلقائه قميص أفيرتون على الأرض.. وهنا خنق اللاعب الواعد الجيزاوي وأمسك بقصبته الهوائية وهذه خطرة جداً جداً.. وأسال دماء المهاجم الأرجنتيني كلايدو -وهنا طنش بعض كتبة الأهلي .. وفي الديربي الأخير صفع اللاعب ياسر القحطاني ولا نعلم ما القادم.. ولا نعلم أين لجنة الانضباط.. وحسبنا الله!!