انتهت مباراة النصر والهلال بهزيمة النصر، وهذا لم يكن غريباً عطفاً على نتائج الفريقين في السنوات الأخيرة ونتائجها العامة في هذا الموسم. لكن ربما من شاهد المباراة قد أحس باختلاف جذري في النصر على الصعيدين الفني والمعنوي لم نعهده في السنوات الأخيرة حتى في بعض المباريات التي تعادل فيها النصر أو فاز على الهلال. عدة ملاحظات سجلتها على فريق النصر وربما يوافقني الأغلبية فيها وسألخصها في نقاط : * كان أحمد عباس نجم المباراة الأول، و في نفس الوقت كان النقطة الأضعف في وسط النصر: فقد كان شعلة من النشاط واستطاع قطع واستخلاص اغلب كرات الهلال بقوة ولكنه للأسف كان يفقد الكرة بسهولة تامة، بل أحيانا بدون اشتراك يقوم بتمريرها بالخطأ!. و هنا يأتي دور المدرب في توجيهاته. * نفذ لاعبو النصر أكثر من خمس و عشرين كرة عرضية لم تشكل إحداها أي خطورة على مرمى الهلال، بل جاءت بشكل يثير الشفقة أحيانا. وهذا خطأ يتحمله المدرب بلا شك ولاعبو الخبرة وفي مقدمتهم : عبدالغني والدوخي. * كان دور سعود حمود سلبياً كعادته في كل المباريات، فهو يحتفظ بالكرة ويحاول الاختراق ويستمر حتى يفقد الكرة، ومن سابع المستحيلات أن يمرر الكرة للاعب آخر ولو اضطر لتركها للخصم!! وكان من الأولى تركه مع الفريق الأولمبي الذي كان ينافس أو إعادته لمركز الوسط الأيمن على الأقل. * نقطة لا تقل أهمية وهي الارتداد ببطء شديد، وكان يجب على اللاعب بدلاً من السير بالكرة وبطريقة عرضية أحيانا، أن يمرر الكرة لزميله فالكرة أسرع بلا شك، ثم يقوم بالتقدم والإسناد. أكاد أجزم أنه لو كان سعود في الهلال أو الاتحاد لما حققا أي فوز في هذا الموسم، فلا نستغرب نتائج النصر في ظل وجود هذا المهاجم العقيم. ربما يردد البعض بأن الهلال عرف كيف ينهي المباراة لصالحه بأقل مجهود وهذا غير صحيح، وكل من تابع المباراة يعرف بأن الهلال كان أقل من النصر (فنيا وروحاً) في الشوطين ولكن ربما تراجعت لياقة النصراويين في الشوط الثاني نتيجة الحماس والضغط على حامل الكرة في الشوط الأول، وما يثبت هذا الكلام هو أن أبرز لاعبي الهلال طوال الموسم (رادوي،ويلهامسون) وآخرين كانوا خارج الفورمة تماماً و قتاليتهم على الكرة : صفر. فيما جاءت الخطورة عن طريق الدوسري ثم العابد وكانت بشكل فردي بحت. ما لفت نظري في المباراة هو الانضباط التكتيكي للاعبي الوسط طوال المباراة جاء بعده خط الدفاع ثم الهجوم كأضعف الخطوط!. كذلك كانت الروح في قمتها حتى بعد تسجيل الهلال لذلك الهدف الذي جاء في وقت خطير (على مستوى الروح) وبعد أفضلية نصراوية مطلقة. الحارس العنزي كان أحد نجوم المباراة ولا يقلل الهدف من مستواه، فقد استقبلت شباك الحارس الشهير (شمايكل) عشرات الأهداف الأرضية وخصوصا في الزاوية البعيدة، وهذا الهدف يتحمله غالب وماكين بالدرجة الأولى اللذان تركا للاعب الهلال حرية التسديد (مرتاحا). المدرب لم يكن جيداً وابرز ما قام به المدرب في تلك المباراة، أنه ترك (الاختراعات) جانباً، وإن كان يعاب عليه تأخيره للتبديل الثالث لآخر خمس دقائق. ربما أن أبرز العوامل التي ساعدت على ارتفاع المستوى الفني للاعبي النصر : هو قلة الضغط عليهم والذي تمثل في عدة عوامل أبرزها : ضعف الحضور الجماهيري والذي كان يقدر ب (8000) آلاف كان ثلثيهم من مشجعي الهلال، وهذا الغياب الجماهيري النصراوي خفف الضغط على اللاعبين... أيضاً ابتعاد إدارة النصر عن أي تصريح أو إثارة وعدم طلبها لحكام أجانب أوعز للاعبي النصر بأن المباراة لا تستحق كل ذلك الضغط. المستفاد من هذه المباراة : هو أنه يجب على لاعبي النصر ومدربهم أن يعرفوا أنهم بإمكاناتهم الحالية، قادرين على المنافسة وتحقيق البطولات متى ما لعبوا بانضباط فني رفيع – وقد سبق أن لعب النصر موسماً بدون أجانب واقتحم المربع الذهبي ونافس بقوة على البطولة وبلاعبين يقلّون بإمكاناتهم عن الموجودين حالياً. على فكرة : * كان دخول عباس بمرفقه على رادوي تهوراً يستحق البطاقة الصفراء وقد نالها، و لكن رادوي بادر بأخذ حقه بيده و بشكل أعنف، فقد أمسك بذراع عباس ولواها ليدور به نصف دائرة قبل أن يسقطه على الأرض، وسلم عباس ولله الحمد، والقانون يعاقب من يأخذ حقه بيده حتى لو كان متضرراً، وهذه لو فاتت على الحكم، فكيف تفوت على لجنة الانضباط؟؟ * ضربتي جزاء خلال الخمس دقائق الأولى اعترف بها المحللون وفي نهاية تحليلهم قالوا: أخطاء الحكم لم تغير مجرى المباراة!! * بالنسبة للمصافحة : أعتقد أنها لا تستحق هذا الضجيج، وإن كان في القانون عقوبة لعدم المصافحة فيجب إيقاعها على رادوي فهو القادم للمصافحة وليس عبدالغني – وإن تخالفت يداهما بهذا الشكل الذي يوحي بأن كل منهما قد (بيّت) النية لذلك. وهذا يدل على أن هذه الحركة معروفة في أوربا ولم نشاهدها من قبل – فكلاهما قادمين من الملاعب الأوروبية. * يجب على الشبابيين أن يعرفوا بأن سعد الحارثي غير متاح، وإنهم لن يحصلوا على أي مكتسب نصراوي إلا عندما يرغب النصراويون بذلك، وعليهم الاكتفاء بناصر الكنعاني وحقوي (وكثير عليهم). * شكل التذاكر يحدده المستضيف، وله الحق في تصميمه كيفما يشاء، ولا أدري ماذا يريد الهلاليون من التذاكر غير كتابة اسم الهلال كطرف في المباراة؟ هل يريدون من النصراويين مثلاً كتابة: [الهلال الحاصل على لقب نادي القرن بعد مجهودات الأستاذ أحمد القرون وعضو شرف هلالي بالاتفاق مع رئيس اتحاد يقال له الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء]!!. * نكتة الموسم : هي سخرية الهلاليين من عدنان جستنية ورفضهم الفصل بين (رئيس مركزإعلامي وكاتب)، بينما يقول رئيسهم المقاطع للقناة الأبرز : أنا أكلمكم بصفتي الشخصية فلا تكتبوا رئيس نادي الهلال!!.