قال مصدر أمني تونسي أن قوات الأمن في بلاده، قتلت أمس، خمسة مسلحين متشددين، باشتباكات في منطقة جبلية قرب مدينة قفصة في وسط البلاد، مشيراً إلى أن مروحيات لا تزال تلاحق آخرين. ويأتي ذلك في إطار وضع القوات التونسية في حال تأهب قصوى بعد هجوم الشهر الماضي على منتجع ساحلي في مدينة سوسة أدى إلى مقتل 38 سائحاً معظمهم بريطانيون. ووقع هجوم مماثل قبل ثلاثة أشهر في متحف باردو في العاصمة تونس على يد مسلحين متشددين. وأشار المصدر الأمني إلى أن «العملية مستمرة في جبال أولاد بوعمران»، مضيفاً أنه لم يقع أي قتلى في صفوف القوات الخاصة التابعة للجيش. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أمس، أن حكومته ستسعى إلى إقناع بريطانيا بالعدول عن دعوتها رعاياها بمغادرة تونس إثر الاعتداء الدموي الأخير. وصرح البكوش بأن السلطات تتفهم رد فعل بريطانيا، لكنها ستحاول إقناعها تدريجاً لعلها «تعود عن قرارها». وتابع البكوش: «لا يمكننا لومهم في الظرف الراهن، لكننا لن نتوقف عند هذا الحد، بل سنتواصل معهم ومع الشركاء الأوروبيين حتى لا يتم اتخاذ مثل هذه الإجراءات». وكانت وزارة الخارجية البريطانية أوصت البريطانيين الخميس بمغادرة تونس وبعدم السفر إلى هذا البلد لغير الضرورة، معتبرة أن التدابير التونسية الحالية غير كافية أمام «التهديدات الإرهابية القوية». واعتبرت الوزارة، بعد قرابة أسبوعين من الهجوم الذي استهدف فندقاً في القنطاوي في سوسة أودى بحياة 38 شخصاً بينهم 30 بريطانياً، أن حصول «هجوم إرهابي جديد مرجح بدرجة عالية»، وأن التدابير التي اتخذتها الحكومة التونسية غير كافية «لحماية السياح البريطانيين في الوقت الحالي». وأعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أمام البرلمان ليل الخميس - الجمعة أن بلاده «قامت بواجبها» لحماية «المنشآت البريطانية». وأعلنت السلطات التونسية مجدداً، فرض حال الطوارئ في البلاد في الرابع من الشهر الجاري. وقال الصيد أن «قراراً بريطانياً ستكون له تداعيات على تونس مع بلدان أخرى دون شك، لكن بريطانيا لها سيادتها ونحن أيضا لنا سيادتنا». وأضاف: «سأتصل الجمعة برئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) لإبلاغه بأن تونس مستعدة لحماية كل السياح وأنها قامت بما يلزم لحماية المنشآت البريطانية». وحذر الصيد من أن تونس ما زالت في خطر وأن هناك مزيداً من التهديدات الإرهابية الجدية.