سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاشك في ان حديث الساعة ليس على الساحة المحلية بل القارية والدولية مرض حمى الوادي المتصدع الذي يخرج لأول مرة من مهده إلى دول خارج أفريقيا اليمن ومنطقة جازان السعودية . ولقد لمسنا المتابعة المستمرة من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وتوجيهاته السامية للوزراء المعنيين ببذل المزيد من الجهد وحرصه الدائم حفظه الله على صحة ومصلحة المواطنين، وتسخير جميع الامكانات في سبيل التخلص من ذلك المرض الخطير، ومكرمة مولاي بصرف تعويضات لأصحاب الاغنام والمواشي النافقة بسبب المرض . وهو ما تعودناه نحن الشعب السعودي الأشم. وقد تطرق بعض الاخوة من أهل منطقة جازان عن بعض ما يخالجهم، وأود توضيح أن الأمر لا يعني أهل جازان وقراها بل كل مواطن آلمه ما حدث ونشاركهم مأساتهم ونسأل المولى لهم الأمن والسلامة. وكما قالت الكاتبة الاستاذة فوزية أبو خالد :بأن ظهور ذلك المرض قد أصاب المواطنين برعب شديد والحاجة ماسة إلى الأمن النفسي والصحي معاً وأقول بان الامن الصحي لأهل المنطقة والامن النفسي لنا جميعاً ولعل ما تطرق له الأخ محمد عواجي في عدد الجزيرة 10226 يوم الاربعاء الموافق 29/6/1421ه من اعتراض على وجود وحدات صحية وضعت في المداخل البرية لبعض المدن وكذلك في المطارات لفحص القادمين من منطقة جازان للتأكد من عدم إصابتهم بذلك المرض وللحد من انتشاره، ومناشدته بمراعاة الجانب النفسي للمغادرين بأن تجرى الفحوصات عليهم قبل المغادرة وليس بعدها، ولا يلام الأخ إلا انه تناسى أن للمرض فترة ركود حيث يمكث الفيروس لسبعة أيام ومن ثم يبدأ ظهوره وانني في هذا الصدد اناشد المسئولين بعدم مغادرة المنطقة إلا من ثبت خلوه من المرض بعد ان يتم عزله المدة الكافية لثبات شفائه وذلك تحقيقاً للقاعدة الشرعية كما فعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين عندما يظهر مرض في بلاد يمنع أهلها من الخروج ويمنع كذلك من دخولها وتصديقاً لذلك في مرض الطاعون وهذا بمثابة طاعون العصر نسأل الله الشفاء للجميع ويفترض التوجيه الديني لأهالي المنطقة فمن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له والدولة أعزها الله وفرق العناية أو الامن الصحي بتواجد أصحاب المعالي الوزراءالصحة والزراعة والبلدية والشؤون القروية وكذلك الفرق الصحية المتكاملة واستنفار معالي أمير المنطقة لكافة الجهات المختصة والمختلفة، ويجب ألا يهضم ذلك، وكذلك تعقيباً على الاخ محمد شراحيلي عندما كتب في عدد الجزيرة 10227 يوم الخميس الماضي من رجب 1421ه بتهجمه وهضم أدوار تلك الجهات وعلى رأسها إمارة المنطقة التي هي من ضمن ثلاث عشرة إمارة في المملكة، والدولة رعاها الله لم تفرق بين منطقة وأخرى، وفي نظام المناطق الجديد اعطي لكل أمير منطقة مزيداً من اللامركزية والصلاحيات المتمثلة في امكانية الاتصال بالوزراء ورؤساء المصالح الحكومية مباشرة لبحث أمور المنطقة وتنميتها. وإن كان هناك قصور فيعود لمجلس المنطقة الذي يمثله أهالي المنطقة الذي يبحث احتياجات المنطقة ومن شروط العضوية في المجلس الإقامة والانتساب للمنطقة وعليهم يقع القصور. اما الأسباب التي ذكرها الأخ لمحاربة أسباب الداء فهي في الحقيقة تمويه واستمرار للمرض وليس لاستئصاله، وما صرح به معالي وزير الزراعة بأن المواشي التي في المحاجر وكل مالدى التجار والقادمة بطرق نظامية سليمة 100% وأن سبب المرض هو تهريب بعض المواشي بطرق غير مشروعة من الدول المجاورة اليمن ، وحسب رأيي قد يكون جشعاً وحباً للمال وهذه النتيجة وليس السبب التيار الكهربائي او غيره من الخدمات الضرورية التي يجب المطالبة بها في وقت ومكان مناسبين وأن نستغل مثل هذه الفرص غير المناسبة التي تتعارض مع الجهود المبذولة حالياً للقضاء على المرض، في الوقت الذي نسعد جميعاً بشفاء 42 حالة حتى يوم الخميس 1/7 فإننا نشقى لوفاة 39 حالة ونشقى اكثر عند سماعنا بانتشار المرض بخروج مريض من المنطقة الى مناطق اخرى كما حدث في الرياضوجدة والدمام والحمد لله فإن السيطرة على المرض ممكنة ويتبقى تعاون جميع المواطنين ولعل اولهم وأهمهم سكان جازان وانني ابشرهم وكذلك الاخوين المحمدين العواجي والشراحيلي بإن ذلك سيكون فاتحة خير للمنطقة ولن تترك الدولة اعزها الله ممثلة في حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره لن تترك الوضع على حاله بل سيتم توفير احتياجات المنطقة ولن يتكرر بإذن الله ما حدث ولن يحدث في أية منطقة من مناطق بلادنا العزيزة ولا أحد يتمنى ما حدث ولكن كما قيلرب ضارة نافعة وإنني معكما قلباً وقالبا وأسأل الله الأمن والسلامة للجميع وان يرحم المتوفين بهذا المرض . واتمنى أن يفهم قصدي والله من وراء القصد وهو الهادي لسواء السبيل والسلام عليكم. إبراهيم بن عيسى العيسى