بعد لقائه بأركان وزارة الدفاع (البنتاغون) وتعهده بحرب طويلة ل «القضاء في نهاية المطاف على داعش»، قال الرئيس الاميركي باراك أوباما أول من أمس أنه سيزيد الدعم للمعارضة السورية وانه بحث في «حكومة سورية شاملة من دون (الرئيس السوري بشار) الأسد» مع كل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقيادات مجلس التعاون الخليجي خلال قمة كامب ديفيد. وأكد في تصريحات في البنتاغون ان الحرب ضد داعش «ستأخذ وقتاً» وان التنظيم «خسر ربع أراضيه في العراق» بعد انطلاق حملة التحالف الدولي - العربي، وشنّ ما يناهز خمسة آلاف ضربة منذ أيلول (سبتمبر) الماضي. وتعهد أوباما بزيادة دعم بلاده للمعارضة المعتدلة السورية، وقال إن الولاياتالمتحدة تحتاج لفعل المزيد لمنع هجمات تنظيم «داعش» وإجهاض مساعيه لتجنيد أتباع. وقالت مصادر موثوقة ل «الحياة» ان «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية، هي الأقرب للإدارة الاميركية وعلى قائمة وزارة الدفاع الاميركية لدعمها لوجيستياً وبغطاء جوي. وأضاف: «لقد أوضحت للمساعدين لي أننا سنحتاج لمزيد من التدريب للمعارضة المعتدلة في سورية وتوفير المعدات لها». ولم يقدم أوباما تفاصيل عما قد تفعله الولاياتالمتحدة. وتطرق أوباما الى نجاحات الامن القومي الاميركي في منع «داعش» من القيام بأي عمل ضد الولاياتالمتحدة، مع تأكيده على صعوبة منع «هجمات فردية» صغيرة داخل الولاياتالمتحدة رغم النجاح في منع هجمات كبيرة منذ الهجمات التي شنت في نيويوركوواشنطن في 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة ستواصل تعقب عمليات التمويل غير المشروعة للدولة الإسلامية في العالم. وأكد أوباما مجدداً أنه بتوافر شريك قوي على الأرض في العراق ستنجح الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في هزيمة «داعش». وأشار الى إنه لا توجد في الوقت الحالي خطط لإرسال قوات أميركية إضافية إنما سيتم تسريع وتيرة تدريب القوات العراقية وإن سقوط الرمادي عاصمة محافطة الأنبار في العراق أصاب الحكومة العراقية بالصدمة. وتابع أوباما: «ينخرط المزيد من المتطوعين من السنّة. بعضهم تدرب بالفعل وبمقدورهم أن يمثلوا قوة جديدة ضد الدولة الإسلامية. نواصل الإسراع بتقديم المعدات المهمة وبينها أسلحة مضادة للدبابات لقوات الأمن العراقية». وأشار إلى تهديدات أصغر حجماً في الولاياتالمتحدة، وقال إن هناك حاجة لفعل المزيد لمنع «داعش» من تجنيد أتباع في الأراضي الأميركية. وقال: «جهودنا لمكافحة التطرف العنيف يجب ألا تستهدف أي فئة بعينها بسبب عقيدتها أو خلفيتها... وبينهم الأميركيون المسلمون الوطنيون وهم شركاؤنا في حفظ أمن هذا البلد». وحول أفق الحل في سورية، قال أوباما ان «السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية وفي شكل يسمح بوحدة الشعب السوري ضد «داعش» هو في مرحلة انتقال سياسي لحكومة جديدة من دون بشار الأسد. حكومة تمثل جميع السوريين». وأضاف: «لقد بحثت بذلك مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد وفي اتصالي الأخير مع الرئيس بوتين، واكدت ان واشنطن ستستمر في العمل لتحقيق مرحلة انتقالية كهذه». ولفت أوباما الى انه «من الجيد اليوم وجود إدراك متزايد من جميع اللاعبين في المنطقة بأنه وبأخذ بعين الاعتبار تهديد «داعش» الكبير، فمن المهم ان نعمل معاً وليس كل لوحده وباتجاه حكومة شاملة في سورية».