لم يتلق معد ومقدم برنامج «على خطى العرب» الدكتور عيد اليحيى ردود فعل كل من الدكتور سعيد السريحي والدكتور معجب الزهراني والباحث أحمد الهلالي برحابة صدر، وراح يدفع عن نفسه ما وصفوه به وما لاحظوه من مآخذ على البرنامج. وكانت «الحياة» نشرت هذه الردود يوم الإثنين الماضي، بعد أن أدلى بكلام في أمسية بنادي الطائف الأدبي عن الحداثة وما بعدها، وأن النقاد منشغلون بالمناهج النقدية الغربية، وأنهم يجهلون تاريخهم وحضارتهم. وقال اليحيى في حديث إلى «الحياة»: عندما يقول الدكتور معجب الزهراني إن منهج الحداثة منهج لا أتقنه، فهذا قول غير صحيح، وعار من الصحة، وخصوصاً أننا درسنا الحداثة وما بعدها، وكتبنا الشعر المنثور والقصيدة الحديثة، وساقتنا زوابع الحداثة إلى القراءة لأدونيس وأدعياء الحداثة عندنا»، متسائلاً : هل الحداثة وما بعد الحداثة وتنظيراتها من تراثنا العربي؟ مطالباً في الوقت نفسه بالإجابة على هذه النقطة. وأضاف: «إن كانت الإجابة ب«نعم» فهي إجابة خاطئة خطأ كبيراً، وإن كانت لا فهذا يدل على ضياع وقتنا ووقت أهل الحداثة في أمر غربي لم نستفد منه، ولاسيما أننا نعرف أنها خارج أنثربولوجيتنا العربية وما تحويه من فن وتراث ولغة مرتبطة بجيولوجيا المملكة وأركولوجيتها». وزاد: لهذا فالأدباء الحداثيون لا يريدون أن يعترفوا بالفشل الذريع الذي أوقعونا فيه. هل قام أهل الحداثة بعمل ميداني على أرض الواقع؟ وهل طبقوا المنهج التطبيقي الميداني على الواقع؟ لا!». وعما قام به العمل الميداني التطبيقي قال اليحيى: «ليس هنا سوى البلدانيين من أمثال محمد بن بليهد، ومساعد بن جنيدل، وحمد الجاسر، وعبدالله بن خميس، ومحمد العبودي، فهم من قاموا ببحث أنثربولوجي، وكتابة معجم البلدان، وعلى رغم عدم تخصصهم بالحداثة وما بعدها فإنهم الأشخاص الوحيدون الذين خدموا أدبنا، والبقية للأسف لا شيء». وفيما يتعلق ببرنامجه «على خُطى العرب» أوضح اليحيى: «هو برنامج للجميع، والبرنامج الأول الذي وقف على المكان صوتاً وصورةً، وتوظيف المكان وما يحويه». وأضاف: «أدعو من ينقده إلى القيام بعمل مشابه لما أقوم به، إن كان هناك من نقد، أو ليصمت عن البحث عن نقاط بسيطة لا تؤثر في قيمة البرنامج، وعدم تناوله بطريقة سطحية وساذجة جداً، والتي أستنتج من خلالها عدم فهمهم المشروع الذي أقوم به، فإن كنت آذيتهم باللحن، فلقد آذونا بتنظيراتهم الساذجة الغبية، والتي أتوا بها من الغرب في الحداثة والنقد ولم تفدنا بشيء. فبماذا أفادتنا؟ وما الخدمة التي قدمتها لنا في السعودية؟ إنها لم تقدم لنا شيئاً». ولفت إلى أنهم «متى فهموا ما أقوم به من عمل ومنهج، واستوعبوا الأركان الثلاثة - أريكولوجيا الوطن وأنثربولوجيته، وجيولوجيته التي تقوم عليها المواطنة الإيجابية التي تخلق السعادة الوطنية، والتي بدورها تؤدي إلى الجانب الإيجابي ثم المواطن الصالح، ففي تلك اللحظة أناقش وأكمل. إن كان هناك من أراد الحوار على أرض الواقع دخلت معه، فأنا لا أحب الإطالة في هذا الموضوع لأنه جدل عقيم، ولدي عملي الميداني وأريد أن أكمله».