صنعاء - «الحياة»، أ ف ب - تضاربت الأنباء حول مصير القائد العسكري لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» قاسم الريمي بين تأكيد صنعاء مقتله مع خمسة من أعوانه في غارة جوية شنها الطيران اليمني في شمال البلاد الجمعة الماضي، ونفي التنظيم ذلك. وجدد وزير الداخلية اليمني اللواء الركن مطهر رشاد المصري تأكيد مقتل الريمي وخمسة قياديين آخرين من التنظيم الارهابي في الغارة التي استهدفت موكب سيارات في الاجاشر بمنطقة ذهب الشعف الصحراوية الواقعة بين محافظتي الجوف وصعدة (شمال) بالقرب من الحدود مع السعودية. وقال المصري في تصريحات نشرها موقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع، «إن تنظيم القاعدة الارهابي مني بخسائر كبيرة وفادحة في اليمن بعد تلقيه ضربات موجعة من المؤسسة العسكرية والأمنية توجت أخيراً بمصرع عدد من قياداته الخطرة». وأكد الوزير اليمني أن «تلك الضربات لن تكون الأخيرة طالما أن أمن الوطن واستقراره ومؤسساته ما زال مستهدفاً من العناصر الارهابية». كما شدد على أن «أجهزة الأمن قادرة على التعاطي مع التحديات كافية بما في ذلك مواجهة خلايا وعناصر الارهاب والتصدي بحزم لأي أعمال إرهابية». وبحسب الوزارة، قُتل اضافة الى الريمي في غارة يوم الجمعة الماضي كل من عمار الوائلي وصالح التيس وعايض الشبواني والمصري ابراهيم محمد صالح البنا، لكنها لم تحدد هوية القتيل السادس. في المقابل، نفى تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» مقتل الريمي والخمسة الباقين، وذلك في بيان نُشر على المواقع الاسلامية ونقله المركز الاميركي لرصد المواقع الاسلامية على الانترنت (سايت). وأفاد البيان أن «أحداً من المجاهدين لم يُقتل في تلك الغارة الغاشمة الغادرة، وانما أُصيب بعض الاخوة بجروح طفيفة». واتهم البيان الحكومة اليمنية بالكذب، وقال إن «هذه الكذبة تأتي تكملة لمسلسل الأكاذيب التي روجتها الحكومة عن الغارات السابقة». من جهته، قال شيخ قبلي لوكالة «فرانس برس» إن مقاتلين ينتمون الى «القاعدة»، طوقوا المكان الذي استهدفته الغارة الجمعة الماضي، وأطلقوا النار عشوائياً على كل من حاول الاقتراب منه. ودعا التنظيم في بيانه الى «اعلان الجهاد على الكفار واعوانهم العملاء، ليس في البر فحسب ولكن في البحر والجو أيضاً»، والى «ضرب البوارج الحربية (...) الموجودة في خليج عدن، وفي بحر العرب وفي البحر الاحمر، وطائرات التجسس الأميركية المنتهكة لأجواء جزيرة العرب». وكان الريمي في عداد 23 عنصراً من «القاعدة» فروا في شباط (فبراير) العام 2006 من سجن أمن الدولة في صنعاء، وهو «أبرز مدبري معظم عمليات القاعدة في اليمن»، بحسب مسؤول يمني. وأشار هذا المسؤول الى أن الريمي تمكن من الافلات مرتين من قوات الأمن العام 2008 في محافظة مأرب ثم في نهاية 2009 في أرحب قرب صنعاء. وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل ثلاثة سعوديين مطلوبين على قائمة ال85 ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» في انفجار وقع في أيلول (سبتمبر) الماضي في مدينة صعدة اليمنية، وهم: المطلوب الرقم 71 محمد الراشد، والرقم 62 فهد الجطيلي، والرقم 32 سلطان الدلبحي. وتأكدت السلطات من هوياتهم بعد الحصول على عينات من الحمض النووي من موقع الانفجار. وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الجهات الأمنية المختصة علمت عن حدوث انفجار أثناء اجتماع لعناصر الفئة الضالة الموجودين في الخارج، في 14 أيلول (سبتمبر) الماضي، مشيراً إلى أنه نتج عنه مقتل وإصابة عدد من الموجودين، من بينهم سعوديون مطلوبون للجهات الأمنية. وقال التركي انه «تم الحصول على عينات من الحمض النووي لمن لقوا مصرعهم في الانفجار، من خلال التنسيق الأمني مع الجهات ذات العلاقة، وتبين انهم محمد عبدالرحمن سليمان الراشد (28 عاماً)، الذي تمكن من السفر بوثائق مزورة إلى المناطق المضطربة في 2005، وانضم إلى تنظيم الفئة الضالة والمشاركة في استهداف الوطن في مخططات إجرامية». وأشار إلى أن القتيل الثاني هو المطلوب فهد صالح الجطيلي (28 عاماً)، أحد معتقلي غوانتانامو السابقين وتمت استعادته ضمن الدفعة الرابعة في 2007، وألحق ببرنامج الرعاية، ووفرت له الإمكانات كافة لمساعدته في العودة إلى أسرته ومجتمعه. وأضاف: «ان المطلوب الجطيلي هرب متسللاً إلى الخارج، وانضم إلى التنظيم الضال في الخارج، الذي يستهدف الوطن في مخططات إجرامية». واوضح التركي ان «القتيل الثالث هو سلطان راضي الدلبحي (26 عاماً)، الذي غادر المملكة إلى الخارج في 2007، مستخدماً جواز سفر شقيقه للإنضمام إلى التنظيم الضال في الخارج»، مؤكداً أن الجهات المختصة أبلغت ذويهم لاستيفاء المتطلبات الشرعية والإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات. يذكر أن «الحياة» انفردت في 26 ايلول (سبتمبر) بخبر مقتل فهد الجطيلي، ومطلوب آخر لم يتسن التأكد من هويته في ذلك الوقت.