شيعت محافظة الرس علماً من أعلامها، ووجيهاً من وجهاء المنطقة، ورجلاً من رجالات بلادنا... الشيخ صالح بن مطلق الحناكي الذي هيأ حياته - رحمه الله - للأعمال الخيرية بمحافظته ومحافظات المنطقة وبقية المناطق، ووصلت المشاعر المقدسة بمنى ومزدلفة وعرفة، وساحات البيتين المكي والنبوي، في شهر رمضان الكريم، والأشهر الحرم، ووصلت صدقاته بيوت الفقراء والمساكن والأرامل داخل أحياء مكةالمكرمة؛ فالحناكي حي بمآثره الخيرية التي يتحدث عنها أبناء الأحياء الفقيرة بمحافظته، ويتحدث عنها من يصل إلى المحافظة، ويصل إلى أبواب قصره العامر التي يجدها مشرعة لعابري السبيل والفقراء والمساكين، وتقديم كرم الضيافة لأقربائه وأصدقائه وجيرانه، وضيوف المنطقة وأعيانها، فإذا وصلت إلى قصره وجدت وسائل النقل محملة من الصدقات والزكوات والهبات إلى المحتاجين من خارج المحافظة وتصل إليهم في أحيائهم ومضاربهم ومراكزهم... إنه رجل خير لن ينساه الذين وجدوا فيه نعم المعين بعد الله سبحانه وتعالى. كما لن ينساه المنتسبون إلى الجمعيات الخيرية بالمنطقة وبقية المناطق؛ إذ إنه سباق لبذل الصدقات التي تستقبلها الجمعيات وتوزعها على المحتاجين الذين يقدرون هذا العطاء، عطاء ابن القصيم البار الذي لا يخشى الفقر، إنه رجل من رجالات بلادنا الأوفياء الذين لن ينساهم أبناؤها ولن ينسوا مآثرهم؛ لأنه من الذين هيأوا حياتهم من أجل بذل الخير الذي سوف يبقيهم أحياء وتسجل مآثرهم في سجلات التاريخ بمداد من الذهب. إن فقد الحناكي جرح غائر في أكباد وقلوب الذين وصلت أيادي كرمه وعطائه إلى الداني والقاصي من الفقراء واليتامى والأرامل، وأحدث فقده حزناً وألماً لأبناء بلادنا؛ لأنه علم من أعلامها الذين امتازوا بوطنيتهم وحبهم لولاة أمرهم الذين يقدرون وطنيته وإنسانيته التي وصل صداها إلى خارج مسقط رأسه.. هنيئاً لمحافظة الرس التي أنجبت هذا المواطن الصالح الذي بذل أطيب الزكوات وأفضل الصدقات وخير الهبات للفقراء الذين وجدوا فيه الأب الحنون، والأخ العطوف، والصديق الوفي الذي شرع أبواب قصره العامر لمن يعرف منهم، ومن لا يعرف لاستقبالهم وضيافتهم وإكرامهم... إنه نعم المواطن الذي بقيت مآثره خالدة في ذاكرة أبناء المنطقة الذين يقدرون الأعمال الوطنية والإنسانية، وعلى رأسهم أميرها فيصل بن بندر، ونائبه الأمير فيصل بن مشعل؛ إذ إنهم – حفظهم الله - يقدرون الأعمال التي يقدمها المواطنون، ويعدونها مآثر تخلد ذكرهم في سجلات تاريخ الوطن. أحمد المنصور