كشف وزير الخارجية المصري الأسبق محمد كامل عمرو، عن أن وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل كان دائم القلق على «الأوضاع في المنطقة العربية، خصوصاً إثر أحداث 2011 في مصر والمنطقة»، مضيفاً في اتصال مع «الحياة» أمس قوله «التقيت الأمير سعود الفيصل في الرياض إثر ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 بأشهر قليلة، وكنت وقتها وزيراً للخارجية، وأعرب لي خلال اللقاء عن قلقه الشديد من استمرار تدهور الأوضاع في المنطقة العربية». وأوضح أن «الأمير سعود الفيصل كانت لديه مقولة شهيرة يرددها في المحافل الدولية والعربية كافة، هي أن مصر هي التي تقود المنطقة العربية، وأثبتت الأيام صدق مقولته ورؤيته، والعالم العربي والإسلامي سيفقد رجلاً محباً لوطنه ودينه وعروبته»، مشيراً إلى أن الأمير سعود الفيصل «كان يظهر لي في اتصالاتنا الدائمة قلقه الشديد على العالم العربي نتيجة الأوضاع التي يعيشها، وهو رجل يعرف حجم المخاطر، ومواقفه بعد 30 حزيران (يونيو) كانت أكثر تطوراً وقوة، إذ وقف موقفاً مشهوداً له في عالم الديبلوماسية بحزم وذكاء ونجح في مهمته بإظهار حقيقة الأوضاع في مصر، على عكس ما كانت تحاول بعض العواصم الترويج له. وجهوده الديبلوماسية مع فرنسا كانت حازمة وحاسمة تجاه مصر، وأسهمت في حل كثير من الإشكالات التي كانت تواجه مصر مع الدول الأوروبية وأميركا في الوقت ذاته»، معرباً عن خالص عزائه للحكومة وللشعب السعودي في وفاة من وصفه ب «أحد أهم حكماء العرب في العصر الحديث» الأمير سعود الفيصل، مشدداً على أن العالم العربي «سيفقد كثيراً إثر خسارته قامة وقيمة ديبلوماسية وسياسية عربية نادرة». وواجه الأمير سعود الفيصل ظروفاً غاية في التعقيد، وخاض مواجهات ديبلوماسية شاقة وعنيفة، وكان حضوره كفيلاً ببث الثقة في أن القرارات الصادرة عن أي اجتماع يحضره ستكون دائماً لمصلحة المملكة والمصالح الإسلامية والعربية. ولم تكن الظروف التي تولى فيها الفيصل وزارة الخارجية سهلة «فلم تكن مصر وإسرائيل وقتها وقعتا معاهدة السلام، وكان ياسر عرفات يقود منظمة التحرير الفلسطينية من مخيمات اللاجئين في لبنان، وكان شاه إيران يجلس على العرش، أما في العراق فكان صدام حسين يخطط للوصول إلى الحكم». وشهدت الأعوام ال 40 التي قضاها الفقيد في منصبه مواجهات ديبلوماسية شرسة، كانت الغلبة فيها لذكائه وخبرته وحكمته التي شهدها قادة العالم أجمع. ويعد وزير الخارجية السعودي السابق، الأمير سعود الفيصل (75 عاماً)، أقدم وزير للخارجية في العالم، إذ عين في منصبه عام 1975 إلى أن شغل عادل الجبير الذي كان سفيراً للمملكة في واشنطن في 29 نيسان (أبريل) الماضي منصب وزير الخارجية. واحتفظ الأمير سعود الفيصل، طوال تلك الفترة بموقع مؤثر في دوائر صنع السياسة الخارجية السعودية حتى بعد أن ترك الخارجية وأصبح مستشاراً رسمياً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي بُويع ملكاً في كانون الثاني (يناير) الماضي.