تحتفي وزارة الثقافة والإعلام -دائمًا- بالمبدعين من الشعراء وكتّاب القصة والرواية في بلادنا، وتقيم لهم مناسبات كبيرة، وتكرّمهم، وبخاصة عندما يفوزون بجوائز في مناسبات خارجية، والحفل الكبير الذي أقيم مؤخرًا بنادي جدة الأدبي تكريمًا للروائية رجاء عالم بمناسبة فوزها بجائزة البوكر العربية، والروائي يوسف المحيميد بمناسبة فوزه بجائزة أبي القاسم الشابي، يؤكد مدى اهتمام الوزارة وحرصها على تكريم المبدعين الذين يستحقون وهم ينالون جوائز خارجية، فيكون من الأولى أن نكرّمهم نحن هنا داخليًا، وبخاصة عندما يكون الحفل على مستوى لائق وبحضور رجل الثقافة والإعلام الأول، فهذا في حد ذاته تكريم من نوع آخر. ومن مبدأ (المثل بالمثل)، ومن منطلق أن التكريم واجب لكل مبدع أو مبدعة، ولأن الإبداع ليس محصورًا في أناس معينين، أو فئات معينة، فإنني أطالب بأن يكون لأهل الفن نصيب من هذا التكريم والتقدير، فهذه رائدة المسرح السعودي الكاتبة الدكتورة ملحة العبدالله تحقّق إنجازًا إبداعيًا جميلًا يُجيّر باسم الوطن، فقد فازت الدكتورة ملحة قبل أيام بالمركز الأول في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما في نسختها العربية عن نصها المسرحي «العازفة»، فألا تستحق هذه المناسبة أن نقدّرها كما قدّرنا فوز رجاء عالم ويوسف المحيميد!.. وللعلم لا أكثر فإن جائزة الدكتورة ملحة هي جائزة «دولية» بمعنى الكلمة، وهي جائزة مرموقة، وأن تفوز بها مبدعة عربية فهذا في حد ذاته إنجاز، فكيف بالفائزة وهي سعودية رائدة في مجال المسرح! وأوجّه تحية شكر لوكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان الذي قدم تهانيه إلى الدكتورة ملحة عبدالله بمناسبة فوزها وتوجيه الدعوة لها للمشاركة في تأليف سلسلة «نصوص مسرحية» التي تصدرها وكالة الوزراة للشؤون الثقافية، وهذه بادرة رائعة من الدكتور ناصر وبخاصة سرعة تفاعله مع الحدث وتهنئته لمبدعتنا الدكتورة ملحة في الوقت المناسب، ولكن -اسمحوا لي- يظل طموحنا أكبر. أتمنى أن نكرّم جميع مبدعينا ومبدعاتنا، وألا يقتصر التكريم والتقدير على فئات معينة، ففي مجال الفن أيضًا لدينا الكثير من المبدعين والمبدعات الذين لهم اسهاماتهم البارزة، وهؤلاء يستحقون التفاتة، فمثلًا في الفترة القربية الماضية فاز مصور بالميدالية الذهبية ضمن مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي 2010م والتي تشرف عليها المنظمة العالمية للتصوير (فياب) وهو المصور ظافر الشهري، وقبل أيام فاز مصور آخر بالميدالية الذهبية في باريس للتصوير الفوتوغرافي للهواة والمحترفين العالمية 2011 وهو المصور ثامر بن سعد الحسين، وقبلهم، وبعدهم إن شاء الله، سنقرأ ونتابع فوز مبدعينا ومبدعاتنا من أهل الفن، مسرحيين، ومطربين، ومصورين، وتشكيليين، وسينمائيين.. فبلادنا مليئة بالمبدعين والمبدعات، ويبقى المهم وهو أن نقدّرهم (جميعًا) بلا استثناء، ووزارة الثقافة والإعلام وهي تنتهج هذا النهج المحمود في تكريم المبدعين والمبدعات، فهي مطالبة بأن يعم هذا النهج جميع الفئات، جميع المبدعين والمبدعات، ولا شك أن مبدعنا الكبير مبدع الثقافة والإعلام معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة لا يألو جهدًا في تكريس هذا النهج المحمود الذي تبّناه هو شخصيًا ليشمل الجميع بلا استثناء. * * * لا أختلف أبدًا مع ما ذكره الأستاذ عبدالملك عثمان فراش في تعقيبه المنشور الأسبوع الماضي حول ما كتبته قبل ذلك عن مفاجأة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وبادرته التي أطلقها عن عزم الوزارة تكريم مجموعة من الفنانين السعوديين. وأنا أؤيد الأستاذ عبدالملك بأن تراثنا الفني يشمل أسماء كبيرة غير الذين ذكرتهم، وهذه حقيقة، فبلادنا الحبيبة زاخرة بالأسماء الكبيرة التي تستحق أن نحتفي بها ونقدّرها، ولكن المهم يا أستاذ عبدالملك أن نعيش هذه البادرة على أرض الواقع، وهذا ما نأمله من رجل الثقافة والإعلام.. الشاعر المثقف الفنان. وأكرر ما قاله الأستاذ عبدالملك في ختام تعقيبه بقوله: «وما دمنا بصدد التقدير والثناء لوزير الثقافة والإعلام على فكرة التكريم للفن والفنانين، أتمنى لو يُقام حفل سنوي تكريمي بجائزة من الدولة للمبدعين في المجالات العلمية والثقافية والفنية». شكرًا للأستاذ عبدالملك فراش.. وكل آمالنا ورجائنا نبثه إلى معالي الوزير المثقف مع خالص التقدير. إحساس تخونك.. كلمتين حلوين تخونك.. دمعتين اتنين تخونك.. عشرة الأيام تخونك.. في هوانا سنين إن كان جفاك مقصود.. أقابلوا بصبري وإن كان رضاك موجود.. أفديه أنا بعمري (سهرانين)