كثف طيران التحالف العربي أمس غاراته على صنعاءوعدن وتعز والجوفومأرب وصعدة، مستهدفاً مواقع للحوثيين ومخازن أسلحة ومنشآت عسكرية ومنازل قادة موالين للجماعة، فيما تواصلت المواجهات على كل الجبهات وواصل الحوثيون قصف الأحياء الشمالية والغربية لمدينة عدن، كما استعادوا السيطرة على مواقع انتزعت منهم في مدينة تعز. وليل أمس قال شهود عيان لوكالة «رويترز» إن سيارة ملغومة انفجرت قرب مسجد وسط صنعاء ما أدى إلى سقوط مصابين. وأضافوا أن «الانفجار وقع قرب مقر البنك المركزي لكن الهدف كان المسجد القريب». ولم يذكر الشهود تفاصيل عما إذا كان المصابون قتلى أم جرحى. وسمع دويّ انفجارات ضخمة في صنعاء أمس، لدى تجدد الغارات الجوية لطيران التحالف، كما سمعت أصوات المضادات الأرضية خلال النهار. وأفاد شهود بأن القصف طاول منازل قادة موالين للحوثيين في المدينة الليبية ومنطقة جدر، كما استُهدف مبنى الاتصالات في مديرية همدان ومقر ما كان يسمى الفرقة الأولى المدرعة ومقر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان غرب العاصمة. وتحدثت المصادر عن غارات دمرت مبنى كلية الهندسة العسكرية قرب جولة «آية» شمال شرقي صنعاء، كما استهدِف معسكر»ضبوة» في جنوب العاصمة، وأدى القصف إلى تدمير منزل القيادي القريب من الرئيس اليمني السابق علي صالح وجماعة الحوثيين، العميد علي محمد الكحلاني، وإصابة المنازل المجاورة بأضرار بالغة. وفيما ذكرت مصادر طبية أن ثمانية قتلوا وجرح تسعة خلال الغارات التي استهدفت صنعاء، أفادت مصادر محلية وأمنية بأن طيران التحالف شن غارات أخرى على منطقة التواهي في مدينة عدن. كما قصف معسكر قوات الأمن الخاصة في تعز وضرب مواقع في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وامتد إلى مناطق الجفينة والمخدرة في محيط مدينة مأرب وإلى مدينة الحزم (عاصمة محافظة الجوف) ومناطق في محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين. وأفادت المصادر بأن هذه الغارات دمرت مواقع حوثية وعتاداً عسكرياً وآليات ثقيلة، واستهدفت تجمعات للمسلحين، في وقت تواصلت المواجهات في مدينة تعز بين كر وفر. وأعلنت مصادر جماعة الحوثيين أمس أن قوات الجماعة استعادت محيط السجن المركزي، واستطاعت تأمين منطقة الضباب التي كان مسلحو المقاومة المؤيدون لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي استولوا عليها قبل يومين. وفي محافظة صعدة، طاول القصف حارة الضباط في المدينة التي تحمل الاسم ذاته، واستهدف منطقة الطلح بمديرية سحار وضرب منطقة القلعة في مديرية رازح ومنطقة الغور في مديرية غمر، وفق مصادر محلية. محيط مأرب شهد معارك جديدة، وقصفت قوات الحوثيين قصف أحياء منطقة المنصور وميناء الزيت في مديرية البريقة مجدداً، وسط موجات نزوح واسع للأهالي، في حين أعلنت مصادر الجماعة أنها استطاعت تأمين معسكرٍ للجيش في منطقة بئر أحمد، ودحر أنصار هادي و «الحراك الجنوبي». وأفادت مصادر طبية بأن شخصين قتلا بالقصف الحوثي على منطقة صلاح الدين، والذي استُخدمت فيه صواريخ «كاتيوشا». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المسؤول في مصفاة عدن ناصر شايف، قوله إن المصب النفطي القريب من المصفاة ما زال لليوم الخامس هدفاً لنيران جماعة الحوثيين. ولا تزال حرائق في خزانات نفط في المصفاة تثير قلقاً، منذ أصيبت السبت بقذائف مسلحي الجماعة. وكان موفد الأممالمتحدة إسماعيل ولد شيخ أحمد، الذي يزور الرياض، أعرب عن تفاؤله ليل الأربعاء بإمكان التوصل الى هدنة إنسانية في اليمن، تسمح بنقل الإغاثة إلى المدنيين. وذكر أنه سينتقل الى صنعاء بعد غد «لكي نصل إلى ورقة موحدة قبل نهاية رمضان». وزاد: «لدينا بعض الضمانات بأن الهدنة المقبلة ستُحترم أكثر مما حصل في الهدنة الأولى».