الحديث عن ابن عبد العزيز قد لا تكفيه السطور، فالحديث عنه حديث القلب والروح والفكر المحلّق أبداً بسماءات إبداعه وكل ما قدّم للإنسان في المجالات المختلفة، فاعذروني إن سكبت ما احتشد في القلب تجاه هذا العظيم الذي جعل للثقافة أجنحة من نور وللمرأة صوتاً من ذهب لأنه أعادها لسابق سيرتها في عصر الإسلام، في محافل الحياة ومشهد الثقافة، إذا كتبت فلن أبالغ في مدحه وفي الوقوف عند سجاياه، وإن مدحت فلن أجامل، وإن دمعت العين حباً له فلن ألمّ القلب الذي يصفق له بكفه. مليك الإنسانية، صارت مملكته حضناً حانياً لكل من ينشد الأمان والدواء والعلاج، الأب الحاني حين يحتضن التوائم ويتكفل بفصلها لتورق من نبضها الحياة والأمل والبهجة فيمسح عناء ذويها وشقاء كان ليستمر طول الحياة لولا فسحة الأمل وهذه الإنسانية التي منحها المليك الحاني لكل من قصد مملكته. رجل الحوار.. وقد أعاد هذه الفضيلة العربية إلى الواقع وإلى حيز الوجود، فدعا إلى حوار الثقافات والأديان.. وأسس لقنوات الحوار الوطني، وكان الرجل ذا الرأي السديد الذي يقصده قادة العالم لطلب مشورته. رجل المهمات الصعبة.. الذي استطاع بحنكته حماية البلاد من مآسي انتكاسة الاقتصاد التي أصابت العالم أجمع ونجت منها المملكة العربية السعودية. الرجل الذي يقدّر العلم ويحتفي بالمبدعين والعلماء أينما كانوا، فتحتفي به دور العلم والمعرفة التي طالما أنار سماءها وعزَّز وجودها العالمي وقد تشرّفت جائزة اتحاد المكتبات العربية بمنحه جائزتها كما تشرَّفت جائزة الملك فيصل العالمية قبل سنة بمنحه جائزة خدمة الإسلام وقضاياه. الرجل الوطن.. والذي تباركت بإنجازه مدينة ثول بجدة التي أنارت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أركانها وأصبحت هذه القبلة بيتاً للحكمة ومقصداً للجميع من كل صوب. أحبه الشعب وأخلصوا له.. أحبه الناس في كل مكان في العالم.. واعتبروه القائد الأكثر شعبية في العالمين العربي والإسلامي وهذا باستطلاع أجرته مؤسسة بيو الأمريكية مؤخراً. هو مليك صافح المجد فصافحته الحياة وأهدته نجاحاً تلو نجاح وتميزاً تلو تميز.. مليك سما بالعلم واحتفى بالعلماء والمبدعين وبدور العلم والمعرفة.. وقريباً ما سنرى فرعاً لمكتبة الملك عبد العزيز العامة في الصين وجائزة تنطلق في اليونسكو ومهرجاناً يضم التراث والثقافة يحفل بقاصديه من كل مكان، وقد تحول الحرس الوطني فيه إلى حارس للثقافة والتراث. وأي احتفاء هذا غير أن هذه الأرض تكرّمت به مليكاً وقائداً وسيداً وابناً لأرض هي الأجدر بالحب والتضحية، فهنيئاً لها ولنا بهذا القائد الماجد. [email protected]