كابول، نيودلهي - أ ف ب، رويترز - في أشرس هجوم من نوعه على العاصمة الأفغانية كابول منذ نحو سنة، نفذ تسعة مسلحين على الأقل من حركة «طالبان»، ارتدى بعضهم أحزمة ناسفة، عمليات ضد مقار حكومية ومركزين تجاريين وسط المدينة الخاضعة لتدابير أمن مشددة، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى. تزامن ذلك مع أداء وزراء في حكومة الرئيس حميد كارزاي القسم الدستورية في القصر الجمهوري القريب من موقع الاعتداءات، ما دفع كارزاي الى تأكيد خطورة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه بلاده. وفجر أربعة انتحاريين أحزمتهم الناسفة أمام مركزين تجاريين أحدهما «غراند أفغان» القريب من وزارة العدل والقصر الجمهوري، ومبنى وزارة التعليم ومقر البنك المركزي، فيما اقتحم آخرون مركز «غراند أفغان»، حيث اشتبكوا مع القوات الحكومية التي استعادت السيطرة على الوضع بعد أربع ساعات من بدء الهجمات. وعلى رغم فشل الهجمات نسبياً في توجيه ضربات كبيرة للجهود التي تبذلها السلطات بالتعاون مع القوات الأجنبية لإرساء الأمن في كابول، شكل الحادث رسالة مهمة الى كارزاي تفيد بأن حركة «طالبان» ترفض المبادرة الجديدة للمصالحة والتي يعتزم إعلانها خلال مؤتمر لندن الخاص بأفغانستان في 28 الشهر الجاري. وتشكل المبادرة جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تتضمن أيضاً إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي الى ذلك البلد في محاولة لوضع حد لتمرد «طالبان». وندد المبعوث الأميركي الى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك بهجمات كابول التي وصفها بأنها «عمل يائس وشرس»، محذراً من مزيد من الهجمات. وقال الموفد الذي غادر كابول الى نيودلهي قبل ساعات من الهجمات: «من يفعل ذلك لن يحقق أهدافه، ويمكن أن نتوقع أموراً مماثلة في شكل متكرر. هؤلاء هم طالبان». وفي فرنسا، قال وزير الخارجية برنار كوشنير إن الوضع «خطر» في كابول، «لذا يجب أن يسفر مؤتمر لندن عن حلول عملية تزيد التقارب بين الأفغان الذين يجب أن يحددوا مستقبلهم». ودعا مبعوث الأممالمتحدة الى أفغانستان كاي ادي المانحين الدوليين الى التركيز على مشاريع أطول مدى واكثر قابلية للاستمرار في أفغانستان، بدلاً من تنفيذ مهمات أصغر حجماً تهدف الى نتائج سريعة. وأضاف: «هناك حاجة الى تغيير في كيفية قياس النجاح في أفغانستان». ورأى أن إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي في المرحلة المقبلة يجب ألا يبعد التركيز على تحقيق الأهداف المدنية والسياسية في أفغانستان.