تشهد سوق الأحجار الكريمة في مكةالمكرمة ازدهاراً كبيراً خلال الموسم الرمضاني الجاري، إذ تصل مبيعات الأحجار الكريمة في شهر رمضان المبارك إلى 50 مليون ريال، وفق تقديرات عاملين في السوق. ويستغل بعض المعتمرين وجودهم في مكةالمكرمة للبحث عن المحال التجارية التي تبيع الأحجار الكريمة، في حين يمارس بعض البائعين أسلوب الخداع والغش مع المشترين وإيهامهم بأن بعض الأحجار الكريمة تم إحضارها من الهند واليمن والعراق وسيريلانكا، وأنها كفيلة بحمايتهم من الحسد. وتوجد المحال التي تبيع الأحجار الكريمة على امتداد الطرق المؤدية إلى الحرم المكي الشريف، إذ تزدهر المبيعات خلال شهر رمضان، وتنمو المبيعات بأكثر من 80 في المئة، فيما يعد الخليجيون الأكثر شراء. وتتنوع أسماء الأحجار الكريمة، مثل: الياقوت، والماس، والزمرد، والسفير النجمي، والعقيق اليماني، والجمشت، والفيروز، وتوباز، واللازورد، وأوبال، وعين الهر، والزبرجد. ويقول سالم النعيمي القادم من الإمارات ل«الحياة» إن الأحجار الكريمة موجودة في جميع الدول، ولكن التي تباع في مكةالمكرمة لها خصوصية، وذلك لأنها متنوعة وأشكالها وألوانها كثيرة، واكتسبت البركة من قربها من البيت العتيق»، مضيفاً: «كما أنني أعتقد بأن لها خاصية في الحماية من بعض الشرور، التي تشكل لي هاجساً كبيراً مثل الحسد، وبيّن أن سعر الخاتم الذي يحمل صورة الكعبة المشرفة يبلغ 30 ألف ريال. بدوره، أوضح صاحب محل لبيع الأحجار الكريمة في مكةالمكرمة عبدالله مهدي في حديثه إلى «الحياة»، أنه يقوم بشراء الأحجار الكريمة من دول عربية وآسيوية، وبأسعار متباينة وأنواع كثيرة، وذلك لتلبية رغبة الزبائن، مبيناً أن المحل يبيع السبح والخواتم والقلائد، من الياقوت والزمرد والعقيق والفيروز والفضة واللؤلؤ. وأشار إلى أن قيمة مبيعات محال بيع الأحجار الكريمة في مكةالمكرمة تبلغ في رمضان 50 مليون ريال، لافتاً إلى أن أكثر الزبائن من الخليجيين من الجنسين، إذ إن بعضهم يعتقد بأن في لبسه للأحجار الكريمة حماية له من الحسد، وخصوصاً الأغنياء وأصحاب المناصب العالية والنساء. ونوّه إلى أن البعض الآخر يحرص على شرائها لتقديمها هدايا لأسرته وأقاربه، لافتاً إلى أنه باع لأحد المعتمرين أحجاراً كريمة بقيمة 30 ألف ريال، تحوي كتابات وصوراً مختلفة بعضها من التراث الإسلامي، فيما يبلغ مجموع أرباحه في رمضان نحو 500 ألف ريال. وأضاف: «أعمل في هذه المهنة منذ 20 عاماً، وبيع الأحجار الكريمة شهد تطوراً في الأعوام الأخيرة وذلك بوجود المواقع الإكترونية التي تمثل سوقاً للأحجار الكريمة، وغالبية المعتمرين يفضلون الشراء المباشر من المحال وخصوصاً التي بجوار بيت الله الحرام، وذلك لثقتهم فيها أنها تبعد عنهم الشرور وخصوصاً الحسد». واعتبر أن وصول قيمة بعض الأحجار الكريمة إلى 30 ألف ريال أمر عادي للغاية، إذ إن هناك بعض المحال تبيع أحجاراً كريمة تصل قيمتها إلى أكثر من مليون ريال، مشيراً إلى أن الخليجيين هم الزبائن الأكثر شراء ثم بقية الجنسيات العربية الأخرى. بدوره، قال الباحث الشرعي عبدالرحمن الصبحي: «إن ما ذكر من أحاديث نبوية عن فوائد الأحجار الكريمة هي أحاديث موضوعة وغير صحيحة، إذ إن تقديس الأحجار معتقد خاطئ، ويجب على أصحاب هذه المحال بيان حقيقة هذه الأحجار، وكتابة ذلك في مكان بارز في المحل كي لا يكون دخلهم من بيع الأحجار الكريمة حراماً».