لم تصمد الهدنة الإنسانية غير المشروطة التي أعلنتها الأممالمتحدة في اليمن في يومها الأول، إذ استمرت المواجهات أمس على كل جبهات القتال بين الحوثيين والقوات الموالية لهم ومسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. وشن طيران التحالف غارات على مواقع للحوثيين في صنعاءوعدن وشبوة ومأرب وتعز وحجة وصعدة. في غضون ذلك، أكدت مصادر المقاومة في مدينة تعز (جنوب غرب) أنها حقّقت تقدماً كبيراً وسيطرت على مناطق الأربعين والستين والضباب، خلال معارك عنيفة أمس أدت إلى مقتل 60 حوثياً وجرح عشرات، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من جانب القوات الحوثية استهدف مناطق جبل جرة، واستقدام تعزيزات إلى المدينة للاستمرار في محاصرتها. وأفادت مصادر عسكرية وأمنية بأن جماعة الحوثيين واصلت قصف الأحياء الشمالية والغربية في مدينة عدن بصواريخ «كاتيوشا» وقذائف مدفعية، فيما تجدّدت معارك الكرّ والفرّ مع أنصار هادي. كما قصفت الجماعة مناطق في مدينة الضالع التي يسيطر عليها مسلحو المقاومة، وأرسلت مئات من المقاتلين المدعومين بآليات عسكرية إلى مأرب (شرق صنعاء) لتعزيز جبهتها هناك، وهو ما يعد خرقاً واضحاً للهدنة. واتهمت الجماعة المسلحين الموالين لهادي بخرق الهدنة، في وقت أعلنت قوات التحالف أنها غير ملزمة بتنفيذها. وتواصلت الغارات الجوية على محافظات عدة، واستهدفت في صنعاء معسكر دائرة الإنشاءات العسكرية في حي سعوان ومخازن أسلحة في جبل نقم شرق العاصمة. كما استهدفت الضربات مواقع للحوثيين في عدن ولحج وتعز ومأرب وشبوة، وطاولت مناطق تنتشر فيها ميليشيا الجماعة والقوات الموالية لها على امتداد الحدود الشمالية الغربية لليمن في محافظتي حجة وصعدة. وذكرت مصادر محلية وشهود أن قصفاً مدفعياً سعودياً وغارات للتحالف استهدفت مديريات حرض وميدي والملاحيظ. «القاعدة» إلى ذلك، أغارت طائرة من دون طيار يُعتقد بأنها أميركية على عناصر من تنظيم «القاعدة» في مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) ليل الجمعة، ما أدى إلى مقتل أربعة قياديين على رأسهم «أبو هاجر الحضرمي». وأشارت مصادر في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ مطلع نيسان (أبريل) الماضي، إلى أن الغارة استهدفت موقعاً في ميناء المكلا، وسط تسريبات بأن قادة التنظيم كانوا في انتظار تسلُّم حاوية أسلحة مجهولة المصدر، وصلت إلى الميناء ضمن سفينة شحن. في نيويورك، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنثا باور دعم واشنطن الهدنة الإنسانية «غير المشروطة» في اليمن «من جانب كل أطراف النزاع، حتى نهاية شهر رمضان». وأشارت في بيان إلى أن الوضع الذي يواجه الشعب اليمني «خطير مع حاجة 20 مليوناً أي ما يشكل 80 في المئة من السكان، إلى الماء، وحاجة 13 مليوناً، أي نصف عدد السكان إلى الغذاء». واعتبرت أن «لا حل عسكرياً للنزاع في اليمن، وعلى الأطراف مواصلة الانخراط مع الأممالمتحدة للبدء بإجراءات بناء الثقة باتجاه وقف نار دائم، وإطلاق السجناء السياسيين».