لم يكد يجف مداد موضوعي هنا الأسبوع قبل الماضي بما تضمنه من تحذيرات موجهة صوب من يعنيهم أمر الهلال.. الغرض منها ضرورة التحسب لما قد يدور خلف الكواليس من ممارسات معتادة في مثل هذه المنعطفات والمراحل المصيرية من الموسم تجاه الهلال تحديداً على غرار ما حدث الموسم الماضي (؟!). أقول: لم يكد يجف مداد ذلك الموضوع حتى أطلت أولى بوادر تلك المحاذير برأسها ممثلة بالقرار الانتقائي ضد الروماني (رادوي)، والهادف إلى إيقاف وتعطيل الفريق الأزرق عن المضي في توهجه وتصدره (؟!). ولثقتي في مدى حصافة وحنكة من يسيرون أمور الفريق.. لذلك لم أشأ التطرق إلى نوعيات وماهيات تلك المحاذير وذلك من باب (الحر تكفيه الإشارة). لعل من أهم تلك المحاذير ضرورة التنبيه الشديد على نجوم الفريق إلى تحاشي الاحتكاكات ببعض العناصر الممنوعة من اللمس في بعض الفرق المعينة قدر الإمكان حتى لا تجدها الجهات المتربصة ذريعة للإيقاع بالفريق عن طريق استهداف عناصر القوة فيه بالإيقافات الانتقائية.. لا سيما وأن لدى (جريتس) من القدرات ما يمكنه من إيجاد بعض الحلول البديلة، وبالتالي حماية عناصره وتفويت الفرصة على المتربصين. وما أكذوبة ال (50%) من أعضاء اللجان.. فضلاً عن الدسيسة الإعلامية المحبوكة المتمثلة بفرية شكوى نائب الرئيس، إلا أحد المؤشرات القوية على أن القوم قد جمعوا لكم كالعادة (؟!!). لنعطي كل ذي حق حقه؟! لكي ينصف المرء ذاته وكلمته.. لابد أن ينصف الغير دون أن يأخذه في ذلك لومة لائم. وبما أننا نتفق جميعاً بمن فينا (ألدّ) الخصام حتى وإن لم يعلنوها.. على أن مكتسبات ومميزات هلال القرن وزعيمه هي من جعلت منه قمة في كل شيء لا يضاهيها في الشموخ والسمو إلاّ قمة (ايفيرست) الشهيرة. لذلك: دعونا ننصف الفريق النصراوي، وأن نمنحه حقه المكتسب بعيداً عن التهويل.. وبعيداً عن أية عوامل قد تذهب بصاحبها إلى مواطن الزلل فيضل ويضلل. ولأن المحك هو المعتمد والمعوّل عليه عادة في فرز الذهب من النحاس رغم التشابه بين المعدنين إلى حد بعيد. ولكي ننصف العالمي.. لابد أن يكون محكنا أو مقياسنا هنا في مستوى الرغبة للوصول إلى الهدف المنشود دون زيف أو تلفيق.. وحتى نكون أكثر ملامسة للحقيقة. إذن: لا يوجد من هو أجدر وأكثر أهلية من المحك (الأزرق) لتحقيق الغرض المراد تحقيقه في سبيل إعطاء النصر حقه. ذلك أن التاريخ يحتفظ للنصر بحقه في شرف كونه أقرب الفرق إلى الهلال قياساً بعدد مرات الفوز.. رغم أن بعض تلك الفرق تتفوق بمدد طويلة عن الهلال والنصر من حيث الأقدمية والتواجد على الساحة. ومع ذلك ظل الهلال يحتفظ برصيد كبير من الفارق العددي لصالحه عليها جميعاً، ولا يقترب منه في هذه الخاصية إلا النصر، وهذه مفخرة يتميز بها النصر عن سواه من فرق الدوري قاطبة. كما يحق لعشاق الفريق النصراوي التغني بميزة كون فريقهم هو الوحيد الذي حصد أربع نقاط من أمام الهلال هذا الموسم، وقد ينتهي الموسم وهو ما يزال يحتفظ بهذه الميزة.. إذا لم يفعلها الفريق الشبابي بذات السيناريو النصراوي عطفاً على تشابه نتائج مباريات الدور الأول. كذلك من حق النصراويين أن يتباهوا كثيراً بكون فريقهم هو الوحيد من بين الفرق الذي تمكن من إلحاق الهزيمة الأولى بالهلال المتصدر هذا الموسم، والذي لم يهزم على مدى (14) جولة. ولا يعنيهم إن كان عميد لاعبي العالم ورفاقه كانوا في يومهم أم لم يكونوا على اعتبار أن المنطق يتوقف عند النتائج والمحصلات، ولا يلتفت إلى التبريرات (؟!!). أفلا يستحق النصر بعد هذا كله أن نقول له (برافو).. وهذا حقك (؟؟). كيف يقرأ هؤلاء؟! كنت قد عقدت العزم على تخصيص إحدى فقرات زاوية اليوم لتناول موضوع عقوبة (رادوي)، ولكنني عدلت عن ذلك بعد البيان الهلالي، وبعد أن أخذ الموضوع حقه من الطرح والوقت، وبالتالي فلم يعد ثمة حاجة إلى تناوله.. هكذا كان تصوري. غير أنه وحتى يوم الخميس لم تتوقف الأقلام الصفراء عن اجترار الموضوع وممارسة الولولة والشجب والتنديد.. تارة تطالب بنفي رادوي من الأرض على غرار ما كانوا يمارسونه بحق قائد فريق الريان القطري حالياً البرازيلي (تفاريس) عندما كان يمثل الهلال (؟!!). وأخرى يستنكرون ويلطمون احتجاجاً على بيان الإدارة الهلالية حول القضية، والذي اعتبروه جريمة في حق أحاسيسهم المرهفة جداً (!!). السؤال: هل يقرأ أولئك الكتاب ولكنهم لا يفهمون، أم أنهم يفهمون ولكنهم يتعمدون الدخول بالعرض لأن هناك من يصفق لهم بكل بلاهة، ولا يهمهم رأي القارئ الواعي (؟!!). من الأمثال الجنوبية: (يا بخت من جاه نذيره بدري)