أكدت «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا)، نجاح مهمة مسبار «نيو هورايزنز»، بعدما أفلح في الاقتراب بدرجة كبيرة من بلوتو، جامعاً معلومات كثيرة من شأنها تعزيز المعلومات المتّصلة بهذا الكوكب القزم. وقام المسبار الذي اقترب إلى مسافة لا تتعدى 12 ألفاً و400 كيلومتر من بلوتو، بعد رحلة استمرت تسع سنوات لمسافة قاربت 5 بلايين كيلومتر، ببعث رسالة ليؤكد نجاحه في المرور بمحاذاة الكوكب القزم من دون مشاكل. وتلقى الخبراء التقنيون في «ناسا» بارتياح هذه الرسالة قرابة الساعة 00:55 بتوقيت غرينيتش صباح اليوم، بعدما كانوا يخشون احتمال حصول مشكلة تقنية. وقالت مديرة العمليات في المشروع أليس برومان، إن «لدينا مسباراً في حال سليمة»، مؤكدة تلقّي الرسالة التي بعثتها المركبة الفضائية بنجاح، ما أثار موجة فرح عارم في أوساط زملائها داخل مركز التحكّم في لوريل بولاية ماريلاند شرق الولاياتالمتحدة. ويعتبر «نيو هورايزنز» أسرع مسبار أرسله البشر إلى الفضاء، إذ مرّ بمحاذاة الكوكب القزم بلوتو بسرعة تلامس 49 ألف كيلومتر في الساعة. وبهذه السرعة الهائلة، كان أي عائق صغير حتى بحجم حبة رز ليؤدي إلى تبعات كارثية. وخلال بضع ساعات، خزّن مسبار «نيو هورايزنز» كمية قصوى من الصور والمعلومات في شأن بلوتو، وهو جرم لا يعرف عنه الكثير. ولم يكن ممكناً للمسبار التواصل في شكل فوري مع التقنيين الموجودين على الأرض. وانقطع الاتصال لبضع دقائق قرابة الساعة 20:30 بتوقيت غرينيتش أمس، لإرسال 15 دقيقة من البيانات من بعد. وتطلب الأمر أكثر من أربع ساعات لوصول هذه البيانات من المسبار إلى تقنيي «ناسا». ويبدأ المسبار بإرسال هذه المعلومات القيمة، التي من شأنها كشف الكثير من الحقائق المرتبطة بالكوكب القزم بلوتو، اعتباراً من اليوم. وسيستغرق نقل البيانات المجمعة خلال هذه الرحلة التاريخية، 16 شهراً». ويواصل «نيو هورايزنز» رحلته متّجهاً إلى حزام «كايبر»، وهو سحابة هائلة من الأجرام الصغيرة خارج مدار نيبتون.