وجّهت الصحف الأرجنتينية انتقادات لاذعة إلى نجم المنتخب الأرجنتيني ونادي برشلونه الإسباني ليونيل ميسي بعد الخساره التي مُني بها منتخبه أمام منتخب تشيلي الفائز في لقب «كوبا اميركا 2015». ولم تكن هذه الخسارة الأولى التي حرمت الأرجنتين من لقبها الأول منذ 1993، إذ خسرت ثاني نهائي لها خلال عامين بعد هزيمتها أمام ألمانيا (صفر-1) في نهائي كأس العالم 2014 في البرازيل. وكتبت صحيفة «تيمبو أرجنتينو» أن «المنتخب أخفق في إنهاء انتظار دام 22 عاماً»، فيما وصفت صحيفة «أوليه» الخسارة ب«الكابوس». وجاء في صحيفة «لاناسيون» أن «منتخب تشيلي تغلب على نظيره الأرجنتيني الذي كان يبدو أنه لا يقهر»، وأضافت أن «الحسرة انتهت، الاحباط انتهى، تشيلي بطل كوبا أميركا... للمرة الأولى تغلبنا على حقيقة أن التتويج هدف بعيد المنال». ويبدو أن ميسي لم يتحمل الانتقادات التي وُجّهت إليه واتهامه بالاخفاق في قيادة المنتخب إلى منصات التتويج، إذ تناقلت الصحف الأرجنتينية خبراً حول تفكيره بالاعتزال دولياً، على رغم أن الأرجنتين شكلت رقماً صعباً في منافسات البطولات العالمية ونافس خلالها بقوة، قبل أن يدير الحظ ظهره لميسي ورفاقه. وكان ذلك مؤشراً على الحالة النفسية والمعنوية التي يمرّ بها ميسي. ومن جهة أخرى، كان تعاطف الاتحاد الأرجنتيني واضحاً، إذ ذكرت «وكالة الأنباء الإسبانية» (إفي)، أن رئيس الاتحاد لويس سيغورا، قال إنه «لا يتفهم الانتقادات الموجهه لميسي»، مشيراً إلى أنها إذا دفعت اللاعب إلى اعتزال اللعب دولياً «فسيكون الوضع مؤسفاً»، مضيفاً: «أنا متأكد أن عدم تتويج ميسي بأي لقب مع المنتخب يؤلمه بالقدر نفسه الذي تشعر به الجماهير». ولم يكن رئيس الاتحاد هو الوحيد الذي تعاطف مع النجم الأرجنتيني، فقد دافع لاعب ريال مدريد الإسباني لكرة السلة أندريس نوسيوني عن ميسي، محذراً إياه من العودة مجدداً إلى منتخب الأرجنتين، لأن هؤلاء الذين وجهوا هذه الانتقادات له، بحسب وصفه، لا يستحقون أن يشارك ميسي معهم مرة أخرى. وكتب نوسيوني على حسابه في «تويتر»: «هناك أشخاص ينتقدون ليونيل ميسي!... ليو لا تعد إلى المنتخب فهم لا يستحقونك». وكتب اللاعب الأرجنتيني المعتزل المخضرم ارييل اورتيغا تعليقاً مؤثراً عبر صفحته على «الفايسبوك»: «كيف أقول يلعب من دون شغف، لفتى بعمر 11 عاماً كان يتلقى الإبر كي يبقى على قيد الحياة، وذهب لأوروبا عندما تخلى عنه الجميع في بلده، وعليه مسؤولية حمل عائلته ومستقبله على ظهره، كيف أقول يلعب من دون شغف! لشاب رفض اللعب للبلد التي عالجته وقدمت له كل شيء وفضّل تمثيل البلد التي لم تقدم له شيء، كيف أقول يلعب من دون شغف! لشاب يستطيع أن يكون على شاطىء خاص مع عائلته يعد أمواله لكنه هنا ليحاول أن يقود فريق منتخب وطنه للمجد، لشاب تتم مقارنته مع أساطير اللعبة؟... الذي من دون شغف هو أنتم لأنكم تتجرأون على شغف ليونيل ميسي». وفي لفته عفويه أثارت الانتباه، ظهر ميسي وهو يجلس على أرضية الملعب، وبجانبه طفلان تشيليان كانا اقتربا منه في محاوله لمواساته. واستقبلهما النجم الأرجنتيني بكل روح رياضية على رغم علامات الحزن الشديدة البادية عليه.