نظم اتحاد كتاب مصر مؤتمراً تحت عنوان «نجيب محفوظ كاتباً مسرحياً» لمناسبة ذكرى ميلاده الثامنة والتسعين. وقال رئيس الاتحاد الكاتب محمد سلماوي في كلمة في الجلسة الافتتاحية إن محفوظ برهن في مسرحياته على امتلاكه حرفية الكتابة المسرحية التي قد لا تتوافر لمن نعتبرهم كتاباً مسرحيين. محمد عبدالله حسن أستاذ النقد الحديث في جامعة حلوان أشار إلى أن محفوظ كتب عقب حرب 1967 سبع مسرحيات هي «الجبل»، «الشيطان يعظ»، «يميت ويحيي»، «التركة»، «النجاة»، «مشروع للمناقشة»، «المهمة»، وطرح فيها قضايا إنسانية بالغة الأهمية، نستشعر فيها عبثية الحياة وانكسار الإنسان وانسحاقه تحت وطأة القهر. ورأى حسن أن محفوظ حاول في هذه المسرحيات أن يكون عبثياً من خلال اتكائه على بعض ملامح الفلسفة الوجودية ومسرح العبث، لكن الهزيمة جعلت ملامح هذه الفلسفة أبعد ما تكون عن صفتها اتجاهاً عالمياً في ذاته. وتوقف حسن عند تيمة الحيرة بين «الممكن» و «المستحيل» والتي يظهر تأثيرها بوضوح في البناء الدرامي للنصوص المسرحية: «الجبل»، «يميت ويحيي»، «التركة»، إذ يلاحظ سعي الأبطال التجريديين إلى تحقيق الممكن، ولكن سرعان ما يخيب سعيهم فيكتشفون استحالة تحقيق هذا الممكن. وتناول أحمد عبد الرازق أبو العلا توظيف التراث في مسرحية «الشيطان يعظ»، المستوحاة من حكاية «مدينة النحاس» الواردة في حكايات «ألف ليلة وليلة»، وقال إن محفوظ حاول في هذا العمل أن يؤكد فكرة اليوتوبيا المضادة ليكشف بها إلى أي مدى يمكن أن يصل حال مجتمع تتحكم فيه الخرافة. ومن الأوراق التي تناولتها جلسات المؤتمر: «مسرحيات محفوظ بين سلطة الكاتب وسلطة المجتمع» للباحث حسن عطية، و«نجيب محفوظ كاتباً مسرحياً لعبد الغني داود،» و«أسئلة الأزمة في مسرح نجيب محفوظ» لإبراهيم الحسيني.