حذر دارسون في محو الأمية، من إغلاق مركز يدرسون فيه، في حال لم يلتزم الطلاب في حضورهم والاستفادة منه، على غرار ما حدث لمراكز أخرى في المنطقة الشرقية. واستعرض عدد من الدارسين في مركز سلمان الفارسي، تجاربهم، بمناسبة «اليوم العربي لمحو الأمية 2010»، الذي نظمته مدرسة سلمان الفارسي في القديح (محافظة القطيف)، الأسبوع الماضي. وكرمت المدرسة 51 دارساً وطالباً من المتفوقين في برنامج «مجتمع بلا أمية»، من الصف الثاني والثالث في المركز، كان عمر أكبرهم سناً 74 سنة، بحضور ضيوف ومعلمين. كما نظمت المدرسة ندوة ثقافية عن مكافحة الأمية، والأمية الثقافية. وشارك في الندوة معلمون ودارسون. وطالب الدارس حسن آل بوسعيد (65 سنة) زملاءه ب «الاستفادة من فرصة إتاحة التعليم لهم». فيما استعرض المتقاعد من إدارة التربية والتعليم الدارس أحمد الحلال (74 سنة)، الذي انخرط في برنامج «مجتمع بلا أمية»، مسيرته في طلب العلم، مبيناً أنه لم يوفق إلى ذلك، بسبب انشغاله بالوظيفة، وتوفير ضرورات الحياة لأبنائه وأسرته، حتى تمكن أخيراً، من الالتحاق في البرنامج، واضعاً نصب عينيه تحدي «طلب العلم من المهد إلى اللحد». وأرجع الدارس سعيد البحراني (50 سنة) سبب التحاقه بالبرنامج إلى محاولة الاندماج في محيط التعلم. وقال» «كنت حين أحضر اجتماعات أو ندوات ومحاضرات لا أجد نفسي مع الحاضرين»، مضيفاً «كنت لا اقرأ حتى فاتورة الكهرباء، وهي أمر بسيط، فقررت الالتحاق بمركز محو الأمية، وبعد أن كنت لا أعرف الحروف أصبحت متمكناً من قراءتها». ونصح الدارس صالح العراجنة (47 سنة) زملاءه ب «عدم تفويت فرصة الاستفادة من المركز»، مشدداً على «المحافظة على المركز، وعدم هجره، حتى لا يغلق، كما أغلقت كثير من المراكز في المنطقة، بسبب غياب الطلاب والدارسين لها». وشهد البرنامج حواراً مفتوحاً بين الدارسين والمعلمين. واعتبر مدير المدرسة حسن الحمالي، صدور القرار السامي بالموافقة على نظام تعليم الكبار والكبيرات ومحو الأمية في عام 1972، «بداية الجهود في القضاء على الأمية، الذي أعقبه تشكيل لجان عليا من الجهات التعليمية، التي وضعت خطة شاملة لمدة 20 عاماً، لمواجهة مشكلة الأمية، وتتابعت القرارات الهادفة للقضاء على الأمية، من بينها الالتزام السياسي والمجتمعي بمحو الأمية، قبل حلول عام 1430ه، كحد أقصى، إضافة إلى وضع خطط مبرمجة زمنياً، ضمن حملة وطنية تشارك فيها الجهات المعنية، من المؤسسات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع التطوعية». وحث الدارسين على «الالتزام بالانضباط، وعدم التهاون في طلب العلم». وبين معلم التربية الإسلامية محمد خيرو، أن «سبب اختيار الثامن من شهر يناير يوماً للقضاء على الأمية في العالم العربي، كونه اليوم الذي أنشأت فيه جامعة الدول العربية جهازها الإقليمي لمحو الأمية في عام 1966، وانضم الجهاز إلى المنظمة العربية للتربية والفنون والعلوم، تحت اسم الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار». وأشار رائد النشاط مشرف الندوة صادق آل شيف، إلى أن أهداف محو الأمية تتمثل في «تزويد الدارسين بمعلومات كافية من العلوم الدينية، وإكسابهم مهارات القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى المعلومات والمهارات والاتجاهات، التي تمكن الفرد من تطوير نفسه وأسرته، وتمكنه من المشاركة في النهوض بمجتمعه، ومن القيام بواجبات المواطن المستنير». واشترط على الطلاب الراغبين في القضاء على أميتهم أن «يكونوا أذكياء، وحريصين على طلب العلم، والاجتهاد في طلبه، والإكثار من توجيه الأسئلة إلى المعلمين، والصبر في التعلم، وكثرة الإطلاع والقراءة والمثابرة والجد».