نعم إنه رجل صالح ولا أزكي على الله أحداً، نعم إنه رجل زاهد.. زهد في حب الدنيا، فهام كثير ممن يعرفه في محافظة الزلفي في حبه وتقديره، نعم أحبه الناس ولم يقدم لهم عطية، أحبه الناس رغم أنه لم يقدم لهم من حطام الدنيا شيئاً فيكسب حبهم، امتلأ جامع الملك عبدالعزيز ولم يكتف ذاك الجسد الطاهر بهذا الجمع بل اجتمع خلق لم أشهد لهم مثيلاً منذ سنوات في توديع هذا الرجل على مختلف أعمارهم الصغير والكبير، القريب والبعيد، ابن الوطن والوافد، كلهم شهدوا جنازة هذا الرجل المحبوب. لم يكن غنياً -رحمه الله- فيجامل في غناه، ولم يكن ذا منصب، كسب حب الناس من منصبه فجاءوا ليردوا له الجميل، عجيب أمر الناس، لكن إذا عرفت السبب بطل عجبك فالرجل أحب الله وهام حباً عظيماً في طاعته (نحسبه والله حسيبه) فأحبه الناس، كان بشوشاً يحب الخير لا يفرق في ابتسامته بين صغير وكبير ولا بين رفيع ولا وضيع، فالناس عنده في المحبة سواسية، لم أره في أي مناسبة إلا وأجده مبتسماً يتهلل وجهه نوراً وحباً لمن يقابل، تواضع لله فرفعه الله في محبة الناس له، فو الله لم يسد لي معروفاً، لكن الله وضع محبته في قلبي أدعو له كلما أشاهده وكلما يأتي ذكره، نعم عاش حوالي قرن من الزمان وذهب وهو لا يحمل في قلبه كرها لأحد بل إنه يحمل في قلبه الكبير حب الناس والحرص على توجيههم، نذر نفسه لدعوة الناس وتوجيههم ونصحهم، قبل الناس تواضعه وأخلاقه فقبلوا دعوته ونصحه، غفر الله لك يا أبا عبدالله وأسكنك فسيح جناته وعظم الله أجر أبنائك وأسرتك وجمعك الله مع ذريتك وزوجك في الفردوس الأعلى، مات عبدالكريم بن عبدالمحسن المسعود وذهب جسده الطاهر ولم يذهب ذكره العطر، ذهب جسده الطاهر ولم تذهب ذكرى ابتسامته الصادقة، ذهب جسده الطاهر ولم تذهب صفاته التي يدركها كل لبيب. أسأل الله أن يقبل طاعتك وألا يحرمك دعاء الناس لك وجعل قبرك روضة من رياض الجنة - أمين-.